مصر
«مركز مجدى يعقوب».. ملاذ لقلوب البسطاء (تحقيق)
مر شهر رمضان الماضى بطعم مختلف على أسرة سليمان محمود، «عامل»، من مركز دير مواس، بمحافظة المنيا. حالة من القلق والحزن سيطرت على رب الأسرة عندما أصيبت ابنته «مروة»، 12 سنة، بوعكة صحية، شعرت بسببها بآلام فى القلب وضيق فى التنفس، ليجد الأب نفسه فى حيرة ويتوجه بابنته إلى الأطباء، الذين أصابوه بصدمة.أخبره الأطباء حينها بأن ابنته تعانى من ثقب فى القلب، وتحتاج جراحة عاجلة. لم يعلم العامل البسيط ما الذى يتوجب عليه فعله، إلى أن سمع عن مكان توسم فيه أن يكون الملاذ الأخير لإنقاذ فلذة كبده «مروة». وعلى الفور توجه الأب بصبحة ابنته إلى مركز مجدى يعقوب للقلب فى أسوان، لإجراء الفحوصات اللازمة، ليتحول قلق الأب إلى فرحة عارمة.يقول سليمان: بعد إجراء الفحوصات الطبية لابنتى، وتم الاتصال بنا منذ أيام، وتم تحديد موعد لإجراء العملية، ونظرا لعدم وجود محل إقامة لى فى أسوان، قام المركز بتوفير سكن على نفقة المركز، للإقامة طوال فترة إجراء العملية والعلاج، مراعاة للظروف الاجتماعية للأسرة، مضيفاً: «كله بالمجان دون أى مقابل مادى».هكذا الحال فى مركز القلب فى أسوان، الذى أسسه ويشرف عليه، جراح القلب العالمى «السير» مجدى يعقوب، ليكتب بمشرطه قصة نجاح وأمل جديدة على أرض مصر، وبمقاييس عالمية. «المصرى اليوم» أجرت جولة فى المركز للتعرف عن قرب على طبيعة الخدمات التى يقدمها للمواطنين.خارج المركز وقف عمر سيد أحمد، «مزارع» من مركز كوم أمبو، بأسوان، ينتظر إجراء ابنة شقيقه «زينب عامر»، 37 عاما، لجراحة «صمام فى القلب»، قال وعلى وجهه ملامح الاطمئنان: «إن المركز هدية للصعيد، وبمثابة الأمل لأهالى الصعيد الذين عانوا من التهميش والإهمال الطبى لسنوات». معتبراً أن المركز تم إنشاؤه لتعويضهم عن هذا التهميش، مشيرا الى أن ابنة شقيقه، تقدمت بأوراقها إلى المركز من 6 أشهر، وتم الاتصال بهم قبل يومين للحضور لإجراء الجراحة، وتم إجراؤها.شاذلى محمد، المقيم بأسوان، قال إن والدته أجرت جراحة صمام فى القلب، وتم عمل الفحوصات والتحاليل، وإجراء الجراحة لها بالمركز بالمجان. مشيراً إلى أن ما يتميز به المركز، أن أولوية إجراء الجراحة يتم تحديدها حسب خطورة الحالة الصحية للمريض ولا مجال للمجاملات، على حد تأكيده، إضافة إلى المتابعة المستمرة للحالة وتواجد الفريق الطبى بصفة مستمرة، وتوقيع الكشف الطبى على المرضى وتحديد موعد لإجراء الجراحة، والاتصال بالمريض لإخطاره بموعدها.«شاذلى» يرى أن المركز بمثابة الأمل فى الحياة لمرضى القلب، وأنه يوفر على المريض السفر، حيث يمكن للمريض إرسال ملفه العلاجى إلى المركز ويتم الاطلاع عليه والاتصال به لتحديد مدى خطورة حالة المريض.يصف أحمد منصور، أحد المواطنين، المركز بأنه «مستشفى فى أوروبا» لكنه فى الحقيقة على أرض مصر، إضافة إلى أن الخدمة ممتازة والمعاملة طيبة، والاهتمام بالمرضى يفوق كل التوقعات ويقوم على احترام حق المريض.يقول منصور، ابن مركز دراو بأسوان، إن والده «70 عاما»، أصيب بجلطة فى القلب، وتم نقله إلى المستشفى الجامعى بأسوان، ومنها تم تحويله إلى مركز الدكتور مجدى يعقوب، فى منتصف أكتوبر الماضى، وأجريت له الفحوصات الطبية والتحاليل مجانا بالمركز، وتم الاتصال بهم منذ أيام لإجراء العملية.الدخول إلى مركز مجدى يعقوب يكون حسب الحالة المرضية ومدى خطورتها كما يقول محمد محمود «ميكانيكى»، من محافظة سوهاج، ويضيف: «أجريت لى 3 جراحات صمامات فى القلب، ودخلت دون واسطة، والمركز عمل خيرى يستوجب الدعم والاهتمام، لأنه لا يتقاضى أى مبالغ نظير إجراء العمليات الجراحية التى تجرى، ويقوم المركز بمتابعة حالتى بصفة مستمرة من خلال طاقم أطباء وتمريض مصريين وأجانب، ياريت مستشفيات مصر كلها تبقى كده».ومن محافظة أسيوط جاء، على محفوظ، «عامل»، لإجراء جراحة فى المركز، وقال: «كنت أعانى من ضيق فى صمام الشريان الأورطى، وبالفعل أجريت لى الجراحة داخل المركز بالمجان دون سداد أى مبالغ مالية فى حين أن تكلفتها تتجاوز 150 ألف جنيه».ترى أمينة محمد، «أرملة» من محافظة سوهاج، أن «يعقوب» أعاد لابنها «الحياة من جديد»، وتقول: معاشى 80 جنيها، ولا أملك نفقة إجراء العملية لابنى فى الخارج، وابنى جاء لعمل عملية قلب مفتوح، وقام الدكتور مجدى يعقوب، بالكشف عليه، وتم التأكيد على أنه يحتاج جراحة، واتصلوا بنا بعدها، وتم إجراؤها بنجاح وبالمجان. لافتة إلى أن المركز حل مشاكل كثيرة لمن يعانون من أمراض القلب، لأن القائم على العمل به طبيب عالمى وإنسان.اقرأ أيضًا