سياحة وسفر
وزير السياحة الأردني يكشف تفاصيل رحلة الأقباط بالمواقع المقدسة

يحتفل ملايين الأقباط حول العالم في الأسبوع الأخير من شهر أبريل بعيد القيامة المجيد، الذي يرتبط بالزيارة السنوية للأراضي المقدسة التي تبدأ من نهر الأردن وتنتهي بكنيسة القيامة في بيت لحم بأورشليم الفلسطينية، كما يزور الأقباط المصريين الموقع الأردني في عيد الغطاس 19 يناير من كل عام وهو المرتبط مباشرة بهذا المكان.
وعلى هامش ذلك التقت "البورصجية" مع السيد نايف حميدي الفايز، وزير السياحة الأردني، الذي عبر عن سعادته بتواجده في القاهرة لحضور اجتماعات اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط، بمنظمة السياحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة، في دورتها الـ48، والتي استضافتها مصر، مؤكدا على عمق ومتانة العلاقات المشتركة بين البلدين الشقيقين، والروابط التاريخية التي يمكن البناء عليها لمد جسور التعاون والتواصل السياحي، مشفوعة بالعلاقة القوية التي تربط الملك عبد الله بن الحسين الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية، بأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية.
وحول تفاصيل الرحلة السياحية للمواطن القبطي في الأراضي المقدسة الأردنية، قال الفايز: "تزخر الأردن بالعديد من المواقع المقدسة والأثرية التي يمكن للسائح زيارتها والتبرك والاستمتاع بها، فبمجرد الوصول سيتجه السائح بالطبع لزيارة نهر الأردن -المغطس-، حيث تعمد السيد المسيح عليه السلام، قبل دخوله أورشليم، ثم ستبدأ رحلات لمواقع أثرية تشمل كنيسة المغطس المبنية على عدد من الكنائس الأثرية التي أقيمت وهدمت عبر التاريخ، حتى أنشأت المملكة الهاشمية كنيسة كبيرة في الموقع نفسه".
وأضاف الوزير: "كما يزور السائح جبل نيبو الذي مر عليه موسى النبي، والذي اعتمده الفاتيكان كأحد المواقع الدينية الخمسة للحج المسيحي، ثم نبع يوحنا المعمدان الذي كان يعمد به الناس بالماء قبل ظهور المسيح في الأردن، ثم جبل مكاور بمحافظة مادبا والذي يضم أقدم خريطة في العالم للأراضي المقدسة، وبعدها تل مار إلياس".
وأشار الفايز، إلى أنه التقى الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار المصري، وبحث الطرفان سبل دعم التعاون المشترك، خاصة في مجال السياحة الدينية التي تحتل أهمية قصوى بالنسبة لحكومة المملكة الهاشمية، وتم طرح مقترحات عدة لتنظيم برامج سياحية مشتركة تشمل المواقع المعتمدة لرحلة العائلة المقدسة في مصر، ثم المواقع المقدسة بالأردن، وكذا إمكانية التعاون فيما يخص الرحلات السياحية البحرية مستغلين الحدود المشتركة، موضحا أن بلاده تنسق مع مصر لتسهيل إجراءات الدخول وتنشيط الحركة البينية بما يسهم في دفع الحركة السياحية.
يقع المغطس الأردني على الضفة الشرقية من نهر الأردن كما تم الذكر سابقًا، وعلى بعد 9 كيلو مترات شمال البحر الميت و 10 كيلومترات في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة أريحا بالقرب من الطريق القديم بين شرق الأردن ومدينة القدس، والذي يمتد على مساحة تبلغ 5.3 كيلو متر مربع، وكان يستخدم مصطلح المغطس قديمًا على المنطقة الممتدة على ضفتي النهر ومن هنا جاءت تسميته بهذا الاسم.
ويتميز المغطس بمنطقتيْن متميزتيْن هما: المنطقة الأولى هي تل الخرار والمُسمى بتل إيليا والذي تتواجد على تلته بقايا الدير، والمنطقة الثانية هي منطقة زور؛ وهي المنطقة القريبة من النهر والواقعة جهة الشرق زعلى بعد 2 كيلومتر ويوجد في هذه المنطقة كنيسة القديس يوحنا المعمدان القديمة كما إنها تحتوي على بقايا الكنائس والبرك المعموية ومساكن الحجاج.
ويحتوي المغطس على بقايا كنائس قديمة مها يعود إلى الفترة البيزنطية والكهوف الواقعة بالقرب من هذه الكنائس والتي كانت مناسك للرهبان وكنائس جديدة والتي لا تزال مفتوحة لعبادة لغاية الآن كما إنها تدل على الانتشار العالمي للديانة المسيحية وعلى روح التسامح واحترام الأديان في ظل الحكم الإسلامي في دولة الأردن.