Alborsagia.com البورصجية نيوز

الأثنين 21 ديسمبر 2015
أخر خبر
مصر تفوز بعضوية مجلس المنظمة الدولية للطيران المدنى " الإيكاو " - رئيس الوزراء يصدر قرارا بالتجديد لشحات الغتوري رئيسا لمصلحة الجمارك لمدة عام - 10 شركات ناشئة بمبادرة رواد النيل تشارك في الملتقى الـ 14 لصناعة الإبداع - مصر تفوز بمقعد نائب رئيس اللجنة الاقتصادية بالمنظمة الدولية للطيران المدني - الفريق محمد عباس : حريصون على تعزيز التعاون مع المنظمة الدولية للطيران المدنى - وزير الطيران يبحث مع رئيس المجلس الدولي للمطارات وأمين عام المفوضية الإفريقية للطيران سب - مصر للطيران تعلن أسعار تذاكر عمرة المولد النبوى الشريف لموسم 1444 هـ -2022م - وزير الطيران يلتقى وزير المواصلات القطري لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين فى مجال النقل - الداخلية تضبط 1534 قضية تموينية خلال 24 ساعة - وزير قطاع الأعمال العام يتفقد عددًا من الشركات التابعة بالإسكندرية - وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية تلتقي المديرة الإقليمية للتنمية البشرية بالبنك الدولي - «الصقر»: فيريرا يوافق على ضم الصاعد يوسف حسن - حبس أشهر «ديلر» لترويج الحشيش بالتجمع الخامس - مدبولى عن تطوير محور 26 يوليو: نحرص على التخطيط لاستيعاب تزايد الحركة - الفريق أسامة ربيع يتابع حصاد الأحواض المستزرعة وحصاد 42 طن جمبري منذ بداية الشهر الجاري -

