فن وثقافة
صالون ملوي الثقافي يفتح أسفار التكوين المصرية
ما بين الحقيقة أو الخرافة.. وما بين الأدب أو التاريخ.. ناقش صالون ملوي الثقافي – جمعية أهلية تحت التأسيس كتاب "الجبتانا – أسفار التكوين المصرية" خلال ندوته الشهرية "كتابي" والكتاب للمؤلف "علي علي الألفي" الموجه السابق في التربية والتعليم. والذي نقله عن الأب "أبيب النقادي" في منتصف الأربعينيات.
بدأت الندوة التي استضافتها جمعية "الشبان المسيحية.. الواي" بكلمة من "محمد رمضان" مترجم ومؤسس الصالون متحدثاً عن "مانيتون السمنودي" الذي يعود له نص الكتاب ويلقب بـ "أبو التاريخ المصري" ومن أشهر أعماله كتاب "الإيجبتياكا"، الذي يعتبر الأشهر في تأريخ حكم الأسرات عند القدماء المصريين، أما عن نصوص "الجبتانا" فقد حققها " علي الألفى"، وتتضمن 16 سفرا تناقلها المصريون القدماء لفترة طويلة، حتى وصلت إلى عصر الدولة البطلمية ليدونها الكاهن مانيتون فى حكم بطليموس الثانى، وبحسب مانيتون فإنه كتب الجبتانا بتكليف من رب الأرباب "رع" بعد رؤية جاءته صعد خلالها إلى السماء راكبا "جبار"، وهو كائن يشبه الحصان وله أجنحة ذهبية، ليسجل فيها نشأة الشعب المصرى وظهور سلالة المصريين، يحكي المحقق علي الألفى فى مقدمة الكتاب كيفية حصوله على الجبتانا، ويوضح أنها بمثابة الجزء الأول من الجبتاكا، المعروفة لدى علماء المصريات بأنها تحتوي على تاريخ ملوك الأسر الفرعونية، إلا أن الجبتانا غير معرفة لدى الكثيرين، ولم يكشف عن بردياتها أو نسخها التى كتبها الراهب مانيتون وتلاميذه، وهناك احتمالات أن تكون نسخ البردي طمست أو اختفت عن عمد، لعدم الكشف عما تضمه من أقوال وأفكار تتماس كثيرا ويظهر فيها التشابه الكامل مع الديانات السامية، فنصوصها أقرب للعهدين القديم والجديد، وبها العديد من الجمل التى تظهر بعد ذلك فى العهدين.
"سفيان صلاح" شاعر أكد أن الكتاب لا يعتبر بأي حال من الأحوال عملاً تاريخياً لأننا لو قمنا بمقارنته بكتاب "فجر الضمير" سنجد أن الأخير كان موثقاً بشواهد تاريخية موثقة عكس "الجبتانا" الذي أعتبره عملاً أدبياً خالصاً مطعماً بأساطير فرعونية جميلة.
ومن جانبه أعلن "رفعت اللباد" باحث في علم المصريات وأحد الأعضاء المؤسسين للصالون عن غضبه الشديد من العمل الذي أضاع الكثير من الأساطير المصرية، مؤكداً أن "إيزيس وأوزريس" كانا جزءاً من التاسوع المقدس، والقصة التي أوردها الكتاب مختلفة تماماً عن الأسطورة المصرية، كما تحدث عن الأسامي التي أوردها الكتاب والتي كانت في أغلبها "عبرانية" موضحاً أن ذلك وإن كان بحسن نية من الكاتب فهو عبث لا أقبله بالتاريخ المصري العظيم.
هذا وقد تحدث "محمد عبدالهادي" مهندس شبكات ومؤسس بالصالون عن "علي علي الألفي" مؤلف الكتاب، أن الألفي حفيد لعلي الألفي المملوك الوحيد الذي نجا من مذبحة القلعة، وكان له وقف كبير فشل في إثبات نسبه حتى يحصل عليه، فكيف أصدقه وهو يسرد لي هذا الكتاب وهو يؤكد في مقدمة الكتاب أن الأب "أبيب النقادي" كان قد تعدى التسعون من العمر..!!
وفي النهاية تسائل "طوني صليب" طالب وعضو مؤسس بالصالون عن تجاهل السينما المصرية في تخليد هذا العمل بشكل يليق بالحضارة المصرية التي كانت هي أصل الحضارات.