تجارة وصناعة
رغم التحذير من ثورة جياع .. الشرق الأوسط يتصدر سوق السلع الفاخرة بـ 1400يورو للفرد
مفارقة غريبة من نوعها تظهر في بلاد الشرق الأوسط والدول العربية خاصة , ففي الوقت الذي تتفجر فيه الثورات العربية , وتعاني الدول غياب العدالة الإجتماعية , والجوع والفقر , وغياب العدل والمساواه , والتحذير الدائم بأنه لو استمر الوضــع كما هو , فإنه ينذر بخطر داهم , وأسوء قادم , يحمل ثورةً ستأكل الأخضر واليابس , ولن ترحم أحدا, وهي " ثورة الجياع " ,اكدت احدث دراسة عالمية ان المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط يتمتعون بأعلى مستويات نصيب الفرد من الإنفاق على السلع الفاخرة، بمعدل يُقارب 1,400 يورو سنوياً .
فحسب آخر دراسة عالميّة أجرتها "بين آند كومباني " ، الشركة العالمية الرائدة في مجال الإستشارات المتخصصة لقطاع السلع الفاخرة، إلى أنّ عدد مستهلكي السلع الفاخرة في العالم حقّق نمواً بأكثر من ثلاثة أضعاف على مدى السنوات الـ 20 الماضية، ليصل إلى 330 مليون مستهلك في نهاية العام 2013 مقارنةً بـ 90 مليون في العام 1995.
وأكدت الدراسة أن عدد مستهلكي السلع الفاخرة يزداد بـ 10 ملايين سنويا و يُتوقع أن يصل عدد مستهلكي السلع الفاخرة إلى 400 مليون مستهلك في العالم بحلول العام 2020 و500 مليون بحلول العام 2030. واستناداً إلى تحليلات معمّقة لاتجاهات 10,000 مستهلك، تدل الدراسة على وجود اختلافات كبيرة ضمن سوق السلع الفاخرة في العالم وقاعدة المستهلكين التي بدأت بالتحول من قاعدة متجانسة من المستهلكين الأثرياء من جميع أنحاء العالم إلى فئة أوسع وغير متجانسة إلى حدّ كبير من متسوقي المنتجات الراقية.
من جهته، قال سيريل فابر، شريك ورئيس قسم تجارة التجزئة والمنتجات الاستهلاكية في شركة "بين آند كومباني" في الشرق الأوسط: "يتمتع المستهلكون في منطقة الشرق الأوسط بأعلى مستويات نصيب الفرد من الإنفاق على السلع الفاخرة، بمعدل يُقارب 1,400 يورو سنوياً.
وأدّت حيوية وديناميكية هذه السوق إلى ظهور اتجاه جديدة في الإنفاق الاستهلاكي الذي بات أكثر حذراً مع تفضيل العلامات التجارية المعروفة. وتشتمل فئات السلع الفاخرة الرئيسية الأكثر إقبالاً على المنتجات الجلدية والساعات والسيارات والعطلات الراقية.
ولا تزال دبي محافظة على مكانتها الريادية بإعتبارها أكبر سوق إقليمية للسلع الفاخرة، حيث تستحوذ على نحو 30% من إجمالي الحصة السوقية."
وقالت كلوديا داربيزيو، شريكة "بين آند كومباني" في ميلانو والمؤلفة الرئيسية للدراسة التحليلية: "يسير قطاع السلع الفاخرة باتجاه تحقيق طفرة نمو في العالم. ولكن في الوقت ذاته، سنشهد تغيراً لافتاً في قاعدة مستهلكي السلع الفاخرة في المستقبل لتصبح غير متجانسة بشكل ملحوظ.
وبالمقابل، ستحتاج العلامات التجارية الفاخرة إلى إجراء تحديث فوري للاستراتيجيات المعنية بالمستهلكين استجابة للاتجاهات الجديدة الناشئةو الا فإنها تتعرض الى خطر البقاء في مؤخرة قطاع السلع الفاخرة ."
وقالت داربيزيو: "لقد تآكل الحماس لتسوق السلع الفاخرة مع مرور الوقت، لكن إما أن تستسلم العلامات التجارية لهذا الأمر، أو أن ترى في ذلك فرصة لإعادة تنشيط وإحياء روح التسوق. ومن أجل القيام بذلك على نحو فعال، ينبغي على العلامات التجارية أن تفهم كافة طبيعة الفئات غير المتجانسة لمستهلكي السلع الفاخرة، والعمل بلا هوادة للوصول إلى الشرائح التي لديها أعلى الإمكانيات، والاستثمار في جذب انتباه متسوقين محتملين جدد يمكنهم شراء السلع الفاخرة اليوم لكنهم لا يفعلون، بالإضافة إلى معرفة كيفية الاستحواذ على رضا قاعدة عملائها الحالية".