أهم الأراء
عصابة اللهو الخفى
الفنان طلعت زكريا قال إنه لم يصادف عملاً درامياً مناسباً حتى الآن.. لو نظر «زكريا» فيما حوله سيجد دراما غير مكتوبة، لم تخطر ببال أجدع سيناريست، ولو كان فى عبقرية وحيد حامد.. الفرق أن الواقع لم يُنقل إلى الأوراق.. هناك حالة من الدهشة.. كلنا يريد أن يلملم أشلاءه.. الثوار والإخوان والسلطة الحاكمة.. «المعزول» أيضاً لم يوكل محامياً حتى الآن.. يبدو أن هيئة الدفاع ستكون سرية! اعتدنا على وجود مرشدين للإخوان.. أحدهما معلن والآخر سرى.. اعتدنا أيضاً على وجود مرشحين فى أى انتخابات.. سواء فى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية.. الآن نحن أمام هيئتين للدفاع.. الأولى معلنة قد تتضمن «العوا والدماطى وطوسون».. الثانية تضم النائب العام الملاكى، والأخوين «مكى»، وقضاة من أجل مصر.. الصراع هنا ليس بين فريقين معلنين، لكنه بين فريقين خارج المحكمة! الدراما فى قضية «المعزول» تفوق أضعاف ما يحلم به طلعت زكريا والزعيم عادل إمام.. أنت أمام قصة رهيبة.. منذ بعثته إلى أمريكا حتى عودته، مروراً بقضية الكربون الأسود، ثم دخوله السجن، وهروبه فى عملية اقتحام السجون، وانتهاءً بترشحه للرئاسة، ثم قيام ثورة ضده، ليعود إلى السجن مرة أخرى.. من السجن إلى القصر، ومن القصر إلى السجن.. الدراما تتجاوز خيال المؤلفين! لا أخشى هيئة دفاع يرأسها النائب العام السابق.. طلعت عبدالله لم يكسب قضيته.. لم ينجح فى مواجهة أزمته.. ليس لديه خبرة نادرة.. لم يقدم لنا نفسه نائباً عاماً نؤمن به.. كيف يكسب قضية «المعزول»؟.. كيف ينقذ رقبته من حبل المشنقة؟.. لا أخشى فى الوقت نفسه شهادة الأخوين «مكى».. الأفضل لهما أن يبتعدا.. ليحمدا الله أنهما خارج القفص.. «محمود» عليه أن ينصح شقيقه بالصمت! أستغرب من الذين يقولون إن محاكمة مرسى سياسية.. من هؤلاء الوزير أحمد مكى.. أستغرب أكثر من الذين يتحدثون عن إنهاء الأزمة بين الدولة والإخوان بوقف المحاكمة.. هل يفهم هؤلاء فى القانون؟.. هل يفهم هؤلاء معنى إيقاف المحاكمة؟.. هل يتصورون أن المصالحة تعنى العفو عن مرسى؟.. هل هناك مصالحة مع متهم بالتحريض والتجسس؟.. متى يفهمون أنه ارتكب جرائم جنائية؟! حتى الآن مازال فريق من المحامين يتحدث عن وساطة بين «المعزول» والجيش.. أى وساطة يتحدثون عنها؟.. مرسى لم يعد طرفاً فى أى شىء.. الجيش ليس بيده أن يعفو أو يصفح أو يتصالح.. هناك وكيل وهناك أصيل.. الوكيل هو الجيش، وله مهمة محددة.. الأصيل هو الشعب، وقد حدد فى التفويض مهمة محددة للجيش.. ما يقوله هؤلاء هراء.. دخول مرسى القفص يقطع الشك باليقين! أتفق مع ما قاله «الدماطى» من أن الشرعية لا تعنى عودة «مرسى».. أختلف معه أن «العوا» سيتوسط لحل الأزمة.. أمام «العوا» شىء واحد فقط، هو الدفاع عن «المعزول».. حتى الآن يسعون لإقناعه بتوكيل «العوا».. الأنكى أنهم يحلمون بشرعية بلا مرسى.. الأغرب أن هناك هيئة دفاع تشبه عصابة اللهو الخفى (!)