مصر
رحيلك بهذه الطريقة طعنة في قلوب محبيك.. أصدقاء الصحفي المنتحر عماد الفقي يرثونه بكلمات مؤثرة

حالة من الحزن سيطرت على الوسط الصحفي بعد الحادث البشع الذي شهدته جريدة الأهرام، امس الخميس، حيث أقدم الصحفي عماد الفقي على الانتحار بإلقاء نفسه من الطابق الرابع. وعبر زملاء الصحفي الراحل عن حزنهم برحيل صديقهم، وكتب الصحفي عزت إبراهيم، عبر حسابه على "الفيس بوك"، "قبل أكثر من ربع قرن، كانت تقاليد الأهرام في زمن فات أن نتجمع في كافتيريا الدور الرابع الشهيرة .. كانت الحياة والمهنة غير ما نحن عليه الآن .. حياة مفعمة وساخنة ومتدفقة وكان الشباب قد أصبحوا قواما رئيسيا للجهاز التحريري في فترة ازدهار عظيمة للصحيفة وكانت كافتيريا الرابع ملتقي الجميع والصالون الصحفي والثقافي بل ورئة الحياة الاجتماعية في الأهرام". وتابع: "في تلك الأجواء تعارفنا وتزاملنا وتصادقنا مع رفاق العمر بعضهم تركوا بصمات إنسانية عميقة وبعضهم كانوا طيفا عابرا في حياة زملائهم.. كان عماد الفقي من الفريق الأول من يترك بصمة إنسانية فيمن حوله وصاحب صاحبه.. محرر حوادث ومحر قضائي نشط ومتدفق كما يقول الكتاب.. خفة دم عماد الفقي وروحه المرحة ونقاء قلبه كانت أكثر ما جذب كثيرين إليه .. عاش عماد الفقي أياما حقيقية بين أصدقاءه الذين ظلوا الأقرب إليه حتي نهاية الرحلة رغم تصحر المهنة وذبولها وتبدل الأحوال .. من لم يعش تلك الأجواء لن يعرف شعور اصدقاءه وفجيعتهم فيه.. لم أكن قريبا منه مثل آخرين لكن كان هناك الود والمحبة والدعابة الرقيقة منذ أن التقينا ومتي التقينا .. كلمات العزاء لاسرته ومحبيه لن تكفي في صدمة الفقد لكننا جميعا ندعو أن يرحم الله عماد الفقي ويسكنه فسيح جناته علي قدر قلبه الجميل ونقاء روحه.. وأن تستعيد تلك المهنة روحها التي كانت حتي لا نصحو علي فقد جديد موجع". وعبر الصحفي محمد سعيد محفوظ، عن حزنه لانتحار صديقه عماد الفقي، حيث كتب على حسابه على "الفيس بوك"، ليه يا عماد؟ ليه؟ ما كنت أتصور حين بدأت صداقتنا الجميلة قبل ٢٥ عاماً أن تكون هذه هي النهاية، ذكرياتنا في بدايات الطريق كثيرة.. أذكر حين استقبلتك في يومك الأول بالمؤسسة، وكنت قد سبقتك إليها ببضعة أشهر.. ولدت صداقتنا حينها بسرعة! لم أرك منذ ذلك اليوم إلا مبتسماً، هادئاً، حكيماً، نبيلاً.. لم أتخيلك أبداً حزيناً أو شاكياً.. لماذا ادخرت هذا الوجه لنفسك فقط؟". وأضاف: "كيف ثقل عليك الحمل؟ من فعل بك هذا؟ من اجترأ على قلبك الأبيض؟ من طعنك بغدر أو حرمك حقاً أو ذبح كبرياءك؟ لماذا اخترت الأهرام لتغادرها منتحراً وأنت تعلم أن هذه رسالة؟، ليتني تأخرت بالأمس قليلاً لألحق بك.. غادرتُ المبنى بعد زيارة التوقيع الروتيني قبل منتصف الليل.. تسامرت قليلاً أمام المبنى مع خالد الديب ويوسف عبده.. رحل يوسف وبقيت أنا وخالد.. ليتنا أطلنا الحديث لنصادفك.". وتابع: "رحيلك بهذه الطريقة طعنة في قلبي وقلوب كل محبيك.. دموعي لا تتوقف.. لا أصدق! أتمنى أن نعرف المسؤول الذي أغلق الأبواب دونك لنحاكمه، كيف سنتحمل قتامة المبنى بعد اليوم؟ بالأمس شعرت كم هو مقبض، فما بالك باليوم؟، وداعاً يا عماد.. ولعنة الله على من يقتل فينا الأمل!".