ملفات وحوارات
«الدماطي» المتحدث باسم هيئة الدفاع عن «المعزول»: مرسي غير مصر على عودته للرئاسة (حوار)
قال «محمد الدماطى»، المتحدث باسم هيئة الدفاع عن الرئيس المعزول، إن مرسى غير مصر على عودته للحكم، مضيفاً أن الشرعية لا تتمثل فى عودة مرسى للرئاسة، مؤكداً أنه شخصياً لا يتمسك بعودته، بل يرى أن العودة لدستور مجلس الشورى تعنى عودة الشرعية الدستورية كاملة. وشدد «الدماطى» - الذى كان ضمن هيئة الدفاع التي التقت مرسى بعد سماح المحكمة لهم بلقائه - على أن فريق الدفاع عن الرئيس المعزول لن يتوقف على دوره القانونى فحسب، بينما سيلعب دور الوسيط بين مرسى والجيش، وذلك من خلال وجود شخصية سياسية كبيرة بالفريق مثل الدكتور محمد سليم العوا، المرشح الرئاسى السابق.. وإلى نص الحوار:■ كيف تقيم المشهد بعد الجلسة الأولى من محاكمة الرئيس المعزول؟- بدايةً، أحب أن أوضح لماذا قبلنا الدفاع عن الدكتور محمد مرسى، وهذا لإيماننا العميق بأن ما حدث فى 30 يونيو موجة ثورية كان فى القلب منها قوى الثورة المضادة، فيوم 30 أعقبه يوم 3 يوليو وكان عاملاً حاسماً فى إجهاض ثورة 25، وهذا هو المنطلق الذى ندافع به عن مرسى وباقى القيادات الأخرى المحبوسة على ذمة قضايا مختلفة، وتقييمى للمحاكمة يتمثل فى ترويع الشعب المصرى وتكثيف الأجهزة الأمنية لمحاولة بث الرعب فى نفوس الشعب المصرى تحسباً لحشود الإخوان وتحالفهم، وهذا تبين أنه تصور خاطئ، لأن الحشود كانت ضعيفة أمام دار القضاء العالى.■ لكن الرئيس مرسى لم يوكل أحدا للدفاع عنه، هل هذا هو السبب فى تعطلكم؟- مرسى ليس متهما بمفرده، وهناك 14 فردا آخرون لهم محامون، وسبب عدم توكيله لنا أنه متمسك بشرعيته الدستورية كرئيس للجمهورية ومازال صامداً على موقفه، ولكننا سنحاول إقناعه خلال زيارة مرتقبة له هذا الأسبوع، والمتهم جنائياً لا يشترط أن يعطى المحامى توكيلا، ويكفى أن يدعو أقاربه أو أصدقاؤه المحامين للدفاع عنه، وهو ما حدث من حزب الحرية والعدالة.■ ماذا قال مرسى عند دخوله القاعة؟- المتهمون هتفوا يسقط الانقلاب ويسقط حكم العسكر، ثم خاطب الدكتور مرسى المحكمة بألا تكون غطاء للانقلاب وأنه الرئيس الشرعى، ونتج عن هذا أن الحضور رددوا ذات الهتافات وراء من فى القفص، فى المقابل ردد المدعون بالحق المدنى والطرف الآخر هتافات معادية للدكتور مرسى.■ هل كان بينها هتافات تطالب بإعدام المتهمين؟- بينها هتافات «خاين وعميل» وغيرهما من تلك الهتافات، وهذه الهتافات تسببت فى عرقلة الجلسة، وطلبنا من المحكمة لقاء الدكتور مرسى، لأنه مختطف منذ 30 يونيو، وهو ما سمحت به فدخلت أنا والعوا وأسامة الحلو و«طوسون» فى غرفة بجوار غرف القفص للقاء الرئيس مرسى.■ ماذا دار بينكم وبين مرسى؟- الغرفة كانت عبارة عن 3 دكك خشبية، بعد السلام والعناق بيننا وبين الرئيس، جلس بجوار الدكتور سليم العوا واقترب منه، مرسى شرح ظروفه منذ 30 يونيو، وقال إنه كان فى مكان تابع للقوات المسلحة، حتى تم نقله إلى القاعدة البحرية فى أبوقير بالإسكندرية يوم 5 يوليو.■ هل كان فى الحرس الجمهورى قبل 5 يوليو؟- لا، لم يؤكد ذلك، بل قال إنه كان فى مكان تابع للقوات المسلحة، وبعدها ذهب إلى الإسكندرية.■ هل تحدث إليكم عن زيارات أى شخصيات أو وفود؟- نعم، وأكد لنا أن «كاترين آشتون» زارته، وأن وفد الاتحاد الأفريقى أيضاً قام بزيارته، وكذلك محمد فايق، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان.