Alborsagia.com البورصجية نيوز

الأثنين 21 ديسمبر 2015
أخر خبر
مصر تفوز بعضوية مجلس المنظمة الدولية للطيران المدنى " الإيكاو " - رئيس الوزراء يصدر قرارا بالتجديد لشحات الغتوري رئيسا لمصلحة الجمارك لمدة عام - 10 شركات ناشئة بمبادرة رواد النيل تشارك في الملتقى الـ 14 لصناعة الإبداع - مصر تفوز بمقعد نائب رئيس اللجنة الاقتصادية بالمنظمة الدولية للطيران المدني - الفريق محمد عباس : حريصون على تعزيز التعاون مع المنظمة الدولية للطيران المدنى - وزير الطيران يبحث مع رئيس المجلس الدولي للمطارات وأمين عام المفوضية الإفريقية للطيران سب - مصر للطيران تعلن أسعار تذاكر عمرة المولد النبوى الشريف لموسم 1444 هـ -2022م - وزير الطيران يلتقى وزير المواصلات القطري لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين فى مجال النقل - الداخلية تضبط 1534 قضية تموينية خلال 24 ساعة - وزير قطاع الأعمال العام يتفقد عددًا من الشركات التابعة بالإسكندرية - وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية تلتقي المديرة الإقليمية للتنمية البشرية بالبنك الدولي - «الصقر»: فيريرا يوافق على ضم الصاعد يوسف حسن - حبس أشهر «ديلر» لترويج الحشيش بالتجمع الخامس - مدبولى عن تطوير محور 26 يوليو: نحرص على التخطيط لاستيعاب تزايد الحركة - الفريق أسامة ربيع يتابع حصاد الأحواض المستزرعة وحصاد 42 طن جمبري منذ بداية الشهر الجاري -

