ملفات وحوارات
"كيري" يوحد الإسلاميين والليبراليين قبل محاكمة المعزول
في مفارقة غربية تنجح زيارة جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، والتي تعد الأولى منذ ثورة 30 يونيو، في توحيد صفوف الإسلاميين والليبراليين، حيث أجمع الطرفان علي رفضهم للزيارة، مؤكدين أنها تدخل سافر في الشأن المصري "لتزامنها مع محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، والمقرر عقد أولى جلساتها، غدا، بمعهد أمناء شرطة طرة".
قال محمود عفيفي، مؤسس تيار الشراكة الوطنية والمتحدث الرسمي باسمه، إن زيارة كيري لمصر تعتبر ضمن إطار الضغط الأمريكي الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية منذ 30 يونيو، وأنه لابد أن تعلم أمريكا أن ما حدث في مصر كان بإرادة شعبية، ومصر وشعبها صامدون أمام ضغوط أمريكا، والمحاكمة لن يتم عرقلتها بتدخل أمريكا أو غيرها.
كما أعرب محمد عطية، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، عن رفضه التام لوجود كيري في مصر لأن زيارته تهدف لأمر واحد وهو الوصول لبعض الاتفاقات لتأجيل محاكمة مرسي والتدخل الأمريكي في شئون مصر.
مضيفا أن زيارة كيري قبل 24 ساعة من محاكمة مرسي، رسالة واضحة لرئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور ورئيس حكومته الدكتور حازم الببلاوي.
واتفق معه هيثم الشواف، منسق تحالف القوى الثورية، الذي أوضح أن الزيارة تثير الأسف لأنها إصرار من أمريكا على التدخل في شئون مصر ووضع تعليمات للحكومة المصرية.. مضيفا "وضع أمريكا على المستوى الاقتصادي مؤسف وأولى بهم أن يهتموا بشئونهم الاقتصادية ومشاكلهم السياسية".
وأشار "الشواف"، إلي أن أمريكا رغم انكسارها السياسي مازالت تمتلك الكثير من الغرور، مؤكدا أن زيارة كيري أو أي مسئول أمريكي يرفضها الشعب المصري تماما.
كما دعا الشواف الحكومة المصرية لأن توجه رسالة شديدة اللهجة لوزير خارجية أمريكا، حتى لا تسمح له بالتدخل في شئون مصر.
واستنكر كريم المغازي، المتحدث الرسمي باسم حركة امنع معونة، توالى زيارات المسئولين الأمريكان لمصر بغرض التدخل السياسي أو التأثير على القرار المصري، وتساءل: "هل أصبحت مصر مزارا لكل راغبي العنجهية السياسة والسيطرة على إرادة الشعوب حماية لمصالحه، كما أدانت الحركة هرولة كافة أطراف الاستقطاب السياسي في مصر لكسب رضا الأمريكان وغيرهم مؤكدا على أن فناء وسحق أي نظام يكون بدايته المساعدة في انتهاك كرامة واستقلال شعبه.
ومن جانبه، أعرب الدكتور حسين زايد، الأمين المساعد لحزب الوسط،، عن استغرابه من توقيت الزيارة، مشيرا إلي أنها تعد تدخلا سافرا في الشأن الداخلي، مضيفا: "التدخل الأجنبي في شئون مصر مرفوض والاستقواء بالخارج أيا كان الطرف الذي يقوم به باطل، لأن الدول الغربية لها أجندتها التي تتعارض مع مصالحنا".
وأكد أن حل الأزمة الراهنة لن يأتي إلا من الداخل، حينما تتوافر النية لدى طرفي الأزمة للحل، وطالب الوسطاء الذين اختارهم التحالف الوطني لدعم الشرعية بوضع أجندة لحوار يجمع بين السلطة والتحالف، حتى نخرج من الدوامة الحالية لأن مصر لن يحكمها فصيل واحد علي حد قوله.
واتفق معه محمد حسان، المتحدث الإعلامي باسم الجماعة الإسلامية، الذي شدد علي أن حل الأزمة ينبغي أن يكون نابعا من الأطراف المصرية، وأبدى قلقه من عواقب الزيارة التي دائما ما تخلف وراءها أزمات أمنية علي حد قوله.
وأكد ترحيبهم بعقد لقاء معه في حال طلبه ذلك، لشرح وجهة نظرهم في الوضع الراهن.
فيما طالب الدكتور محمود حجازي، عضو الهيئة العليا لحزب النور، السلطات المصرية بالشفافية في الإعلان عن تفاصيل الزيارة، خاصة في ظل وجود ارتباط زمني بينها وبين محاكمة دكتور محمد مرسي، مؤكدا أنه من الصعب الحكم عليها في ظل عدم وضوح أهدافها.
وشدد في الوقت ذاته علي رفضهم أي تدخل في الشأن المصري.
وأكد أن وزير الخارجية لم يطلب لقاء قيادات الحزب حتى الآن، لافتا إلي أنه في حال طلب مقابلتهم سيدرسون الأمر حسب أجندة اللقاء.