صدمة انتابت عدد من الصحفيين بعد انتحار الصحفي عماد الفقي بجريدة الأهرام، أمس الخميس، بإلقاء نفسه من الطابق الرابع خاصة من شهدوا الواقعة. عبر الصحفي عبد الله عسكر، عن صدمته من رؤية الحادث، حيث كتب عبر حسابه على "الفيس بوك": "كنت من شهود العيان على صدمة انتحار الزميل عماد الفقي بحكم وجودي وقتها في عملي بمؤسسة أخبار اليوم المجاورة لمبنى مؤسسة الأهرام الذي شهد الحادث الأليم، من وقتها وأنا كأني حبيس رائحة الموت واليأس الذي ربما أزكم أنوف كل من في المهنة.. الجميع راح قريبا وبعيدا عن الأسباب التي دفعت زميلانا إلى قرار الرحيل بكل تلك القسوة". وتابع: "منذ بدء لحظات الآلام تلك وبعيدا عن السجالات الممدودة بين بعض قيادات نقابة الصحفيين ونظرائهم بمؤسسة الأهرام لا يجول في خاطري سوى الأسئلة تلك: ما حجم القسوة التي تعرضت إليها حتى تقرر وتخطط للرحيل والخروج بهذه القسوة المفرطة على نفسك وعلى كل من حولك؟". وأضاف: "ما الحدث والهم شديد الضخامة الذي هون عليك الدنيا وكأنها جناح بعوضة لا تراها فاحكمت الوثاق على عنقك وألقيت الواقع والآمال والأحلام خلف ظهرك.. دفعت بنفسك من نافذة مكتبك فلم يحتمل جسدك تلك القسوة فانشطر نصفين؟، كم هي كثيرة الدراسات التي تؤكد إصابة أغلب الصحفيين بأمراض نفسية بسبب مهنتهم.. فهل أصابك شيئا من تلك اللعنة؟، أعلم ما يشبه حد اليقين أن اختيارك الرحيل من مقر عملك وداخل مكتبك لهي رسالة تود إيصالها لكل القابعين تحت ظلام صاحبة الجلالة التي لم يبق منها غير اسمها".. واستكمل: "رغم أني لم أعرفك عن قرب لكني أوجه إليك نصيحة لم تقرأها ولن تصل إليك.. الدنيا أصغر وأتفه من أن تقسو على نفسك كل تلك القسوة يا صديقي". وقال الصحفي أسامة طلعت، عبر حسابه على "الفيس بوك": "نهاية مأساوية لحياة الصحفي و مدير تحرير بجريدة الاهرام الأستاذ عماد الفقي المحرر القضائي لا حول و لا قوة إلا بالله و انا لله و انا اليه راجعون". وتابع: "فؤجت صباح اليوم الخميس وانا ذاهب للعمل فى تمام الساعه ٨.٣٠ صباحا و كنت متجه للشارع الفاصل بين مبني جريده الاهرام بعدد من رجال الشرطة و زحام امام مبني الاهرام و قالي لي لواء شرطة ممنوع دخول الشارع و لم أتخيل سبب منع الموظفين من المرور و دخول هذا الشارع الصغير و عندما تعمقت النظر داخل الشارع لأكتشف و جود رجال النيابة واقفين امام جثة شخص منفصل الرأس و رأس الجثة تبعد عنه حوالي ٣ متر تقريبا و مغطاه بورق جرائد". واضاف: "و بسؤالي لأحد الزملاء بجريده الاهرام قالي ليه انه صحفى قام بالانتحار بإلقاء نفسه من الدور الخامس مستخدم حبل مما أدي لانفصال الجسد و تعلق الرأس بالحبل حتي سقطت بجوار الجسد مشهد صدمني لعده دقائق وانا أردد لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم انا لله وانا اليه راجعون ربنا يحسن خاتمتنا جميعا". واستكمل: "وبوصول سيارة إسعاف و بعد معاينة أعضاء النيابة موقع الحادث تم وضع الجثة بخشبة الموتي فى مشهد يقشعر له الأبدان، ولكن السؤال الذي تبادر فى ذهني و ذهن جميع الواقفين لماذ قرار هذا الرجل إنهاء حياته بهذه الصوره الأليمة و بهذا النهاية المؤسفة و المأساوية فى هذا الشهر الكريم". واختتم كلامه قائلا: "ولعدم معرفتنا بكواليس هذا المشهد و ما الدافع له لا نملك إلا أن نقول انا لله وانا اليه راجعون وربنا يرحمه و يغفر له و ان يحسن خاتمتنا جميعا يارب و اجعلنا من الصابرين ايا كان ضغوط الحياة علينا يارب و أشمالنا يارب بلطفك و رحمتك و مغفرتك يارب العالمين".