اعتبرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لمصر، المقررة، الأربعاء المقبل، تبدو علامة على التقارب المتزايد بين القاهرة وموسكو، موضحة أن السلطات المصرية المدعومة من الجيش تتواصل مع حلفاء جدد في إطار سعيها لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.ونقلت الصحيفة، الجمعة، ما قاله متحدث باسم مسؤول روسي بأن وزير الخارجية، سيرجي لافروف، والدفاع، سيرجي شويجو، سيناقشان قضايا تمس التعاون العسكري والفني بين البلدين، في إشارة لصفقة أسلحة روسية.وأشارت الصحيفة إلى توتر العلاقات بين القاهرة وواشنطن منذ عزل الرئيس السابق، محمد مرسي، يوليو الماضى، مؤكدة أن الولايات المتحدة تعد المانح الأساسي والمورد العسكري الرئيسي لمصر طوال 4 عقود.وألمحت إلى تصاعد حدة التوتر بين القاهرة وواشنطن بعد قرار الأخيرة حجب جزء من مساعداتها العسكرية السنوية، التي تقدر بـ1.3 مليار دولار، موضحة أن المسؤولين المصريين بدأوا في السعي لإعادة ترتيب علاقاتهم الخارجية.

ونقلت الصحيفة عن جورجي ميرسكي، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولة في الأكاديمية الروسية للعلوم، قوله إن «حكومة موسكو كانت متخوفة دائمًا من (الإخوان)، وربما شعرت بأن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، يمكنه أن يعيد لمصر مكانتها باعتبارها الدولة العربية الرائدة، فضلاً عن مساعدة روسيا للقاهرة ستعيد لها نفوذها في الشرق الأوسط».

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك موجة من الشائعات حول زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لمصر قريبًا، وينظر كثيرون له على أنه المنقذ الذي سيقدم المساعدات للبلاد، وأضافت أن الاتحاد السوفيتي سابقًا كان حليفًا مقربًا من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي لا يزال يحظى بالتقدير لدى الرأي العام المصري، باعتباره بطلًا قوميًا تحدى الغرب وناصر القضايا المناهضة للاستعمار حتى وفاته في 1970.

ورأى «ميرسكي» أنه «بالنسبة للمصريين الذين يدعمون السيسي، فإن التقارب مع روسيا يعود بهم إلى أيام عبد الناصر، عندما كان مصيرهم في أيديهم، ولم تكن مصر تابعة للولايات المتحدة»، مشيرًا إلى أن «الحكومة الروسية تشعر بأن الوقت حان لتذكير الشعب المصري بأيام ناصر المجيدة، ونأمل أن يصبح السيسي (ناصر) جديدًا».

كانت وسائل إعلام روسية وأمريكية قد كشفت أن زيارة المسؤولين الروس ستشهد مباحثات حول أكبر صفقة لتصدير أسلحة روسية إلى مصر بقيمة 4 مليارات دولار، وتشمل طائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي وصواريخ مضادة للطائرات من طراز «تور»، حسب ما نقل موقع «فري بيكون» الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين.

وقال المسؤولون، إن الصفقة تشمل تحديث منظومة الدبابات التي يمتلكها الجيش المصري، والتي تعود للحقبة السوفيتية.

وأوضح المسؤولون، الذين لم تكشف عنهم الصحيفة، أن روسيا قد تسعى في المقابل إلى إبرام اتفاق مع مصر على إقامة قاعدة عسكرية بحرية لتحل محل قاعدتها البحرية المهددة حاليًا في ميناء طرطوس السوري.

ولم يصدر أي تأكيد أو نفي حول إبرام صفقة الأسلحة من جانب مسؤولي البلدين، غير أن ما يعزز تطرق المباحثات المرتقبة إلى التعاون العسكري أن الوفد الروسي يضم إلى جانب الوزيرين، النائب الأول لمدير الدائرة الاتحادية للتعاون العسكري التقني، آندريه بويتسوف، ومسؤولين من شركة تصدير الأسلحة الروسية «روسوبورون إكسبورت».

من جانبه، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ الروسي، ميخائيل مارجيلوف، أن بلاده تقف بجوار مصر في خندق واحد حتى تجتاز أزمتها الراهنة وتحقق الأهداف التي قامت من أجلها «ثورة 30 يونيو»، وتواصل دورها الرامي إلى تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.