ملفات وحوارات
محمد عبدالمنعم.. نزل لـ«صدّ عدوان الإخوان» فأصابه رصاصهم بـ«ـشلل»
فى أحد الشوارع المتفرعة من شارع الهرم، قبيل بدء جلسة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى، و14 آخرين، فى قضية «قتل متظاهرى الاتحادية» بأكاديمية الشرطة، يمشى الناس ذهاباً وإياباً فى الطريق إلى عملهم، لا يهتم أحد بالمحاكمة سوى معرفة أخبار سريعة عن قدوم مرسى إلى القفص من عدمه، بينما يجلس محمد عبدالمنعم، أحد المصابين فى موقعة «قصر الاتحادية»، أمام شاشة التليفزيون منذ الصباح الباكر ليشاهد محاكمة المعزول.استيقظ باكرا فى معاناة يومية متكررة بسبب ظروف إصابته بشلل نصفى، يتحرك فى صالة المنزل على كرسى كهربائى أمام شاشة تليفزيون. يقلب فى القنوات بالريموت قبل المحاكمة بدقائق، وينتظر امتثال المعزول أمام القاضى داخل قفص الاتهام مترقباً، بينما تجلس والدته على الأريكة بجانبه، تسمع قائمة الاتهامات فى نشرة الأخبار التى يمثل بسببها الرئيس المعزول فى ققص الاتهام، فتضرب بيدها اليمنى على قدميها، وتنحّى النظر عن عجز ابنها، فثمة أشياء لن يعوضها القصاص، لكنها تستمر فى مشاهدة أحد برامج التوك شو التى تغطى الحدث.قبل أحد عشر شهرا من الآن، وتحديدا يوم 4 ديسمبر نزل «منعم»، كما تناديه والدته، فى تظاهرات قوى المعارضة ضد الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس العزول متوجها إلى قصر الاتحادية، يتذكر المشهد كأنه أمس، يقول وهو يبتسم «كنا كتير جدا اليوم ده، توجهنا بمسيرات إلى قصر الاتحادية، ثم توجهنا بالمسيرات إلى شوارع مصر الجديدة وانتهينا عائدين إلى ميدان التحرير».انتهى اليوم، ولم يحمل «عبدالمنعم» منه سوى ذكريات الحشد والأعداد التى كانت تطوف قصر الاتحادية، لم يكن يعلم أن اليوم التالى سيحمل له حادثة لن ينساها، ذهب إلى عمله كفنى كهرباء فى مطار القاهرة، لكنه علم هناك أن أنصار الرئيس المعزول هاجموا المعتصمين فى الخيام واعتدوا على السيدات والرجال، وسحلوا عدداً من الشباب.تدمع عيناه وهو يحكى، لم يستطع أن يواصل فترة عمله التى كانت ستنتهى فى الرابعة فجرا، استأذن وانصرف متوجها إلى قصر الاتحادية، حيث المعركة التى نشبت بين أنصار الجماعة المعتصمين السلميين، بعد استغاثات قرأها «عبدالمنعم» على الشبكات الاجتماعية من جانب القوى المدنية المعتصمة.اقرأ أيضًا