مرأة ومجتمع
احذري مخاطر المشكلات الزوجية على الأبناء
جميع الأسر تعاني من حين لآخر من المشاكل والمشاحنات بين الزوجين. ومن الصعب إخفاء هذه المشاحنات عن الأبناء وعادة ما يلتقط الأبناء هذه الخلافات حتى وإن لم تحدث على مرأى منهم.
ويقول الدكتور شكري إبراهيم في كتابه "أنا وطفلي والطبيب" للأسف إن هذه المشاحنات تؤثر تأثيرا سلبيا شديدا على أكثر الأطفال، وقد يمتد هذا التأثير ويستمر مع الطفل في حياته المستقبلية.
ويلقي شكري الضوء على بعض من هذه التأثيرات السلبية في الفقرة التالية:
أولا يقول شكري: عندما ينشأ الأطفال في بيئة جدلية محاطة بالمشاكل بين الأبوين فإنه من الممكن أن يصاب بحالة من الاضطراب العاطفي حيث تختلف أعراض الاضطراب العاطفي عند الأطفال، فالبعض قد يلجأ إلى إيذاء نفسه، والبعض الآخر يتحول إلى شخصية عنيفة بينما يظهر بعض الأطفال علامات القلق المفرط مثل قلة الانتباه أو الإصابة بنوبات الغضب أكثر من أقرانهم.
ويضيف أن المشاكل بين الأبوين تجعل الأطفال مشتتي الانتباه نتيجة تفكيرهم في تبعيات المشاكل الموجودة بالمنزل، حيث أظهرت الدراسات التي أجريت على العديد من الأطفال الذين يعاني أبواهم من المشاكل المستمرة، انخفاض درجات اختبارات القراءة والرياضيات، وارتفاع مستويات المشاكل التأديبية، إضافة إلى مشاكل في الإدراك بما في ذلك تباطؤ الوظائف الإدراكية وانخفاض مهارات حل المشاكل.
ويؤكد شكري أنه عندما تكون النزاعات شائعة في المنزل، سواء كان ذلك ما بين الزوجين، أو بين الأهل والأبناء أو مزيج من النوعين، فكثيرا ما يصاب الأطفال بالمشاكل النفسية، فهذه المشاكل تضع الأطفال في خطر متزايد للإصابة بالمشاكل الاجتماعية والنفسية، بما في ذلك القلق، والاكتئاب، والعدوان، وانخفاض تقدير الذات وصعوبة الاندماج مع أقرانهم.
وتابع شكري أن الأطفال الذين ينشأون بين مشاكل الأبوين المتكررة من المحتمل أن يتأثروا في مرحلة البلوغ ويكونوا أكثر عرضة لعدة مخاطر منها "الاكتئاب، تعاطي المخدرات والكحول، القيام بالسلوكيات المعادية للمجتمع"، مع مخاطر الفشل في العلاقات الشخصية والحياة المهنية حتى بعد تخطي سن المراهقة.
ويقدم شكري نصيحة لكل الأمهات قائلا "عندما تضطرك الظروف للشجار مع زوجك في وجود أبنائك فاجعلي ذلك فرصة لإظهار كيفية التواصل الصحيح لأطفالك. يمكنك أن تكون نموذجا يحتذى به من خلال طريقة النقاش وذلك بالبقاء هادئة، التحدث باحترام، والتعامل مع المشكلة واستكمال النقاش بصورة حضارية، والاعتذار إذا اتضح أنك المخطئة. وينطبق هذا الكلام على الزوج أيضًا لإعطاء الأطفال قدوة حسنة".