أهم الأراء
كلاكيت تانى مرة!
إن مشهد محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى لا يستدعى مشهد محاكمة الرئيس الذى سبقه، حسنى مبارك، وإنما هو «كلاكيت تانى مرة» لمشهد محاكمة الرئيس العراقى، صدام حسين، فالرئيسان تم خلعهما بناء على الإرادة الشعبية، وبمساعدة القوات المسلحة فى حالة مصر، وبمساعدة القوات الأمريكية فى حالة العراق. ومثلما أصر صدام حسين أثناء محاكمته على أنه رئيس العراق، فقد أصر مرسى هو الآخر على عدم الاعتراف بعزله، ومثلما لم يتوقف أحد كثيراً عند حالة الإنكار التى انتابت الرئيس العراقى فإن أحداً لن يتوقف هذه المرة أيضاً عند الحالة النفسية للرئيس المصرى المعزول والتى جعلته يتخذ نفس موقف الرئيس العراقى، فيرفض الاعتراف برغبة الجماهير التى كانت واضحة أمامه، قبل أن يتم العزل، وذلك بطلب إجراء انتخابات مبكرة تزيحه عن السلطة. أما الحديث عن الشرعية فيبدو هزلياً حقاً، حيث كان مرسى نفسه هو الذى انتهك الشرعية التى أقسم على احترامها، وذلك بإصداره ذلك الإعلان الدستورى المضحك الذى أمن به قراراته كافة ضد أى مراجعة قانونية أو دستورية من أى جهة فى البلاد، بالإضافة لمعاداته القضاء، ومحاصرة المحكمة الدستورية العليا، وفصل المئات من القضاة من مناصبهم. والحقيقة أن الجماهير هى التى كانت فى جانب الشرعية بإصرارها على الإجراءات الديمقراطية، حين طالبت بالانتخابات المبكرة، وقبل أن تطالب الجيش بتحقيق إرادتها إزاء رفض مرسى اتباع تلك الإجراءات المعمول بها فى كل النظم الديمقراطية. أما الغريب فهو أن الصحف الأمريكية التى سخرت من إصرار صدام حسين، بعد خروجه من الجحر الذى كان مختبئاً فيه، على أنه الرئيس الشرعى للعراق، هى نفسها التى تفرد المساحة الآن لنفس قول الرئيس المصرى المعزول بأنه مازال الرئيس الشرعى للبلاد، رغم خروج عشرات الملايين من المواطنين الذين طالبوا بإسقاطه!!