ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن تقرير خبراء الطب الشرعى السويسريين الذى كشف عن أدلة ترجح أن الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات قد توفى نتيجة لتسممه بمادة البلونيوم المشع يأتى بالتزامن مع جولة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى للشرق الأوسط، الذى يحاول إنقاذ مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأشارت الصحيفة- فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم، الخميس، إلى أن التقرير السويسرى أشعل نيران الاتهامات ضد إسرائيل بأنها هى من وراء مقتل عرفات وخاصة تعميق قناعة معظم الفلسطينيين، بأن الرجل الذى طالما اعتبروه ثوريا قد اغتيل، ولذا فإنه من المرجح أن يؤدى أيضا إلى تعكير صفو محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

واستبعدت الصحيفة الأمريكية أن يقطع التقرير السويسرى، الذى تسلمت سهى عرفات، أرملة الزعيم الفلسطينى الراحل نسخة منه، والذى يأتى بعد تسع سنوات من الشك والتحقيقات للكشف عن ملابسات وفاة عرفات وما إذا كان قد تم تسميمه بمادة البولونيوم المشعة، ولكنه سيضع العلاقات بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى على المحك خلال الأسبوع الحالى.

وأشارت الصحيفة إلى أن خبراء سويسريين من معهد لوزان للفيزياء الإشعاعية خلصوا إلى أنه من المرجح أن يكون عرفات قد توفى نتيجة تسممه بالبولونيوم، ويفيد ملخص التقرير، بأن العلماء عثروا على مقادير تصل إلى 18 ضعف المعدل الاعتيادى من مادة البولونيوم المشعة فى عينات من رفات عرفات التى استخرجت فى نوفمبر من العام الماضى بالتفاهم مع السلطة الفلسطينية.

وتوفى عرفات عن 75 عاما فى 11 نوفمبر 2004 فى مستشفى بيرسى دو كلامار العسكرى قرب باريس بعد أن نقل إليه فى نهاية أكتوبر إثر معاناته من آلام فى الأمعاء فى مقره العام برام الله، حيث كان يعيش محاصرًا من الجيش الإسرائيلى منذ ديسمبر 2001.