■ هل تمت معاملة مرسى بسوء؟- لم يحدث، ونشكر الأجهزة التى حرسته، لأنه قوى متين ومازال شامخاً ويده تبدو قوية، الرجل كان ملبسه جيداً وحذاؤه لامعاً، وجهه نضراً ليس عليه ما يفيد بأنه معكر داخل محبسه.■ يعنى تتقدمون بالشكر للجيش؟- لا أعلم الجهة التى حرصته، سواء كانت جيشا أو شرطة فلها الشكر.■ ما الاستفسارات التى وجهها «مرسى» إليكم؟- فى الحقيقة الأمر هو سألنى شخصياً: كيف حال الشارع فى الخارج؟ هل صامدون على مقاومة الانقلاب؟ فأجبته بأن صموده يرجع إلى صمود الشارع، وشعرت بأنه يريد أن يطمئن على صمود الشارع وأنا طمأنته، وقلت له إن هناك فصائل انضمت إلى مؤيديك، وهناك فصائل سلكت طريقا ثالثاً غير مؤيد للشرعية وغير موافق على خارطة الطريق، وأن كثيرين تيقنوا من أن ما تم تصوره فى 30 يونيو كان فيه نوع من الخداع.■ هل طلب مرسى منكم شيئا معينا؟- بأمانة شديدة هو طلب مقاضاة الانقلابيين واتخاذ إجراءات قانونية ضدهم، وبكل صراحة نحن فوجئنا بذلك لأن ذلك شىء ودعم الشرعية شىء آخر، وهو طالب باتخاذ تلك الإجراءات تجاه المنظمات الحقوقية ليؤدى لترسيخ فكرة الشرعية لدى المنظمات الحقوقية الدولية ويساعد على موقفه المتمسك بالشرعية، لكن فقه الواقع يقول إن هناك دبابة تحكم وعندما تحكم تلك الدبابة يبقى القانون هامشيا وبعيدا عن الأحداث، ولذلك نحن بدأنا فى الإعداد لاتخاذ تلك الإجراءات، ولكن لن تأتى بالنتيجة التى يتوقعها الدكتور مرسى.■ وما النتيجة التى يرجوها مرسى؟- النتيجة قام بعرضها على المحكمة وهى أنكم غطاءً للانقلاب، كل ما يتمناه الدكتور مرسى ليس عودته للرئاسة، فهو لا ينتظر عودته شخصياً للرئاسة، بل يسعى لاستعادة الشرعية التى جاء بها الشعب، ونحن كذلك ليست الفكرة فى عودة الرئيس مرسى، ولكن الرغبة فى عودة الشرعية متمثلة فى رغبة الشعب المصرى، الذى عرق وتعب ووقف فى الصفوف من أجل تلك الشرعية.■ هل من الممكن العودة للشرعية بدون عودة مرسى؟- ممكن إذا عدنا للدستور ومجلس الشورى هذا كافٍ، وليس شرطاً أن يعود الرئيس مرسى وعلى الطرفين تقديم تنازلات.■ وهل سيقبل بذلك؟- من وجهة نظرى سواء اتفق أو اختلف معى، لا بد أن نعترف بأن هناك غضبا شعبيا يوم 30 يونيو، سواء كان نتاج خداع أو قوى الثورة المضادة، ولكن كانت فيه ثورة، أيا كانت أسباب هذه الثورة، وكانت هناك أزمات يومية، مثل الكهرباء والغاز والبوتاجاز والبنزين، أمور تجعلنى أغضب على السلطة الحاكمة، وذلك تم من خلال خدع وجهود مخابراتية، ومعظم الإعلاميين على دراية بذلك.■ وهل ذلك مبرر لفشل الإخوان؟- لا بالطبع، فهم أخطأوا كثيراً واعترفوا بذلك بمن فيهم الرئيس مرسى نفسه، بداية من الإعلان الدستورى الذى أشعل النار فى الشارع، وكان ذلك البداية الحقيقية لإشعال الشارع والقرارات الأخرى الفاشلة للحكومة برفع الضريبة وإغلاق المحال من الساعة السابعة، ولكن لا بد أن نؤكد أن أى ثورة لها ثورة أخرى مضادة يعمل أصحابها بكل قياداتها بكل قوة لإجهاضها، ولكن هذا لا يمكن أن يبرر أن يتم تعديل ذلك بالدبابات، ورأيى أنه لابد أن تتم مقاومة الانقلاب، لأن أى رئيس مدنى قادم سيكون لاعقاً للبيادة، حتى لو كان إسلامياً، لأنه يعلم أن القوة هى التى تحكم، وأعتقد أن هذا المنطق لدى القوات المسلحة، ويتعين عليها أن تغير تلك العقيدة.