ملفات وحوارات
ارتفاع الأسعار من 15 إلى 30%.. وتراجع المبيعات 80%.. "لبس العيد" مركون فى "الفاترينات"

ارتفعت أسعار الملابس الصيفية بنسبة 30% خلال العام الجاري في كل الأسواق، بسبب موجة الارتفاعات التى أصابت الشحن والغزل والبترول.
وأقدمت المحال على عرض الملابس الصيفية بداية من أول ابريل الجاري، واستعد التجار 3 أشهر للموسم الصيفي، لافتين إلى أن عيد الفطر سيكون في الصيف وطرح المحلات للملابس الصيفية فرصة لتنشيط المبيعات، بخاصة وأن عيد الفطر المبارك من المناسبات المهمة لتنشيط المبيعات.
وكشفت بيانات الجهاز التعبئة العامة والإحصاء الرسمية ، أن أسعار الملابس والأحذية في مصر قد ارتفعت بنسبة 15% خلال موسم عيد الفطر هذا العام، مقارنة بأسعار العام الماضي، خاصة ملابس الأطفال والملابس الحريمي ، كذلك سجلت أسعار الأحذية في مصر ارتفاعا بنسبة 10%، بخلاف الملابس المستوردة من الماركات العالمية والتي ارتفعت أسعارها لتبدأ من 500 جنيه للقطعة الواحدة في عدد من الأماكن.
وأرجع عدد من التجار الركود فى حركة البيع وضعف إقبال المواطنين على شراء الملابس الصيفية حاليا بالرغم من اقتراب موسم عيد الفطر المبارك إلى معاناة قطاع الملابس الجاهزة من تراجع نشاط الحركة التجارية وتراجع السيولة وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الشحن، وأوضحوا أن ارتفاع أسعار الملابس الصيفية يضاف أيضا إلى الصعوبات التي تواجه القطاع.
وأشاروا إلى وجود انخفاض في عمليات الاستيراد بسبب المخاوف من ضعف حركة الأسواق للموسم الصيفي، داعين إلى ضرورة توفير نوافذ تمويل بشروط ميسرة للتجار العاملين بالقطاع.
وأرجع خالد سليمان نائب رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة ارتفاع أسعار الموسم الصيفى الحالى إلى ارتفاع سعر صرف الدولار على أسعار الملابس الجاهزة، لاسيما المستوردة، فضلا عن وجود عوامل أخرى كثيرة، منها الطاقة وارتفاع تكلفة النقل، وزيادة الأجور مع زيادة نسبة التضخم التي وصلت إلى 14% بعد ارتفاع سعر الدولار، ما أثر على الصناعة لارتفاع التكلفة.
ودعا إلى الاعتماد على المنتج المحلي والمواد المحلية اللازمة لصناعة الملابس، مضيفا أن التجار حاولوا ضغط الزيادة بقدر المستطاع، مؤكدا أن نسبة كبيرة من مستلزمات الصناعة مستوردة، وهو ما يرفع أسعار التكلفة بسبب ارتفاع أسعار الدولار.
وتابع: أن الملابس الجاهزة تمر بفترة حرجة جدا فى مصر وأن الظروف الاقتصادية حالت بين إقبال المواطنين على الشراء بشكل عام، وخاصة الملابس بشكل خاص، وهو ما تسبب في ارتفاع أسعار المنتجات، والتي زادت تكلفة إنتاجها.
وقال يحيى زنانيرى رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالاتحاد العام للغرف التجارية أن أسعار ملابس عيد الفطر ارتفعت هذا العام بالمقارنة مع أسعار العام الماضي بقيمة تزيد عن 15%، مضيفا أن هذه الزيادة لن تكون الأخيرة هذا العام، حيث من الممكن أن تتحرك الأسعار مع تحريك أسعار الكهرباء والطاقة خلال الأيام المقبلة، وهو ما يعنى ارتفاع الأسعار مرة أخرى وفقا للتغييرات الجديدة التي تطرأ على التكلفة.
وأضاف إن الإقبال على شراء ملابس العيد لا يزال ضعيفًا بالرغم من اقتراب موعد عيد الفطر المبارك، لافتا إلى أن المحلات لا تقدم تخفيضات على الملابس خلال موسم العيد بشكل عام، بينما تقوم بعض المحلات بطرح عروض وتخفيضات على الأسعار بشكل فردي لتحريك الطلب.
وقال محمد عبد السلام، رئيس غرفة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات المصرية، أن المبيعات تراجعت بنحو 75-80%، ، مما أثر بالسلب على كافة المصانع، حيث لم يستلم التجار إلا جزء بسيط من انتاج الموسم الصيفي الذي بدأت المصانع في إنتاجه خلال الفترة الماضية، ورفض التجار استلام باقي البضائع نتيجة عدم وجود مبيعات.
وأوضح ، إن ذلك يمثل مشكلة كبرى للمصانع الصغيرة، حيث أنها توظف السيولة الخاصة بها في شراء مستلزمات الإنتاج، ولم تقم إلا ببيع 50% من الإنتاج وما زال الباقي مخزون لديها.
ولفت عبد السلام إلى أنه منذ منتصف الشهر الماضي بدأت السوق في التغير حيث ارتفع حجم الطلب بالتدريج من 20% إلى 45_50% خلال الأيام الحالية مع الاستعداد لعيد الفطر ولكنها ما زالت مبيعات ضعيفة مقارنة بما كان يحدث في نفس الفترة من كل عام.
وقال السيد حسان صاحب احدى المحال بمنطقة وسط البلد، إن المحال الكبيرة لجأت الى البيع "أونلاين" لتوفير بعض تكاليف التشغيل من عمالة وإيجارات، وأضاف أن أن المحال التى بدأت تعتمد على هذا الأسلوب فى البيع أصبحت تحقق أرباحا وان لم تكن كبيرة الا أنها أفضل من الغلق التام والخسائر الهائلة المستمرة منذ بداية العام الحالى .
وقال احد العاملين فى محل بالسيدة زينب أن الاسعار فى محلاتهم تعد مناسبة الى حد ما كل الفئات الاجتماعية، مشيرا الى ان تلك الأسواق تستهدف الطبقات الأقل دخلاً، حيث تصل أسعار التيشيرتات الأولادى من 40 جنيها الى 80 جنيها والبلوزات 50 جنيها، لافتا الى أن أسواق الأماكن الشعبية أصبحت تنافس محال وسط البلد، من حيث الجودة وتنوع التشكيلات المناسبة لجميع الأذواق، بالإضافة إلى رخص سعرها.
وأرجع الانخفاض فى أسعار الملابس الشعبية يرجع إلى جودتها ونسبة الأقطان بها، التى لا تزيد على 40% مقابل استخدام مادة «البلوستر» بنسبة كبيرة، صاحبة النصيب الأكبر فى الصناعة المحلية، لافتا إلى هناك فارقا كبيرا فى الأسعار ما بين المحلى الشعبى والمستورد بنسبة انخفاض تصل إلى 50%.
وقال صاحب محل فى الوكالة أن زبائنه ليست من الطبقات الفقيرة أو متوسطى الدخل فقط بل أصبحت الطبقات الراقية ممن يبحثون عن ماركات بعينها بأسعار مناسبة من زبائنه .
يذكر أن ميعاد انطلاق الأوكازيون الصيفي في مصر هذا العام سيكون في شهر أغسطس 2022 وقد يتم إطلاقه مبكرا قبل عيد الأضحى المبارك لكن بعض المحلات وضعت عدد من التخفيضات بداية من موسم عيد الفطر المبارك هذا العام خاصة مع انخفاض المبيعات وقله حركة الشراء.