أهم الأراء
جيل ما يعلم بيه إلا ربنا
مصر زمان كانت حاجة تانية خالص، الشوارع كانت فاضية كعاداتها اليومية، تجلس الجدة روحية مع حفيدها أحمد، الذي كان يبلغ من العمر 17 سنة، لتحكي له قصة من قصصها القديمة، وعن ذكرياتها مع جده، وذكرياتها أيام المدرسة، وعندما ولدت أمه "مها". مها الحامل في الشهر السابع في ابنها الثالث، كانت تشعر بالتعب الشديد، ولقلق الجدة على بنتها لم تكن صافية الذهن لتحكي مع حفيدها، ولكن مع إلحاح أحمد واصراره وافقت على ان تحكي له، بشرط أن تجلس معهم الأم مها حتى تطمئن عليها، وبشرط ان يختار هو الموضوع. - أحمد: احكي لي يا تيتا عن مصر كانت عاملة إزاي أيام زمان ؟ - الجدة: مصر زمان كانت حاجة تانية خالص يا أحمد، الشوارع على طول كانت فاضية مش زحمة زي دلوقتي، كنت بمشي في الشارع براحتي من غير ما حد يضايقني، والبنات كلها كانت بتلبس فساتين وحاجة آخر دلع.. أما الولاد بقى فكانوا يا إما ببدَل يا إما قميص وبنطلون، وكانوا رجالة مش زي عيال الجيل داهون.. كان جدك بقى فيه شبه من عماد حمدي ورشدي أباظة .. آه والله الاتنين مع بعض، وكان بيلبس البنطلون الشارلستون وبينكش شعره، ويشمر القميص النص الكم زي شكري سرحان كده، كانت البنات كلها بتحبه بس اختارني أنا.. مانا كنت شبه سعاد حسني كده، وكان الولد لو كلم بنت من دول نص كلمة، كان يروح يتقدملها على طول، كان فيه حياء كده مش زي دلوقتي، مصر كانت حلوة زمان يا أحمد.. ياه على أيام زمان. - أحمد: طيب وهي مصر مش حلوة دلوقتي يا تيتا؟ - الجدة: والله يا بني انتوا جيل ما يعلم بيه إلا ربنا - أحمد ينظر في موبايله ثم يقول مقاطعًا: "ياه يا تيتا أنا اتأخرت أوي على أصحابي عن إذنك بقى، إلا صحيح يا ماما هو فين بنطلون الفيزون بتاعي؟ - الأم: هو بتاعك ؟ أنا كنت فاكراه بتاع أختك، عامةً هتلاقيه في دولابها، وكلم أختك شوفها فين دي إتأخرت أوي - معلش يا ماما أصل عندها photo session - الأم: photo session ؟ ليه هي كمان بقت فوتوجرافر؟ - أحمد: لا يا ماما دي مودل، صاحبها ميشو هو الفوتوجرافر - الجدة مقاطعة: صاحبها؟ - أحمد: آه يا تيتا عادي in public يعني تندهش الجدة لما تسمعه منهم و تتحسر على أيام زمان، ثم فجأة يشد انتباهها تعب بنتها، وما تشعره من آلم في بطنها، ثم يسمعوا فجأة صوتًا قادمًا من بطن الأم، يقول: هو أنا لسه هأنزل أشوف القرف ده؟.. يا راجل كبر مخك أنا قاعد هنا!.