■ هل طلب مرسى مقاضاة أسماء بعينها؟- لا لم يطلب اسما معينا، لأنه يعلم أن الفريق عبدالفتاح السيسى ليس وحده الذى انقلب عليه، هو يعلم أن هناك ثورة مضادة، كان العامل الأساسى فيها عبدالفتاح السيسى، ولكنه يعلم أيضا أن هناك قضاة وقوى سياسية شاركوا فى الانقلاب، فهو يطالب بمقاضاة هؤلاء جميعاً.■ هل طلب شيئا آخر؟- تمسكه بالشرعية، وأكد أن هذه المحكمة لا يصح أن تحاكمه، وبناء عليه قام الدكتور العوا بالدفع بعدم اختصاص المحكمة.■ بأى صفة؟- هذا ما أحدث التباسا، أن مرسى لم يسم محامياً، ثم الدكتور العوا حضر وبدأ فى الدفاع، وقال المدعون بالحق المدنى إنه ليس له حق فى الحضور، لأن مرسى لم يوكله، وعندما سألت المحكمة مرسى عن توكيله للعوا لم يجب، ولكن الصحيح أن يسمى اسم محامٍ، لأن المتهم جنائيا لابد أن يسمى اسم محامٍ، ولا بد أن أنوه هنا بأن الدكتور العوا كان موكلاً من حزب الحرية والعدالة للدفاع عن الرئيس مرسى.■ هل عرض عليكم حلاً سياسياً للأزمة أو تطرق إلى أى جوانب غير القانونية؟- لم نتطرق إلى الحلول السياسية، هو مصمم على أن الشرعية سرقت، ومصر على عودة الشرعية بغض النظر عن عودته الشخصية، لأن المسألة ليست مسألة عودة مرسى، ولكنها عودة الشرعية، لأنه إذا جاء رئيس آخر وجاءت الجماهير الغاضبة ترفض أداءه وقتها سيطلب الجيش تفويضا، هنا الخشية من أن تطيح القوات المسلحة بأى رئيس مدنى وهم فى يقينهم أن أى مدنى لا يستطع حكم مصر، والرجل العسكرى فقط هو القادر على ذلك، ولا أعلم كيف يحدث ذلك فى القرن الواحد والعشرين.■ هل سيكون للفريق القانونى دور سياسى للتوسط لحل الأزمة؟- الدكتور سليم العوا سيحاول إعادة الحوار بين كل الفصائل السياسية، سواء كان مرسى ودعم الشرعية أو السلطة القائمة والجيش، ومحاكمة كل من تلطخت يده بالدماء منذ 25 يناير، مروراً بفترة المجلس العسكرى، ثم فترة الرئيس مرسى، والفترة الراهنة للحكم العسكرى بقيادة السيسى، لأن الشارع لن يهدأ طالما لم يتم القصاص لدماء أبنائهم، وهو ما قد يؤدى إلى احتراب أهلى.وهناك مصيبة كبيرة لا يراعيها الانقلابيون وهى إقصاء على الأقل 50% من الشعب المصرى، وهم الإسلاميون، ولابد أن يعلم الجميع أن الشعب المصرى متدين منذ عهد إخناتون، ولا بد من التخديم على المصالحة الوطنية.وإن شاء الله سنزور الدكتور مرسى وسنتطرق لتلك الجوانب، وسيكون هناك حديث بهذا الشأن، وسنحاول أولاً أن نقنعه بأن يكون له محامٍ، لأن المحكمة استدعت محاميا من النقابة للدفاع عنه، وستكون لديه قناعة بتوكيل محامٍ، وأنا متأكد من أنه سيوكل العوا للدفاع عنه ومعه أنا.■ تحدثت عن أهمية الحوار الوطنى والمبادرات؟ هل لديك رؤية معينة ستعرضها على مرسى فى اللقاء القادم؟- نعم، أنا أجزم بأن حالة الصراع الحالية ستؤدى إلى احتراب أهلى، والحل الوحيد هو الجلوس على مائدة الحوار وعلى دعم الشرعية أن يعى أن الشرعية لا تعنى عودة مرسى، بل العمل بالدستور والقبول بتعديله وعودة مجلس الشورى، وبالتالى سيكون هنا تنازل من الطرفين، أما التشدد فسيحرق الوطن.■ من الأكثر تشدداً؟- التحالف الوطنى أكثر مرونة والرئيس مرسى أيضاً مرن، وما حدث مع الإخوان يكشف مدى تضحياتهم، سواء بقتل أبنائهم أو حجز أموالهم، وهذا دفاع شرعى عن أنفسهم وأموالهم، ولن ينسى هؤلاء بناتهم اللاتى قتلن ومن اقتحموا منازلهم فجراً، ومعظهم دون وجه حق.اقرأ أيضًا