تكنولوجيا واتصالات
إعادة صياغة دوره والاستثمار الأمثل لإمكانياته.. "البريد" يلحق بركب الجمهورية الجديدة

يشهد البريد المصري في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي عملية تطوير شاملة من أجل إعادة صياغة دوره والاستثمار الأمثل لإمكانياته، خاصة مع الانتشار الواسع لفروعه في جميع أنحاء الجمهورية، حيث يتم تقديم خدماته بشكل يواكب التطورات العالمية وتلبى احتياجات المواطنين، وكذلك التوسع في تقديم خدمات جديدة لتعظيم الاستفادة من قدرات البريد المصري والخدمات المتنوعة التي يقدمها والتي تشمل الخدمات البريدية والمالية واللوجيستية، بالإضافة إلى خدمات مصر الرقمية خصوصاً في ضوء التنامي المستمر والكبير الذى يشهده سوق التجارة الإلكترونية على الصعيدين المحلي والعالمي.
وخلال السنوات القليلة الماضية حدثت طفرة نوعية للبريد المصري من حيث الشكل والمضمون حيث تم التوسع في فروع البريد المصرى وتزويده بأجهزة تقدم الخدمات بتقنيات حديثة من خلال نشر الأكشاك البريدية وتوفير مكاتب بريد متنقلة مزودة بموظفي البريد وماكينات صرف آلي بهدف تحريكها في أوقات الذروة في العمل بمكاتب البريد لاسيما خلال صرف المعاشات التي تم ميكنة عمليات صرفها آلياً من خلال الكارت الذكي وتوفير خدمة توصيلها إلى المنازل لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة الراغبين في ذلك دون تحمل تكاليف إضافية.
وفي إطار خطة تطوير البريد المصري تم الإعلان عن تطبيق منظومة الدفع غير النقدى باستخدام أفضل النظم والحلول المتطورة بما يسهم في تنفيذ كافة المعاملات غير النقدية بكل سهولة ويسر وتحقق هذه المنظومة الاندماج والتكامل المالي لعملاء البريد المصري بما يمكنهم من السداد غير النقدي للخدمات مثل سداد مخالفات المرور ومصاريف المدارس ومشروعات الإسكان إلى جانب سداد الرسوم المقررة للخدمات البريدية مثل سداد تكاليف نقل الطرود وشراء الطوابع وذلك من خلال ماكينات نقاط البيع "POS" المنتشرة بجميع مكاتب البريد في جميع أنحاء الجمهورية باستخدام أحدث معايير الأمن والسلامة في تنفيذ معاملات الدفع والتحصيل الإلكتروني.
كما أطلق البريد المصري خدمة وصلها وهي خدمة شحن متطورة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعيAI والجغرافية المكانية GIS وهي إحدى الخدمات اللوجيستية البريدية التي يقدمها البريد المصري لخدمة عملاء التجارة الإلكترونية سواء التجار أو العملاء وذلك من خلال نقل طرود المنتجات المباعة عبر الإنترنت من البائع إلى المستهلك، كما تشمل الخدمة كافة المواطنين الراغبين في شحن طرود من الباب إلى الباب حيث يمكن للعملاء الحصول على خدمة الشحن والتوصيل من خلال تطبيق وصلها وموقع البريد المصري عبر منصة وصلها الرقمية ويمكن تسجيل طلب شحن من الباب الى الباب عبر الاتصال بمركز خدمة عملاء البريد المصري 16789 وكذلك الاستعلام عن الخدمة وطلب الخدمة من خلال شات بوت.
واستكمالاً لاستراتيجية تطوير البريد المصري تم إطلاق تطبيق "يلا" الأول من نوعه في الشرق الأوسط والذي يتمتع بالعديد من الخدمات والحلول المالية وغير المالية، من بينها تمكين العملاء من تحويل الأموال المطلوبة من أي فرد واستقبال الأموال من الأفراد والتجار، بالإضافة إلى خدمة يلا فواتير والتي تمكن المواطن من دفع الفواتير المطلوبة، بالإضافة إلى "يلا صيدليات" التي تمكن العملاء من سحب الروشتة سكانر وطلب الأدوية وتوصيلها عن طريق البريد المصري وهناك خدمة يلا عروض وتقدم للمواطن عروض كبيرة في العديد من المنتجات والخدمات بالإضافة إلى يلا مول وهي خدمة للشراء.
