مصر
مصر تواجه التعنت الإثيوبي والصمت السوداني في "سد النهضة"
كشفت الاجتماعات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان لمناقشة سد النهضة أوراق كل دولة وحساباتها وسقف طموحاتها الذي تغلفه قرارات التعاون المشترك.
وبمتابعة مشهد اجتماعات الخرطوم الأولى - التي استمرت على مدى يوم كامل من الجلسات والمشاورات للجان الفنية ووزراء الدول الثلاث - اتضحت جهود الجانب المصري الدؤوبة على الاستفادة القصوى من عامل الوقت وطرح الرؤى والتخوفات المصرية من بناء السد بهذه الصورة التي يصر عليها الجانب الأثيوبي.
واتضح من الاجتماع كذلك، حيادية وصمت الجانب السوداني وكأن بناء السد لا يعنيهم في شيء سوى المصلحة الوقتية القريبة المتعلقة بتغذية السودان بالكهرباء ووقف تدفقات الفيضانات ورواسب الطمي التي تضر بالسدود السودانية.
وكان وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبد المطلب، أكد عقب الاجتماع أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع آخر في الثامن من ديسمبر المقبل بالخرطوم، لاستكمال المشاورات اللازمة في هذا الشأن
وقال عبد المطلب إن الوفد المصري شارك في الاجتماعات برؤية واضحة نحو تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية، والتي طالبت بضرورة استكمال الدراسات الخاصة بالآثار المائية والاقتصادية والبيئية للسد على دول المصب.
وأشار الوزير إلى أن الوفد المصري طرح خلال الاجتماعات عدة مقترحات لضمان استكمال الدراسات المطلوبة في أسرع وقت وبالحرفية والحيادية المطلوبة وفقا للمعايير الدولية المتعارف عليها.
وقال الوزير الأثيوبي، إن الخلافات الموجودة حاليا مع الجانب المصري وليس مع الجانب السوداني وأكد وزير الري الأثيوبي أن بلاده ملتزمة في إنشاء سد النهضة بأربع دعائم أساسية تشمل الاستغلال المتساوي لمياه النهر وعدم إحداث أي ضرر لأي طرف من الأطراف الثلاثة جراء إنشاء السد، والتعاون البناء والمثمر بين الدول الثلاث لتحقيق المنافع والمصالح المشتركة.
في حين اكتفى وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني أسامة عبد الله، بالتأكيد على أن شعوب دول النيل الشرقي تتطلع إلى مزيد من التعاون المثمر والبناء بين دول الحوض من أجل الاستغلال الأمثل للموارد بالحوض الشرقي لخير ورفاهية شعوبه.