أهم الأراء

الإبداع في الإسلام

طباعة
اسم الكاتب : الدكتور : عادل عامر

إنَّ القدرة الإبداعية هي عصب الحياة، وبها تتحقَّق رفاهية الإنسان، ومجْدُه واستِقْراره ونَهضتُه، فالحياة على الأرْض تَستحيل بدون وجود مُبْدِعين يَكتشِفون ويخترعون، ويُجدِّدون ويطوِّرون، وينوعون الأنشطة البشريَّة والعمرانيَّة. ولو أدْرك البشَر أهمِّية المبدِعين، لأصبح بناء المُبْدِع على رأْس الأولويَّات العالميَّة، ولحوَّلوا اللَّيل والنَّهار إلى إبداع؛ فصناعة المبدع هي صناعة للحياة والحضارة. فالإسلام يوجِّه المبدع ليحرِص على ما ينفعُه، ويستعين بالله ولا يعجِز، ويعالج الندرة الإبداعية لديه، وينقِّي هدفَه الإبداعي من كلِّ ألوان التسلية والتفاخر، أو إشباع الرَّغبة الذاتيَّة. كما يهتمُّ الإسلام بالمناصحة الإبداعيَّة والحوار الإبداعي؛ لتتكامل وجهات النظر الإبداعية، فالتَّنسيق بين المُبْدِعين والتَّلاحم بينهم من عوامل النُّضوج الإبداعي وازدهارِه وتفوُّقه. ولئن كان الاجتهاد والبحث الفقهي مطلوب في كل العصور، فهو أكثر إلحاحاً وطلباً في هذا العصر لما فيه من مستجدات كثيرة ومعارف وعلوم متطورة وأحداث وقضايا متلاحقة تستدعي إعادة النظر في استنباط أحكام للمستجدات، وإعادة النظر في الأحكام التي كانت علاجاً لقضايا قد تغيرت عما كان عليه حالها في الماضي، وكذلك إعادة صياغة المباحث الفقهية بأسلوب ميسر، وبذل الجهود في تحقيق المخطوطات ونشرها، وغير ذلك مما يمثل خدمة لفقهنا الإسلامي وتراثه العظيم. إن المتمعن في واقع المسلمين المعاصر يلاحظ بُعْد المسلمين عن العمل بتعاليم خالقهم الداعية إلى طلب العلم و المعرفة و اكتشاف السنن الإلهية التي تحكم الكون و الإنسان لتحقيق الإبداع الذي بدونه لا يمكن النجاح في أداء وظيفة الاستخلاف و الذي بدونه لا يمكن الأخذ بزمام الحضارة الإنسانية لذلك إن سبب ما يعانيه المسلمون اليوم هو عدم طاعتهم لله بسبب نقص في معرفة الله .
فهناك علم بخلقه، جامعات الأرض معنية بعلوم الخلائق، فيزياء، كيمياء رياضيات، طب، فلك، هندسة، علم نفس، علم اجتماع، علم تربية، وعلم بأمره وهو من اختصاص كليات الشريعة في العالم الإسلامي، إما أن تعرف قوانين خلقه،، وإما أن تعرف تفاصيل أمره، وهناك علم به وهذا الذي أُهمل في هذا العصر، العلم بالله، أن تتعرف إلى الله من خلال آياته الكونية، ومن خلال آياته التكوينية، ومن خلال آياته القرآنية، ثلاثة مصادر لمعرفة الله ؛ خلقه وأمره وكلامه. لم تكن فرية حرية الإبداع من المنظور العلماني وقفا فقط على الأدب، ولكنها طالت المجال العلمي الذي يعتمد على التحليل والاستنباط والتركيب، ولكن كان لها اسم جديد ألا وهو حرية الاجتهاد، وكأن هؤلاء هم القوَمة على الدين، الذين يريدون إفهام الدين الصحيح -من وجهة نظرهم- للناس، والدفع بهم نحو التقدم والحضارة.
إنما حققته الأمة الإسلامية من إزدهار إنما هو مما نجحت في تحقيقه هو احترام العقل وتشجيع العلم من خلال كثرة الآيات الداعية إلى العلم والتفكر وتشجيع تعلم اللغات الأخرى واهتمام المسلمين بالترجمة وأيضاً إن قيام الحضارة الإسلامية على القيم الأخلاقية الأصيلة أحد أسباب الرئيسة في ازدهارها ،كقيم: العدل والإحسان والمساواة والإصلاح والصدق والعفاف والأمانة والرحمة والرفق والإخلاص والعلم والعمل الصالح،وتشكل القيم أحد جانبي الحضارة الإسلامية، ولا يمكن أن تستمر الحضارة إلا إذا راعت الجانبين: المادي والأخلاقي لذلك فإنه على المسلمين التنبه إلى كل ما من شأنه المساس والإضرار بالجانب الأخلاقي،الذي قد يؤدي الإضرار به على زوال أي حضارة. وأهم من هذا، أنه أبدع فلسفة جديدة للفن، فبدلاً من فلسفة «الفن للفن» التي قامت عليها الحضارات المتزامنة مع وجود حضارة الإسلام، أبدع فلسفة «الفن في خدمة الحياة»، فبدلاً من أن يكون الفن متمحوراً حول آلهة موهومة مزيفة، وأشخاص وحيوانات مقدسة، وحكام وأسر أرستقراطية، صار الفن في حضارة الإسلام أسلوب حياة، فلم يعد مقصوراً على دور العبادة فقط بل في كل بيت.. بدءاً من عمارته التي تتميز بالخصوصية والبيئة الداخلية الخضراء، والجمع بين الهدوء وتدفق الضياء، مروراً بزخارف الخط العربي والزخارف الإسلامية التي تزين الجدران، وصولاً إلى أدوات الاستخدام اليومي من أوان، وأسلحة، وسجاجيد، حتى تجليد الكتب وتزيينها بالمنمنمات (الصور الدقيقة) من الداخل، وتزيين المصاحف بالزخارف، كل هذه العناصر مزينة بالفن الإسلامي الفريد. وامتد الفن الإسلامي ليصبغ الحياة العامة بصبغته الفنية في الأسواق أو القيصرية، والأسبلة (المكان الذي يستسقي منه المارة)، والتكية (بيت الدراويش) والحمامات العامة، والمدارس، وأسوار المدن.. إلخ. لمسة جمالية تستطيع أن تتذوق هذا الجمال، وأنت تتجول في شوارع القاهرة، ودمشق، وإسطنبول، وسائر الحواضر التي أشرق عليها الإسلام، فصبغه بلمسة من جماله وجلاله. باختصار أبدع الفنان المسلم فناً جديداً جعل معنى الفن في الإسلام يختلف تماماً عن معنى الفن المسيحي، أو الفن البوذي.. فالفن المسيحي يعني الفن الذي صنع خصيصاً للكنيسة من تصوير وموسيقى ونحت وغيرها، وكذلك الفن البوذي، هو فن المعابد وكل ما يتعلق ببوذا. بينما يعني الفن الإسلامي، كل ما قام بصنعه المسلمون، أو كل ما ابتكره من حرف وفنون في البلاد التي أشرقت عليها شمس الإسلام، في كل ما تقع عليه عينك في البيت والسوق والطرقات ودور العبادة. نعم نحن مدينون للفنانين الذين أبدعوا تلك الفنون، التي جعلت لنا حضارة مميزة بخصائصها الفنية واستيعاب التنوع الثقافي واحترام خصوصيات الشعوب فقد أدت الفتوحات الإسلامية إلى ضم بلاد متنوعة الثقافات إلى الحضارة الإسلامية؛ فقد كان المسلمون يتلقون الأفكار من تلك بلاد فيتدارسونها ويعيدون تشكيلها بما يتوافق والتصور الإسلامي. وتعد المبادئ التربوية التي قامت عليها التربية في الإسلام من إبداعات الحضارة الإسلامية، مثل: مبدأ تكافؤ الفرص القائم على أحقية كل فرد في المجتمع في التعليم، ومبدأ استمرارية التعليم،ومبدأ مجانية التعليم، ومبدأ إلزامية التعليم. بلغت الحضارة الإسلامية أوج ازدهارها عندما قدمت للحياة فهما متميزاً لهذا الدين في فكره ونظامه، وأدت دورها الحضاري بنجاح. ولكن انحسر الدور لأسباب منها: أسباب داخلية، مثل: تفرق وحدة المسلمين الناجم عن ضعف الفهم الصحيح للإسلام، والصراعات المذهبية، والاغتراب الثقافي، وأخرى خارجية، مثل: الغزو الفكري، والتغريب الثقافي، والهيمنة الأجنبية على العالم الإسلامي. تراجعت الدور الحضاري للأمة الإسلامية ،وأصبحنا أوهن أمة ،انحرفنا عن طريق مجد وصدارة، إندثرنا في ملذات الدنيا وتقيدنا بالهوى والفساد.

إرسل لصديق

تعليقات فيسبوك