ويقول وليد جاب الله الخبير الاقتصادي أن الهيئة القومية للبريد واحدة من أقدم المؤسسات الوطنية في مصر التي قدمت ولاتزال على مدار أكثر من قرن ونصف خدماتها للمواطنين في كافة أنحاء الوطن، موضحاً أن الدولة حريصة على تعظيم الاستفادة من الموارد الكبيرة التي يمتلكها البريد المصري والتى تتمثل في شبكة بريدية واسعة تضم نحو 4 آلاف مكتب بريدي منتشر في ربوع الوطن فضلاً عن ثروته البشرية وتميزها والتي عززت من إمكانيات البريد وما يحظى به من ثقة المواطن المصري.
وأكد "جاب الله" على أن البريد المصري يشهد في الوقت الراهن طفرة نوعية في شكل ومضمون الخدمات التي يقدمها من أجل مواكبة المعطيات التكنولوجية الحديثة وذلك من خلال تنفيذ استراتيجية واضحة تهدف الى تطوير البنية الأساسية للبريد، بالإضافة إلى تحديث الخدمات المقدمة للمواطنين والتوسع في فروعه ليصبح أحد أهم المنافذ التي تقدم خدمات مصر الرقمية إلى جانب الخدمات البريدية والخدمات المالية الرقمية بالتعاون مع البنك المركزي المصري في إطار استراتيجية الدولة لتحقيق الشمول المالي.
ويقول وائل النحاس الخبير المالي أن الدولة تسعى لإثراء دور البريد المصري في تنمية التجارة الالكترونية والتي تعد أحد أهم أولويات بناء استراتيجية مصر الرقمية لما لها من مردود اقتصادي واجتماعي كبير حيث تستهدف مصر زيادة حجم التجارة الالكترونية في الاقتصاد القومي وزيادة الصادرات المصرية والدخول لأسواق جديدة في إطار الاستراتيجية الوطنية للتجارة الالكترونية.
ولفت "النحاس" إلى إن البريد المصري دخل التجارة الإلكترونية بقوة ودعم الكثير من المشروعات الصغيرة والمتوسطة مشيراً إلى أن البريد يسعى لتوفير بيئة خصبة للشركات الناشئة من خلال توصيل المنتجات إلى أي مكان بأرخص الأسعار حيث أن البريد لديه أكثر من 80 سيارة متنقلة تجوب المناطق المختلفة بهدف تخفيف الازدحام عندما يحدث في مكتب معين أو منطقة معينة كما يوجه البريد سياراته في المناطق السكنية الجديدة من خلال التنسيق مع الأجهزة المعنية في إطار السعي لتسهيل تقديم الخدمات على المواطن المصري.
ويقول حسام الغايش الخبير المالي أن عدد عملاء البريد المصري يقدر بـ20 مليوناً كما أن البريد يخدم مليون مواطن يومياً من خلال4200 فرع في كل أنحاء الجمهورية خلاف السيارات المتنقلة للبريد، موضحاً أن البريد هو زراع الحكومة لتقديم الخدمات ويعمل على استكمال الكثير من الخدمات الخاصة بالحكومة في إطار السعي نحو الشمول المالي أو التحول الرقمي، لافتاً إلى أن البريد يسعى لتقديم كافة الخدمات من خلال تطبيق واحد على الموبايل خلال الفترة المقبلة أن الدولة تركز بصورة كبيرة على فكرة الابتكار، وهذا يعني البحث عن فكر خارج الصندوق لحل الكثير من المشاكل في المجتمع، وفي هذا الإطار تحولت الكثير من الشركات الناشئة نحو العالمية وأصبحت ننافس بقوة وفي هذا الإطار يقوم البريد المصري على دعم الشركات الناشئة.