تبدأ ليالي شهر رمضان كل عام في البلاد الإسلامية بطقوس وعادات تُعدُّ من التراث الشعبي المتوارث عبر الأجيال. وتعيش الشعوب في أول ليلة من رمضان بعضًا من الطقوس، نستعرضها في السطور الآتية:
 
الجزائر
توارثت العائلات الجزائرية طقوسًا وعادات عدة، تقوم بها عند ثبوت رؤية الهلال. ويبدأ أفراد العائلة بمرافقة الأطفال في أول يوم لهم في الصيام، وتقوم الأم بتحضير "الخاف والشربات"، وتعتقد الأمهات أن هذا المشروب سيجعل أيام الصيام سهلة ومحلاة.
 
المغرب
في أول ليلة من ليالي رمضان تتجمع الأُسر في أماكن عامة، وبعضهم يطوف على ظهر الخيول، والآخرون يحتفلون بهم بطقوس أشبه بزفة العروس؛ فترتدي البنات أحسن الثياب، ويتزينَّ كأنهن مثل العروس، وينقشن على أيديهن الحناء تشجيعًا على الصيام.
 
ويتم وضع الفتاة فيما يعرف بـ(العمارية)، ويذهبون معها إلى المساجد لحضور صلاة القيام.
 
مصر
بعد إعلان ثبوت هلال رمضان ينطلق الأطفال بالأغنية الشعبية المعروفة "وحوي يا وحوي"، وتبدأ صلاة التراويح وزينة البنايات والشوارع والأماكن بالفوانيس الملونة، وتُوزَّع الحلوى والتمور.
 
تركيا
بمجرد ثبوت الرؤية تنطلق الزغاريد في كل بيت؛ لتعبِّر عن هذه الفرحة بالبشرى التي زُفِّت إليهم ببدء الصوم في اليوم التالي. وتنطلق في البيوت روائح المسك والعنبر وماء الورد من جراء نثرها على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل طيلة أيام رمضان الكريم.
 
أوزباكستان
يتم التحضير لحفلات إفطار جماعية، يتم فيها دعوة الأهل والأصدقاء والجيران.. ولا بد أن يُذبح خروف على الإفطار، ويُقدَّم مع أرغفة العيش كبيرة الحجم، التي يجب أن تُخبز بالمنزل، مع الزيت والحليب. ولا يُهمل تحضير مائدة تشمل جميع أنواع الشاي الأسود.
 
السودان
يتم تدريب النساء على تجويد القرآن كل صباح، كما لا بد أن يتم تجديد أواني المطبخ احتفالاً بقدوم الشهر الكريم. لكن أكثر ما هو غريب أن الإفطار يجب أن يكون جماعيًّا في ساحات واسعة حيث تجتمع كل الأُسر في ساحة واحدة للإفطار معًا.
 
إندونيسيا
يستقبل الإندونيسيون رمضان بإجازة للجميع، خاصة الطلاب، في الأسبوع الأول من رمضان؛ للتعود على الصيام. لكن أكثر مظاهر الاحتفال برمضان هو قرع الطبول التقليدية المعروفة باسم "البدوق".
 
باكستان
ومن أغرب عادات الشعوب في رمضان على الإطلاق تلك التي تقوم بها مدينة بيشاور الباكستانية التي تشتهر بإقامتها حفل عرس، يتجمع فيه كل الأطفال الذين يقومون بالصوم لأول مرة؛ لتشجيعهم على الاستمرار. والعادة الأكثر غرابة هي مسابقة "حرب البيض المسلوق"، التي لا بد أن تقام على مدار شهر رمضان. وهي لعبة تبدأ في المساء، وتنتهي عند موعد السحور، وتعتمد قوانينها على إمساك أحد المتسابقين الشباب بيضة مسلوقة، ويضرب بها الأخرى التي في يد خصمه بهدف كسرها؛ حتى يتأهل للمرحلة التالية.
 
أوغندا
من أغرب عادات الشعوب في رمضان على الإطلاق تلك التي تحدث في أوغندا، وربما يراها البعض غير مناسبة للشهر الفضيل، لكن الشعب الأوغندي، وتحديدًا الرجال في قبائل "اللانغو" الأوغندية، ما زالوا يحافظون عليها. وتقوم تلك العادة على أن يضرب الأزواج زوجاتهم على رؤوسهن قبل الإفطار، ومن ثم تقوم السيدات برضا منهن بإعداد وجبة الإفطار.
 
جزر القمر
يتميز شعب جزر القمر بواحدة من أجمل العادات الخاصة بشهر رمضان؛ فخلال اليوم الأول، وفي الليلة الأولى من رمضان، يخرج السكان حاملين المشاعل، ويتوجهون إلى السواحل؛ وينعكس نور المشاعل على المياه، ويقرعون الطبول إعلانًا بقدوم شهر الصوم، ويظل السهر حتى وقت السحور.