ملفات وحوارات
«الزهراء».. قرية راحت فى «شربة ميّه»
احد سكان قرية الزهراء «شربة ماء» تمرى فى الجسم إلى العروق تثلج الصدر وتحيى، وأخرى تهرى فى المعدة تأكلها تُسمم وتُمِيت.. شربةُ ماء رائقة شفافة لذيذة، وأخرى صفراء مُنفّرة لها رائحة عطن مياه الصرف الصحى. وفى قرية الزهراء، بمركز الزقازيق محافظة الشرقية، لا يوجد إلا ذلك النوع الثانى من المياه. ماء تلفظه مواسير صدئة متآكلة بحيث تسمح باختلاط مياه «المجارى» بمياه الشرب.. ومن المواسير إلى الصنابير إلى بطون الخلق الذين يتحولون فى ليلة إلى رقم فى سجلات المرضى بالمستشفيات ورقم آخر فى عناوين الأخبار. لا تنضب المياه فى قرية الزهراء ولا تجف، إلا قليلاً، متاحة دائماً. لكن قبل أن تشرب كوب ماء ينصحك أهالى القرية بأن تتصل بالمستشفى الأقرب للتأكد من خلو سرير لاستقبالك، حتى لا «تلف كعب داير» على المستشفيات بعد شرب الماء الملوث بالمجارى. «الوطن» زارت المواطنين المسممين فى مستشفى الأحرار بالزقازيق، وكذلك القرية التى لا تزال سيارات الإسعاف تدخلها حتى اللحظة الراهنة لنقل حالات تسمم جديدة بسبب المياه. قرية المياه الملوثة الواقعة فى غرب مركز الزقازيق بالشرقية لا تضم شبكة للصرف الصحى وتنتشر فيها مهنة «نزح الطرنشات». قرية فقيرة تعتمد على الجهود الذاتية لسكانها فى إقامة المشروعات الخدمية الصغيرة، لم يظهر اسمها إلا عندما سقط «150 فرداً» من سكانها كحالات تسمم بالمياه الملوثة، بحسب تقديرات بعض سكانها. أخبار متعلقة الضحايا: «اتسممنا» بمياه الصرف.. و«اتبهدلنا» فى المستشفيات 9 كيلومترات من «الزقازيق».. هنا مياه الشرب تمتزج بـ«الصرف الصحى»