ملفات وحوارات
هاني خلاف مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العربية: ليس من الفطنة معاداة تركيا (حوار)
قال السفير هانى خلاف، مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العربية، إن القطيعة مع الجانب التركى ليست صوابًا، وأضاف أن «الأتراك ولو تصرفوا باستفزاز لا يكون من الفطنة أن نعاديهم».وأشار، في حوار مع «المصري اليوم»، إلى أن دور السياسة الخارجية المصرية يتضاءل شيئاً فشيئاً فى المحيط الأفريقى والإقليمى العربى والإسلامى وفى إقليم جنوب المتوسط بسبب الشواغل الداخلية التى قلصت الدور الخارجى.وأكد «خلاف» أن الوضع فى السودان لا يمكن وصفه بالثورة يقيناً، مشيراً إلى أن التظاهرات محدودة وتنتهى بنهاية اليوم ولم تصل لدرجة الثورة المصرية ولا التونسية بعد، وقال «خلاف» إن دور الدبلوماسية الناعمة ورجال الأعمال المصريين يبرز لضرورة التمهيد لتحسين الأوضاع الاقتصادية إذا كانت هى المحرك الرئيسى للأشقاء السودانيين.وإلى نص الحوار..■ كيف تقرأ التقارب المصرى الخليجى فى اللحظة الراهنة؟ـ التقارب المصرى الخليجى المتمثل فى الدعم الإماراتى والسعودى اللامحدود للنظام المؤقت بعد 30 يونيو هو استعادة لشكل العلاقات التاريخية القديمة بين مصر ودول الخليج، التى مرت بحالة قلق من تبعات الثورة المصرية فى فترة المجلس العسكرى، ثم شهدت حالة جمود وربما تراجعا فى عهد الرئيس مرسى، بسبب العلاقات مع إيران وبالطبع وراء هذا التقارب دوافع عديدة، منها إعادة توازنات القوى الإقليمية للمنطقة كسابق عهدها، خاصة بعد أن بدأت إيران تتجه صوب علاقات صداقة مع أمريكا، وهو ما استشعرته دول الخليج بمثابة خطر عليها، لذلك تدعم وتساند حليفها الاستراتيجى الأهم «مصر» لإحداث حالة من التوازن فى القوى.بقت لدينا العلاقات مع قطر التى تمر بكبوة بعد عزل مرسى، والتى لم نستطع أن نكسبها كطرف داعم للشعب، وآثرنا موقف الهجوم دون أن نقدم لها الشروحات الكافية لحقيقة ما حدث فى 30 يونيو، وهذا قصور فى رأيى، أيضاً القطيعة مع الجانب التركى ليست صواباً، فحتى لو تصرف باستفزاز لا يكون من الفطنة أن أعاديه وأنا من المؤمنين بأن حل عقدة بقطعها هو عجز خطير، لذلك فالاتجاه لاختيار القطيعة كحل لبداية عهد جديد هو عجز وضعف، ولا يستقيم أن نبدأ عهدا جديدا فى مصر ونحن على قطيعة مع أربعة أطراف فى محيطنا العربى والإقليمى، فنحن على قطيعة مع تونس وقطر وحماس والنظام السورى وربما أيضاً السودان فى الطريق لأنها باتت تتعامل معنا بحذر.■ بوصفك خبيرا فى العلاقات العربية،، لماذا تلقى السعودية بكامل ثقلها لتدعم التغيير بعد 30 يونيو بينما لم تكن تؤيده فترة رئاسة مرسى؟ـ السعودية مهتمة جداً بمحاصرة فكرة الثورة الشعبية التى حدثت فى مصر وتونس وليبيا كى لا تقترب من الخليج، ولذلك كان إصرارها على علاج الأزمة فى اليمن والبحرين بعيداً عن الجامعة العربية، ونجحت بالفعل فى تصدير دور قوى وحاسم عبر مجلس التعاون الخليجى لتحجيم الثورتين واستأثروا فى منظومة التعاون الخليجى بالحل، واستبعدوا الجامعة العربية ومنظمة الدول الإسلامية، والسعودية أيضاً معنية بشكل رئيسى فى نوع الحكم الذى سيقود مصر، من حيث أن يكون متفقاً مع السياسة الخليجية فى التنافس مع إيران وليس التصالح معها، والإخوان شكلوا مصدر قلق للخليج بسبب تطلعاتهم للعلاقات مع إيران.■ ما تقييمك للسياسة الخارجية المصرية بعد 30 يونيو، وأى المسارات الدبلوماسية عليها أن تسلك فى رأيك؟ـ دور السياسة الخارجية المصرية يتضاءل شيئاً فشيئاً فى المحيط الأفريقى والإقليمى العربى والإسلامى، وفى إقليم جنوب المتوسط بسبب الشواغل الداخلية التى قلصت الدور الخارجى، وبالنسبة للمسارات المقترحة فأنا أرى أنه كان على الخارجية المصرية بعد ثورة 25 يناير أن تعلى من الاعتبارات الإنسانية والديمقراطية فى سياسة مصر الخارجية.■ كيف يتعين على الدبلوماسية المصرية التصدى لمحاولات الإخوان فى تأليب المجتمع الدولى إذن؟اقرأ أيضًا