أهم الأراء
م الآخر| للإلحاد أسباب أخرى
حيمنا نتعرّض لأبسط لحظات الاختبار من الله نفقد جُزءًا كبيرًا من اقتناعنا بالله في واحدة من قرى الصعيد أنجبت زوجة أحد الفلاحين ولدًا بعدما ظل يحلم به سنوات عدة أنجبت فيها زوجته ست بنات، لكن حينما أتم الصبي الثماني سنوات توفي أثناء إجراء عملية له في القلب فانهار بعدها الأب وفقد صوابة وأخذ يخلع حذاءه ويرميه إلى السماء ويسب واستمر يركل السماء بالطوب ويصرخ في ربه "لماذا تفعل بي هكذا؟"، وفعلها أحد المُلاكمين المصريين بعدما خسر الذهبية "ليه يارب كدا؟"، ولعلك سمعتها من قبل كثيراً. فحيمنا نتعرّض لأبسط لحظات الاختبار من الله نفقد جُزءًا كبيرًا من اقتناعنا بالله وكأننا نضع شروطًا للعبادة، نحنُ فارغون إيمانياً من داخلنا ولو اهتم الوالد بإجابة أسئلة أطفاله التي تبدو سخيفة لما رأينا هذا، أين الله ومن أين آتي وأين والده ويستمر الطفل في الإلحاح محاولاً إيجاد إجابات ولا يشبع أبدًا حتي يأمروه بالسكوت أو يعاقبوه ويخيفوه بالنار ولا يعلمون أنهم يرتكبون جريمة إنسانية بمجرد ذكر النار أمام الأطفال أو كما قالو لي شخصيًا "لو فكرت كتير كدا هتتجن". نَكبُر وتستمر الأسئلة بداخلنا ونتوجّه لشيوخ المساجد المجاورة أو نذهب للتحدث مع كبار مشايخ الأمة ظنًا منا أنهم يمتلكون الحِكمة وسيشبعون غريزة المعرفة بداخلنا ولكن هذا ليس صحيحًا فالكُفر والتهديد بعذاب الله أول التُهم وثانيهما أنك ضللت الطريق والأصعب حينما ينصحوك بعدم التدخل في هذة الشؤون لأن عقلك لا يستطيع إدراك هذا. وتحدث الدكتور عدنان إبراهيم في إحدى خطبه عن إحدى الفتيات توجهت بأسئلة لكبار مشايخ الأمة وجميعهم قالوا له لا تتحدثي في هذا وفسّر دكتور عدنان أن الخطاب الديني الموجود حاليًا خطاب يفتقد العِلم فهو لا زال خطابًا مشائخيًا على الطريقة القديمة الأمر، الذي دفع هذة الفتاة للإلحاد وترك الدين، وحذر عدنان أنه كُلما ازداد شبابنا معرفة وقراءة كُلما ازداد المد الإلحادي واللا ديني مع استمرار هذا الخطاب. تكلمت معي إحدى الفتيات أنها في طفولتها اعتادت على الذهاب للجامع لحفظ القُرآن إلى أن جاء وقت منعتها والدتها من الذهاب مرة أخرى مُفسرة ذلك بأن ابنة جارتهما تعدل عليها الشيخ جنسيًا وأخرى قالت إنها كانت تتأذي من ضرب المُعلمة لها بسبب عدم حفظها لسورة الكافرون. وقال شاب إنه في طفولته طلب والدة منة المداومة على الصلاة فبسذاجة الأطفال أجابه "قبل يوم القيامة هصلي وأضحك على ربنا" فكان عقابه لطمة شوهت وجهه، وآخر حدثني عن خوفه الشديد من قصة المسيخ الدجال فكان يسمعها كثيرًا على سبيل النُصح والترهيب. واستكمالاً لمسيرة تشويهه الدين بأفكار ليست أفكاره سقطت أقنعة كثيرة لأشخاص كثيرة كُنا نعتد برأيهم في تدبير أحوال دُنيانا وأخرانا أقصد "الإسلام السياسي" فمن المُتفق عليه في مجال السياسة أنها بيئة خصبة للاختلاف لكن بدخول الدين بهذه الصورة الفقيرة للعِلم والفِكر قاد الكثير من الشباب لأن ينفروا من كَنف المشايخ وبعضهم نفر من الدين برُمته، فالشيخ فُلان الذي كان يؤثر فينا قال على محمد مرسي إنه في منزلة الصحابة ويحظى بتأييد من السماء ..! وهل تأييدي لمحمد مرسي شرط مُهم لاكتمال إيماني ..؟ كفانا تمسكًا بالجهل وخذوا من أسباب الثورة الفرنسية عبرة وعظة ولا تكونوا كالكنسية وقتها فالجهل الذي تريدونه في الناس لم ينفعكم ونهركم في أقل من سنة فكما تحملتم نتائج أخطائكم السياسية يجب أن تدركوا أنكم جُزء أصيل في ظاهرة أخذت في الانتشار وهي "الإلحاد" أنتم من فعل هذا وأنتم من عزز "الجهل" في نفوس البشر.