ملفات وحوارات
9 كيلومترات من «الزقازيق».. هنا مياه الشرب تمتزج بـ«الصرف الصحى»
جرارات كسح طرنشات على بعد 9 كيلومترات من مدينة الزقازيق، تقبع قرية الزهراء على أطراف عاصمة محافظة الشرقية، القرية التى أصيب العشرات من أهاليها بحالات تسمم جماعى، لم يحدد بعدُ سبب الإصابة المفاجئة بالمرض؛ حيث ينتظر المسئولون نتائج عينات التحاليل التى تم سحبها من القرية، بينما يجزم الأهالى بأن تلوث مياه الشرب بالصرف الصحى هو السبب وإن اختلفوا فى الكيفية التى تُلوَّث بها المياه. إنذار سيارات الإسعاف التى لم تختفِ من القرية منذ مساء الخميس الماضى حتى ساعات صباح الأمس يستقبلك على مدخل القرية، يتطلب الوصول إليها السير على الأقدام فى طريق متعرج، مسافة تتجاوز الكيلومتر، للوجود وسط قاطنيها. الحديث عن حالات التسمم الذى أصاب عددا من أهلها، يتزايد عددهم بمرور الوقت، هو الحوار الدائر بين الأهالى الذين يفترشون جوانب شوارع القرية الترابية الضيقة أمام منازلهم: «من امبارح والمسئولين والبهوات موجودين فى البلد، واحنا مش عارفين نعمل إيه لحد دلوقتى ونشرب ميه ولا ما نشربش، كل اللى يتصاب يتم نقله بالإسعاف إلى الزقازيق، والسبب إيه؟ ما حدش عارف، ولو طلعت الميه السبب هيقطعوها ونشرب ونغسل إحنا منين؟».. كلمات وجهتها سيدة أربعينية لبعض سيدات تجلس معهن أمام منزلها ذى النشأة الريفية البسيطة؛ حيث الجدران المصنوعة من الطوب اللبن والسقف المعرش بأعواد «القش»، بينما يكتفى باقى الجيران بطلب الستر من الله وانتظار ما يقوم به أعيان القرية، على حد قولهم.المدرسة الابتدائية بالقرية شهدت 40 حالة تقيؤ وعن بداية انتشار حالات التسمم داخل أروقة القرية، يقول مصطفى أبوهاشم أحد سكان القرية: «ظهر الخميس الماضى شهدت المدرسة الابتدائية بالقرية 40 حالة تقيؤ فى العديد من الفصول، وقام مدير المدرسة بإخراج التلاميذ فى ملعب المدرسة من أجل تغيير الهواء وكان يعتقد أن ما حدث بسبب ضيق المكان، بعد تحسن حالتهم طالبهم بالانصراف إلى منازلهم، لكن مع سواد الليل تكررت حالات التقيؤ وارتفاع درجة الحرارة والإسهال، لتشمل جميع الأعمار من أطفال المدارس إلى كبار السن، وقام بعض الأهالى بنقل أبنائهم وذويهم إلى قرية إنشاص البصل لتوقيع الكشف عليهم، ومع وصول الحالات لأكثر من 100 حالة فى منتصف ليل الجمعة تم الاتصال بسيارة الإسعاف التى لم تتوقف عن نقل المصابين حتى صباح أمس، ليصل عدد المصابين إلى 150 حالة» وفقا لما يقول، على عكس البيانات الرسمية التى حددتهم بـ 70 حالة فقط، موضحا أنه تم إسعاف معظمهم وما زال يرقد منهم 14 حالة داخل مستشفى القنايات و9 حالات فى مستشفى الأحرار بالزقازيق، بالإضافة إلى 3 حالات أصيبت أمس وتم نقلها إلى مستشفى صيدناوى بالزقازيق. «العامل الوحيد المشترك بين الأشخاص المصابين هو الماء».. لهذا السبب يرجع سامى عبدالهادى، مهندس، 52 عاما، أن تكون مياه الشرب هى السبب فى حدوث حالات التسمم الجماعى، ليس الفرح كما يردد البعض، خصوصا أنه لم يصَب أحد من أصحاب الفرح، بالإضافة إلى أن هناك حالات مصابة ليست لها علاقة بالفرح ولم تشارك فيه، موضحا أن الكارثة تتمثل فى «الطرنشات» التى تلاصق مواسير المياه وأحيانا تمر من داخلها أو فوقها، خاصة فى الوصلات الفرعية؛ حيث يعتقد، كما يرى السباك، أن الماسورة بلاستيك ولا تتأثر بالمياه، بالإضافة إلى أنه من النادر طفح الخزان إلى أطرافه؛ لذلك لا توجد مشكلة من وجهة نظرهم أن تمر المياه بجوار المجارى، ويتفق معه الخمسينى حسين محمد، العامل بالوحدة الصحية، مؤكدا أن «السباك كثيرا ما يستسهل وضع المواسير فى خطوط مستقيمة؛ لذلك أحيانا ما يتم تمريرها من داخل الخزان، بدلا من تركيب وصلات إضافية، «أسبوع كامل نشرب مية مجارى من غير ما نعرف، خصوصا أن الميه من الطبيعى أن يتغير لونها فى الحنفيات، وبعد فترة زادت رائحة المجارى فى الميه واكتشفنا إننا إحنا بس اللى عندنا الميه كده». بينما يحدد عادل محمد، أحد أبناء القرية التى يبلغ عدد سكانها 12 ألف نسمة سبب المشكلة، فى قيام أصحاب عربات تفريغ الخزان من مياه الصرف الصحى بالإضراب عن العمل بسبب منعهم من تفريع «عربات النزح». أخبار متعلقة «الزهراء».. قرية راحت فى «شربة ميّه» الضحايا: «اتسممنا» بمياه الصرف.. و«اتبهدلنا» فى المستشفيات