أهم الأراء
«الميدان».. أحسن فيلم عن ثورة الشعب المصري من أجل الحرية
شاهدت الفيلم التسجيلى الطويل «الميدان» إخراج جيهان نجيم «104 دقائق»، يوم الأحد الماضى، فى مهرجان برلين، حيث عرض فى البرنامج الموازى «الملتقى». وقد سبق أن عبرت عن الفرحة بترشيح الفيلم لأوسكار أحسن فيلم تسجيلى، طويل فى يناير الماضى، فى أكثر من مقال فى هذا العمود من دون مشاهدته، فهو أول فيلم مصرى يرشح لأعرق وأشهر جوائز السينما فى العالم وأكثرها تأثيراً على الجمهور. لم أتمكن من مشاهدة الفيلم فى مهرجان دبى، ولم أشاهده عبر أسطوانات الديجيتال أو الإنترنت، لأن من تقاليدى الخاصة مشاهدة أى فيلم لأول مرة على الشاشة الكبيرة، وعندما علمت أنه سيعرض فى مهرجان برلين قررت مشاهدته هناك لذلك السبب، ولأن هناك أكثر من نسخة من هذا الفيلم، ولاشك أن نسخة مهرجان برلين هى الفيلم كما تريده مخرجته تماماً. من بين كل الأفلام التسجيلية الطويلة التى أنتجت عن ثورة الشعب المصرى فى 25 يناير داخل وخارج مصر، يعتبر «الميدان» أحسن فيلم عن هذه الثورة، ولذلك لم يكن من الغريب أن يرشح للأوسكار، بل والأرجح أن يفوز بالجائزة. إنه يعبر عن أكثر إجابات السينما اكتمالاً عن سؤال ما الذى حدث فى مصر منذ 25 يناير 2011 حتى 3 يوليو 2013. «الميدان» إنتاج أمريكى - مصرى أو إنتاج مصرى - أمريكى، ليس هذا هو المهم، وجيهان نجيم مصرية - أمريكية أو أمريكية - مصرية، ليس هذا هو المهم أيضاً، وإنما الأهم أنه مصرى خالص من حيث الهوية الثقافية، وثورى خالص من حيث الموقف السياسى الذى يعبر عنه، إنه تاريخ للثورة بلغة السينما، وتتكامل عناصره الفنية من إخراج وتصوير ومونتاج الصورة ومونتاج الصوت، وتصل إلى أعلى المستويات فى السينما العالمية. كانت ثورة الشعب المصرى فى 25 يناير من أجل الحرية والديمقراطية، وضد حكم الحزب الواحد الذى استمر ستة عقود منذ ثورة الجيش عام 1952، واكتملت فى 30 يونيو 2013 بالثورة ضد حكم الإخوان باسم الدين، وهذا ما يعبر عنه الفيلم بدقة ونزاهة وانحياز كامل للشعب فى ثورتيه، وينتهى بإعلان الجيش فى 3 يوليو الاستجابة لمطالب الشعب، فالحق لا ينتصر لأنه حق، وإنما بالقوة التى تناصر الحق. وما هذه الكلمات إلا تحية إلى مخرجته وكل من ساهم فى صنع «الميدان» خلف وأمام الكاميرا، وإلى حين كتابة التحليل النقدى لهذا الفيلم الكبير. [email protected]