تفاصيل صغيرة قبل الحوار:1 - كان يشرب الليمون فى بهو الفندق فى موعدنا بالضبط: الخامسة والنصف مساءً.2 - طلبت فنجان قهوة فنصحنى بالليمون بدون ثلج «أفضل شىء للمناعة».3 - فقد كيلوات من وزنه وصار smart وتعليقه على الملاحظة «كل كيلو زيادة له خطورته على القلب وعلى العمود الفقرى».4 - طلبت منه أن ننتقل لجناحه فى الفندق، رحب بالاقتراح قائلاً: «علشان أركز فى أسئلتك».5 - جاءت «زينة» مصرية جميلة ترتب مواعيد مجدى يعقوب وهو يعمل بذراعيه: د. أنيسة حسونة بنت عصام حسونة وزير العدل فى زمن عبدالناصر. و«زينة» تحمل بعض ملامح أميرة القلوب ديانا.6 - مهما طلبت من د. يعقوب أن يرفع صوته ليلتقطه المسجل فهو حريص على نبرته الهادئة وإيقاعه مما جعلنى أقترب منه جداً وأتكئ على قدمى لأسمع ما يقول.أنا مش سياسى!قلت لمجدى يعقوب: أنا أعرف السير مجدى يعقوب الذى منحته ملكة إنجلترا لقب سير تقديراً لإنجازاته فى مجال جراحة قلوب الأطفال، وأدخلت البهجة على الأمهات الملهوفات، ولا أعرف مجدى يعقوب السياسى. قال عضو لجنة الخمسين لكتابة وصياغة الدستور: أنا مش سياسى لكن لا استطيع أن أقول لا إذا دعيت لواجب، قلت: هل أنت خبير فى هذا المجال؟ قال: أنا مصرى وخبرتى فى الطب والعلم. قلت: هذا ما أعنيه. اعترض وقال: ولكن الدستور مش سياسة وليس فيه عبارات إنشائية، إنما حقائق. قلت: والصياغة تحتاج خبرة فى هذا المجال. قال: مواد الدستور حقائق. وللصياغة ناسها. قلت: ولكن أظن أن الأمهات فى أسوان ينتظرن د. مجدى يعقوب أكثر. قال بسعادة: طبعاً ده شغلى وحياتى وأنا على اتصال دائم بالمركز، ولكن هناك فريق كبير بيشتغل طول الوقت فى كل الجراحات. قلت: أنت تظهر فى التليفزيون وتوجه لهم الشكر، وعندنا مثل عامى يقول: «لا شكر على واجب» قال مجدى يعقوب: أنا أوجه لهم الشكر بديلاً عن الناس وهم بيشتغلوا فى صمت وأنا واحد من الفريق. قلت: أنت تعمل بروح الفريق؟ قال: فى العلم لابد أن تعمل بروح الفريق. ده مش جهد مجدى يعقوب وحده، ده جهد فريق نذر نفسه للطب. قلت: كم عدد هذا الفريق؟ قال بعد تفكير ثوان: حوالى 30 واحد. قلت: هل يصحبونك فى رحلاتك بدول أخرى؟ قال: بعضهم ولكن أغلب الفريق يعمل فى مصر وفى أسوان. قلت: هل الفريق مقتنع بدورك السياسى؟ قال: تقدر تقول إنه واجب وطنى لمصر، والدستور فوق السياسة.مصريتى أولاً1 - ربما كنت أرى أن اختيار د. مجدى يعقوب فى لجنة الخمسين- بأمانة بالغة- كان من منطلق أنه من أقباط مصر الكبار ولا شك أنه تمثيل محترم.2 - حين صارحته بهذا الرأى قال: مصريتى أولاً وثانياً فهل توافقنى؟ قلت له: نعم، ولكن اختيارك وأنت الطبيب الأشهر جاء متوازناً فى الاختيارات وأنت مصرى قبطى كبير ولاسمك «رنين دولى».3 - يقول مجدى يعقوب فى هذه التفصيلة الجانبية: لم أبحث - مثلك - فى مغزى اختيارى ولكن أنا واحد من الشعب المصرى ودى تجربة جديدة رحبت بها ولا أفكر فى مغزى ترشيحى لكنها إضافة لى، بالمناسبة «لا تحرم نفسك من التجارب» الحياة فى مجموعها مجرد تجارب نعيشها وتستقر فى الخير.وقتك أحق به أطفال مصرقلت للدكتور مجدى يعقوب: ألم يكن - والحق يقال - وقتك فى مواد الدستور أحق به أطفال مصر الذين ينتظرونك بمشرط القلوب الناعم لتكون واسطة من الله تهب هؤلاء الحياة؟ قال: طبعاً وأوافقك وهناك أولويات. ولكن هل تعلم كيف استقبلت الفكرة؟ قلت: أشتاق لمعرفتها. قال: هذا الدستور سيؤثر على ملايين المصريين ويؤثر على مستقبل مصر، واشتراكى فيه شرف كبير، خصوصاً أن كل العناصر المشتركة تتمتع بوطنية كبيرة ولذلك لابد أن تعرف أنى ألغيت كل ارتباطاتى فى عواصم العالم وفى مؤتمرات كثيرة اعتذرت عنها كانت إضافة مهمة فى جراحات الأطفال التى تتطور كل يوم. قلت: من خلال مناقشاتك فى لجنة الخمسين هل هناك مواد خاصة بالصحة بحكم تخصصك. قال: نعم مواد ملزمة وليست حبراً على ورق كما نقول، وأعتقد أن زملائى فى اللجنة لن يفوتهم هذا الاهتمام، فصحة الشعب المصرى جديرة بالاهتمام. قلت: ألا تلاحظ الزيادة السكانية؟ قال: نعم ألاحظ ولكن الموضوع له متخصصوه. قلت: ما أهم قضية فى صحة المصريين تهمك؟ قال: موضوع العلاج أن يجد المصرى مستشفى كاملاً للعلاج. وقال: لا تأخذ منى إجابة سليمة حول هذا الموضوع ولكن أتصور - مجرد تصور - أن يخصص جزء محترم من الدخل القومى للصحة، لأن الصحة والتعليم ومحاربة الفقر أهم حاجة عندنا. قلت: هل الفقر مدخل للجهل والجهل مدخل لسوء الصحة؟ قال: أنت لخصت كلامى، وعلى فكرة لا توجد دولة فى العالم تعالج كل شىء، فلا توجد موارد، المهم أن تعالج الحالات المستعجلة، ثم من ناحية الوقاية ده مهمة الناس. قلت: هل للقادرين دور؟ قال مجدى يعقوب: يجب على القادرين المساهمة فى المؤسسات القومية لعلاج المرضى وأيضاً للأبحاث العلمية، وفيه شىء أساسى وهو أن الشعب يخلى باله من نفسه لأنه كيف نعالج شعباً مهملاً فى نفسه وبيدخن بشراهة ولا يمارس الرياضة.أنيس منصور فى حوار ثنائىقلت للسير مجدى يعقوب فى استراحة قصيرة حين دخل من يحمل صينية عليها أكواب ليمون: صديقى الكاتب الراحل أنيس منصور كان يقول: مناخ العمل فى مصر عاوز قيم جديدة يا أخى. شىء بديل عن الحقد والذنب، يعنى تصور لو واحد زى مجدى يعقوب ماكنش أنقذ نفسه وخرج واشتغل بره، كان زمانه دكتور فى وحدة علاجية فى قليوب، وكان زمان أحمد زويل بيدور على إعارة لبلد عربى. قال مجدى يعقوب: لابد من فرص للشباب وقيم جديدة ومعايير للنجاح وإمكانيات، لازم ما نضيعش وقت، لأن المصرى فى الخارج بيثبت كفاءة يشهد بها العالم. وتغيير المناخ ياخد وقت ولكنه مضمون النتائج وهذا ما نفعله فى أسوان.كانت وقتها السيدة الأولىاقرأ أيضًا