منوعات
يوميات امرأة مطحونة
امرأة مطحونة حينما أستيقظ من النوم، أشعر أني ملسوعة وأن ثمة كرباج يطاردني للقيام بواجباتي الكثيرة في وقت قياسي، المصيبة إنني عندما أحاول التقاط أنفاسي أشعر بصوت لا أعرف مصدره يقول "كرباج ورا يا أسطى"، فأقوم مفزوعة لأوقظ الولاد للذهاب لمدارسهم بعد معركة حامية الوطيس في إقناعهم بضرورة تناول الفطور الصحي اللذيذ، من ساندويتشات الجبن وكوب اللبن، يعرضون عنه، ثم يمد كل واحد يده للمصروف، لشراء شيبسي وما تيسر من حلويات على الماشي. وبالطبع لا أنسى أبدا الدور العظيم الذى يقوم به رب المنزل زوجي العزيز، في تنظيم المرور أمام الحمام "بيت الراحة" في الصباح، حيث يستفرد به مع جريدته الصباحية إلى أن يعلو صراخ الولاد للحاق بمدارسهم، لكن ليس قبل دخول الحمام، حيث أن حمامات المدرسة لا تطاق وغير صالحة للاستخدام الآدمي. هذا يومي العادي الذى بدأ برنين المنبه، والذى أبقيه بعيدا عن يدي حتى لا أغفو وأتغافل عنه وأستسلم لنوم عميق لا يحمد عواقبه، قبل الذهاب للعمل يكون لزاما علي توصيل الأولاد لمدارسهم دون امتعاض أو اعتراض على زوجي، الذى يرسم 111 بمهارة تفوق الممثل جيم كارى، وهذا إعلان صريح وغير مدفوع الأجر أيضا، عن مزاجه المتعكر وموده السيء ، وبهذا يضمن ألا يطلب أحدنا طلب واحد منه وألا الويل والثبور لمن تجرأ وفتح فمه أصلا في حضرته. تلك المعركة هينة بما ينتظرني من معارك أخرى، يسعدني أن تشاركوني فيها، لأن الإنسانية تحتم علينا المشاركة الوجدانية.