أهم الأراء

لقاء حزين

طباعة

نحن مجموعة من الأصدقاء مشاربنا مختلفة وثقافاتنا متنوعة، وكان من عادة الدكتور أحمد العزبى فى الفترة الماضية- منذ قرابة العام- أن يدعونا مرة كل شهر إلى ندوة نناقش فيها بعض القضايا العامة ثم يعقب ذلك عشاء فخم وينصرف بعده كل واحد منا إلى حاله. وكما قلت فقد أدت ظروف مصر فى الفترة الماضية وحظر التجول فى وقت مبكر إلى أن نوقف هذا اللقاء الذى كنا نجد فيه أنساً وثراءً فكرياً. والآن وبعد أن زالت المحنة نسبياً وامتدت فترة حظر التجول ومنذ بضعة أيام كانت مفاجأة سعيدة أن يدعونا الدكتور العزبى إلى هذه الندوة من جديد. وكان الإقبال على هذه الندوة فى المرة الأخيرة غير عادى إذ حضر عدد جاوز الخمسين، ويبدو أن الأصدقاء كانوا فى شوق للقاء بعضهم بعد هذه المدة الطويلة من الغياب والفراق فى وقت عزت فيه أوقات الأنس والمتعة مع الصحاب وعز فيه النقاش المثمر الجاد. والتقينا وكان من بيننا عدد من الوزراء السابقين- عدد غير قليل- وعدد من كبار رجال القضاء منهم من مازال على المنصة العالية ومنهم من أكمل عطاءه وتقاعد. وعدد كبير من أساتذة الجامعات من تخصصات مختلفة وكثير من المحامين والمهندسين والأطباء والصحفيين. بل وبعض كبار رجال القوات المسلحة المتقاعدين بطبيعة الحال. وحضر معنا أيضاً شابان من حركة تمرد التى أطلقت عليها فى يوم من الأيام «أمل مصر». وكما جرت العادة فإن الصديق القديم والإعلامى القدير محمد الخولى كان هو الذى يدير الاجتماع. وكان طبيعياً أن يجرى النقاش حول الأوضاع التى تمر بها بلادنا فى هذه الأيام بعد أن استطاع الشعب المصرى أن يفجر ثورتين: ثورة 25 يناير التى اختطفها من لا فضل لهم فيها وثورة 30 يونيه التى صححت المسار، وأعادت مصر إلى شعبها ووضعتها على أعتاب مرحلة جديدة. ولا أحد يستطيع أن ينكر أن ثورة 30 يونيه أسعدت الشعب المصرى كله عندما خلّصته من الطاغوت الذى كان يجثم على صدره. وأين نحن الآن من ذلك اليوم العظيم. حول ذلك جرى النقاش وتشعب. وكان واضحاً من اللحظات الأولى للنقاش مدى التحول النفسى الذى حدث من الابتهاج والفرحة إلى الحزن والاكتئاب. وكان أغلب النقاش يتفق فى توصيف الحالة الواقعية المؤلمة التى نمر بها. بقايا الطاغوت الذى كان يجثم على صدر مصر ومازالت له بقايا هنا وهناك مازال يقاوم بعناد غير طبيعى ومازال يصمم على خراب مصر وهدمها وتدمير كل شىء جميل فيها. كان احترام الطلاب لأساتذتهم وحدب الأساتذة على طلابهم أشبه بالمقدسات والمعتقدات الدينية. من علمنى حرفاً صرت له عبداً. هكذا كنا نقول وكان يقال لنا. ونسمع الآن أمورا عجبا. نسمع أن طلاباً فى كلية دار العلوم احتجزوا أستاذين- أظن أن أحدهما عميد الكلية- فى مكتبيهما بل واعتدوا عليهم بالسباب والشتائم. ونسمع ونرى ويرى العالم كله على شاشات الفضائيات التليفزيونية معنا ماذا فعل طلاب جامعة الأزهر بجامعتهم وبأساتذة جامعاتهم. هل هذا معقول أو متصور. هل يعرف هؤلاء الحمقى والمأثونون ماذا تعنى جامعة الأزهر - والأزهر كله- لمصر. إن جامعة الأزهر تضم طلاباً من أنحاء العالم الإسلامى كله. وهؤلاء الطلاب عندما ينتهون من دراستهم ويعودون إلى بلادهم. وعادة ما يشغل هؤلاء الطلاب فى بلادهم مناصب مهمة ومؤثرة وعادة ما يذكرون مصر وأزهرها وأهلها بكل الخير والإعزاز والتقدير. هذا بعض ما سمعناه فى هذه الندوة فى ذلك المسار الحزين على عكس كل أمسياتنا السابقة فى «ندوة العزبى». ويكاد يجمع كل الحاضرين على تشخيص الحالة الراهنة ويكاد كل الحاضرين أن يبدى حزنه وألمه لما وصل إليه حال مصر. وانتقل الحديث بعد تشخيص الحال- الذى أحزن الجميع- إلى تساؤل ضرورى- وما الحل وكيف الخلاص؟. وهنا تفرقت السبل قليلاً ولكنها التقت على أمرين:- ضرورة أخذ الأمور مأخذ الحزم والشدة وأخذ هؤلاء المجرمين بما تستحقه جرائمهم من عقاب. وحتى بغير قانون للإرهاب وغير قانون لمنع التظاهر فإن قانون العقوبات فيه ما يردع أمثال هؤلاء. وكانت الغالبية ترى أن حكومة الدكتور حازم الببلاوى حكومة ضعيفة وأنها غير حازمة على عكس اسم رئيسها. وكنت من القلائل الذين لا يرون هذا الرأى ليس لزمالة أو لصداقة - لا أنكرهما بل أعتز بهما- بينى وبين حازم الببلاوى ولكن لأنى أعرف مدى حجم المشاكل ومدى فساد الجهاز الإدارى الذى تستند إليه أى حكومة تريد أن تنجز شيئاً. وعاب كثيرون على حازم الببلاوى- وأنا منهم- أنه أثناء زيارته لدولة الإمارات لم يزر إمارة الشارقة مع أن حاكمها من أكثر الناس حباً لمصر وعطاء لكثير من مؤسساتها العلمية. وفى نهاية الجلسة التى سادها الألم والحزن اقترح أحد كبار القضاة أن تنتقل الندوة من مجرد ندوة عارضة إلى نوع من المؤسسة. بمعنى أن تأخذ شكل جمعية أهلية لها كيان رسمى يساعدها على القيام بدور أكثر فعالية فى المجتمع المدنى. وكلفت الندوة بعض القانونيين من أعضائها بإعداد ورقة فى هذا الموضوع تعرض فى جلسة قادمة. وهنا أعلن محمد الخولى انتهاء. ذلك اللقاء الحزين لأول مرة فى «صالون العزبى». ومن يدرى عسى أن يكون الخلاص قريباً. والله المستعان.

إرسل لصديق

تعليقات فيسبوك