مصر
الطيبي تفضح الأوروبيين خلال كلمتها بمؤتمر "المجتمع المدني"
وجهت منال الطيبي، الناشطة الحقوقية والنوبية، رسالة شديدة اللجهة إلى مؤتمر " المجتمع المدني" الذى نظمه المجلس الأوروبي، رافضة ما أسمته الوصاية الأوربية على إرادة الشعب المصري، مطالبة الأروبيين بإعادة تعريف مصطلح الديمقراطية والحرية ثم الجلوس بعدها للتحاور مع المصريين.
وقالت " الطيبي" خلال مشاركتها في مؤتمر " تقييم المجتمع المدني كفاعل فى الحوكمة - منظور لبلدان جنوب المتوسط "، الذى نظمه المجلس الأوروبى، السبت بشبونة بالبرتغال، منذ الصباح وأنا استمع للمتحدثين وهم يقولون على مصر أن تفعل هذا وعليها ألا تفعل ذاك ... ولكن، من أعطاكم الحق من الأساس لكى تقولوا لنا ماذا علينا أن نفعل وماذا علينا ألا نفعل؟!، تتحدثون وكأنكم تعرفون كل شئ، ولكن لكى تعرفوا عن ماذا تتحدثون، تعالوا وعيشوا بيننا وتعرفوا على الواقع لدينا وعلى الظروف المحيطة وعلى رغبات الشعب المصري، ثم بعد ذلك تحدثوا ولكن دون أن تملوا علينا ماذا علينا أن نفعل".
وأضافت " الطيبي" :" أننى أود أن أُذكر الأوروبيين بأن أول حق من حقوق الإنسان والوارد فى المادة 1 المشتركة فى العهد الدولى للحقوق السياسية والمدنية والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية هو الحق فى تقرير المصير، وبناءً على هذا الحق، فإن الشعب المصري هو من يحدد مصيره، وليس الأوروبيون هم من سيحددون للشعب المصري مصيره".
وتابعت " الطيبي": " كذلك فإننى أود أن أشكر رئيس الملتقى الذى قال إن الإوروبيين قد ارتكبوا أخطاءً، ولكننى أود أن أقول له، ولكنكم مازلتم مصرين على الاستمرار فى ارتكاب الأخطاء بدعمكم للإخوان المسلمين فى مصر باعتبارهم فصيل سياسي وهم ليسوا كذلك".
وتابع :" لقد قال أيضًا الرئيس الشرفي للملتقى (هناك رئيس ورئيس شرفي للملتقى)، إننا (إحنا يعنى) نريد من الإخوان أن يصبحوا علمانيين، وأقول للسيد الرئيس إننا لا نريد من الإخوان أن يصبحوا علمانيين ونعلم تمام العلم أنهم لن يصبحوا أبدًا علمانيين، ولكن ما نريده منهم ببساطة هو ألا يفجروا سياراتنا، ولا بيوتنا، وألا يقتلوا المسيحيين وألا يحرقوا كنائسهم، وألا يغتالوا كل مخالف لهم فى الرأى.
هذا ليس له علاقة بالديمقراطية والحرية التى اجتمعنا اليوم لكى نناقشها، هذا له علاقة بالإرهاب، وعليكم أن تقوموا بتسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة".
وأردت: " لقد سمعت بعض الكلمات التى قالت إنه لدينا فى مصر حكم عسكري الآن، ودعونى أقول إن هذا كلام فى منتهى السطحية، نعم نستطيع أن نقول إنه كان لدينا حكمًا عسكريًا بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 عندما تولى المجلس العسكري الحكم بشكل مباشر، ولكن الآن لا يتولى المجلس العسكري الحكم بشكل مباشر، ولكى نتحدث عن حكم عسكري، إذن فيجب أن يكون الجيش فى صدارة الحكم، أن يتم إلغاء القوانين المدنية ويتم العمل بالأحكام العرفية والقوانين العسكرية، أن يتم إلغاء الانتخابات، ولكن نحن لدينا الآن رئيسًا مؤقتًا وهو رئيس المحكمة الدستورية، وحكومة مدنية مؤقتة، وليس الجيش فى صدارة الحكم، كما أننا مازلنا نعمل بالقوانين المدنية ولم يتم إلغاء الانتخابات بل لدينا استفتاء على التعديلات الدستورية وانتخابات برلمانية وانتخابات رئاسية، إذن أين الحكم العسكرى؟! هذا كلام سطحى للغاية".
وأوضحت " كذلك كنتم قد تساءلتم عن لماذا لم تتحقق الديمقراطية بعد ثورات الربيع العربي وأنكم كنتم قد دعمتم هذه الثورات، ولكنكم نسيتم أنكم قد دعمتم نظام مبارك فى مصر لمدة ثلاثين عامًا، هذا النظام الذى تقولون الآن عنه إنه سلطوي، قمتم أنتم بدعمه لمدة ثلاثين عامًا، والآن تريدون للديمقراطية أن تتحقق بين ليلة وضحاها، نحن الثوار الحقيقيون نعلم جيدًا أن إزاحة رئيس أو رئيسين لا تعنى أن الديمقراطية ستتحقق ونعلم جيدًا أن الديمقراطية لن تتحقق بين يوم وليلة – ليس لدينا أوهام فى ذلك- وإنه لكى تتحقق فإنها يجب أن تبنى من أسفل وهذا يحتاج إلى سنوات وسنوات من العمل الذى من الممكن أن يلعب المجتمع المدنى دورًا كبيرًا خلالها عبر تمكين الناس من تنظيم أنفسهم والدفاع عن حقوقهم وليس أن يدافعوا عن حقوق الناس بالوكالة بصفتهم ممثلون لهم".
واتهمت " الطيبي" الأوربين بإفساد المجتمع المدني في مصر قائلتًا : " لكنكم أيضًا قد افسدتم المجتمع المدني فى مصر وفى غيرها من دول شمال إفريقيا، وهنا أخص بالذكر الاتحاد الأوروبى، فلم تعد منظمات المجتمع المدني تبحث عن التنسيق بينها وبين المنظمات الوطنية الأخرى لكى تعظم من أهدافها ومن نتائجها، ولكنها أصبحت متنافسة فيما بينها، تبحث فقط عن التمويل والأموال وعن إرضائكم، وأنتم شجعتم هذا الاتجاه باعتمادكم على مثل هذه المؤسسات التى تختارونها بناءً على علاقاتكم الشخصية وتوجهاتكم وليس بناء على مدى فاعليتهم والدور الذى يلعبونه فى المجتمع فخلقتم بذلك مجموعة من المنتفعين".
واختتمت قائلة: " على الأوروبيين أن يعيدوا تعريف مصطلحات من مثل الديمقراطية والحرية وهى الهدف الذى من أجله قد اجتمعنا اليوم، فمن الواضح أننا نتحدث عن مضامين مختلفة لهذه المفاهيم، فأجلسوا مع أنفسكم أولًا وأعيدوا تعريف هذه المفاهيم ثم بعد ذلك تعالوا لنتحاور".