قال رئيس البنك الدولي، جيم يونج كيم، إن كثيرا من رجال السياسة أصبحوا على وعي الآن أنه لا يمكن تجاهل الفقراء. وأضاف «كيم»، الأربعاء، بمناسبة اجتماعات الربيع للبنك وصندوق النقد الدوليين في واشنطن، أنه حدث تغيير جوهري في الساحة السياسية على مستوى العالم، إذ أن الدول حتى تلك التي لا تعاني من مشكلات اقتصادية أصبحت تدرك أنها لا تستطيع تحمل تبعات تجاهل الطبقات الفقيرة، والتي بلغت نسبتها 40% على المستوى العالمي. ولفت رئيس البنك الدولي إلى أن النمو الاقتصادي مازال يعتبر معيارا أساسيا لقياس تقدم اقتصاد الدول، غير أن الدراسات التي أجريت خلال السنوات العشر الماضية أشارت إلى أن عدم المساواة يؤدي إلى بطء النمو الاقتصادي، مؤكدا أنه كلما تزايدت نسبة عدم المساواة زادت نسبة احتمال اندلاع الاضطرابات السياسية. وأشار «كيم» إلى برنامج البنك الدولي الذي يسعى إلى القضاء على الفقر بحلول عام 2030، قائلا إن البرنامج يهدف إلى خفض مستوى الفقر إلى 3%، وذلك لأنه لا يمكن القضاء على الفقر تماما نتيجة لوجود الكوارث الطبيعية، غير أنه أعترف بأن النمو الاقتصادي الحالي والذي تسير عليه الدول خلال العشرين عاما الماضية لن يساعد على خفض مستوى الفقر إلا بنسبة 7% فقط . وشدد على أنه يجب بذل مزيد من الجهود بهدف انتشال نحو 15 مليون شخص سنويا من الفقر المدقع، وذلك من خلال الاستثمار في التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية.