ملفات وحوارات
وسط توقعات بمزيد من الغلاء.. نار الحرب الروسية تشعل الأسواق المصرية

تشهد مصر موجة غير مسبوقة من ارتفاع أسعار معظم المنتجات الغذائية والمستلزمات الأساسية متأثرة بالحرب الروسية الأوكرانية، وتحاول الحكومة مراقبة الأسواق من خلال التشديد على عدم تخزين التجار لأية سلعة حتى لا يتعرضوا للمسائلة القانونية وتوفير السلع الاساسية من خلال منافذ وزارة التموين ومنافذ وزارة الزراعة ومنافذ وزارة الداخلية والقوات المسلحة.
وقال حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، أن أسباب ارتفاع الأسعار يكمن في التأثر بالحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع أسعار البضائع المستوردة ومستلزمات الإنتاج وارتفاع تكلفة النقل واستغلال كبار التجار لارتباك الأسواق والمغالاة في الأسعار مع اتجاههم لتخزين أكبر قدر ممكن من المنتجات الغذائية لتعطيش السوق طمعا في زيادة الأرباح، والعجز الكبير في الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء والحبوب والزيوت ومستلزمات الإنتاج الزراعي.
وأشار نقيب الفلاحين إلى أن موجة الارتفاع طالت الخضروات والفاكهة بنسبة تصل إلى 20% عن الأيام القليلة الماضية حيث وصل كيلو الطماطم عند باعة التجزئة إلى 10 جنيهات وكيلو البطاطس بـ 9 جنيهات وكيلو الملوخية بـ 12 جنيها وكيلو الخيار بـ9 جنيهات ووصل كيلو البرتقال اليوسفي إلى 7 جنيهات ووكيلو الفراولة لـ 15جنيها وكيلو الموز بـ 10جنيهات. وارتفاع أسعار السلع وصل إلى الأرز ليتراوح ما بين 10 إلى 14 جنيها للكيلو مع ارتفاع 1000جنيه في طن الارز بالجملة وارتفعت اسعار الدواجن 4 جنيهات في المزرعة لتسجل 36 جنيها ليصل السعر للمستهلك بـ40 جنيها.
وشدد "أبوصدام" أن علاج ارتفاع الأسعار الجنوني لمعظم أنواع المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية، يكون بترشيد الاستهلاك للمواطنين بقدر الإمكان، والكف عن تخزين سلع أكثر من الاحتياجات اليومية، وفتح المنافذ الحكومية الثابتة والمتنقلة والبيع بأسعار معقولة للقضاء على استغلال التجار، داعيا الى تشديد الرقابة على الأسواق والضرب بيد من حديد على أيدي المحتكرين والمستغلين.
اللحوم الحمراء والبيضاء
أكد محمد ريحان، شعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية، أن هناك بعض العواملالتي أدت إلى ارتفاع أسعار اللحوم محليًا في مقدمتها ارتفاع أسعار الأعلاف حتى قبل الحرب الروسية الاوكرانية لافتًا إلى أن أوكرانيا من أهم الدول التي يتم استيراد اللحوم منها، ونتيجة للظروف الحالية تأثر السوق وقل المعروض وبالتالي من الطبيعة أن ترتفع الأسعار.
وأِضاف أن أسعار اللحوم البلدية شهدت ارتفاعًا بقيمة 30 جنيهًا للكيلو؛ لتسجل ما بين 155 إلى 180 جنيهًا للكيلو مقارنة بـ140 و150 جنيها، لافتًا إلى أن اللحوم الهندية، سجلت 58 جنيهًا للكيلو، واللحوم البرازيلية سجلت 83 جنيهًا للكيلو .
ومن جانبه أعلن هيثم عبدالباسط، عضو شعبة القصابين بالغرفة التجارية في القاهرة، رفع سعر اللحم البرازيلي المستورد بنحو 50 جنيهًا في الكيلو، لأول مرة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال عبدالباسط": "كيلو اللحم البلدي زاد 10%، أما كيلو اللحم السوداني ارتفع من 90 جنيهًا إلى 120 جنيهًا للكيلو".
وأضاف: "اللحم البرازيلي في المطاعم والفنادق ارتفعت أسعاره بنسبة 50%تقريبًا في آخر 8 أشهر، وبالتالي يباع الكيلو بـ120 جنيهًا بدل 70، كما أن البرازيلي بديل البلدي في المطاعم والفنادق".
وقال عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة، أن الوضع في مصر آمن ويوجد احتياطي استراتيجي في بعض السلع إلى 11 شهرًا.
وأردف أن أسعار الفراخ ارتفعت من قبل الأزمة الأوكرانية الروسية بسبب الصقيع وانخفاض درجات الحرارة والتي تبعها زيادة التكلفة نتيجة الحاجة إلى التدفئة لمدة 24 ساعة وزيادة أعداد النافق.
وتعجب "السيد"، من زيادة أسعار طن العلف بمقدار يصل إلى 1500 جنيه، في حين يوجد احتياطي من الذرة يكفي لنحو 9 أشهر.وأضاف أنه من المفترض انخفاض أسعار الدواجن في النصف الثاني من شهر رمضان، حال رجوع أسعار العلف إلى ما كان عليه عند 9 آلاف جنيه للطن.
وقال محمود العناني، رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، إن سعر كرتونة البيض بـ 55 جنيها عندما تخرج من المزرعة، مؤكدًا: «المشكلة تكمن في أن سعر كرتونة البيض في المزرعة 55 جنيها ويتم بيعها في الخارج بـ 70 جنيها» مضيفآ «يتم بيع كيلو الفراخ للمستهلك بـ 57 جنيها».
وأكد "العناني" أسعار العلف والذرة في ارتفاع جنوني عالميا، مشيرا إلى أن «هناك وفرة في الفراخ والبيض في مصر بأسعار أقل من الاسعار العالمية».
الدقيق والقمح والذرة
كشف عطية حماد رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالقاهرة أن بعض التجار والمستوردين والمتعهدين يخزنون الدقيق السياحي بما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الخبز على المستهلكين.
وتابع "حماد" أن هناك بورصة للدقيق السياحي وهناك مطاحن مسؤولة عن الدقيق السياحي، كما يوجد مستوردون للقمح، مشددًا على أنه من الضروري مراجعة كميات رسائل الدقيق السياحي التي دخلت مصر وطريقة توزيعها وهل تم توزيعها بالفعل أم تم تخزينها.
ورأى أن أصحاب المخابز يعملون في سلعة غير مسعرة تسعيرًا جبريًا، والزيادة في أسعار الخبز غير مبررة، لأن هناك أشخاصا نفوسهم ضعيفة يستغلون الأوضاع لزيادة الأسعار، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار الخبز يأتي بحسب المنطقة والتكلفة.
وقال إيهاب إدريس عضو غرفة الحبوب باتحاد الصناعات أن سعر القمح ارتفع بالسوق المحلي بنحو ألف جنيه للطن، ليتراوح بين 6 آلاف إلى 6500 جنيه، نتيجة تداعيات الارتفاع العالمي نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية،.
وقال هشام أبو الدهب عضو غرفة الحبوب بغرفة الجيزة التجارية، إن زيادة القمح سببت ارتفاع الدقيق بالأسواق.ويتراوح متوسط سعر طن الدقيق حاليا إلى بين 8500 جنيه و9 آلاف مقابل 6650 جنيهًا، قبل الزيادة بسبب الحرب بين روسيا وأمريكا.
ونتج عن زيادة القمح أيضا زيادة المكرونة بالأسواق، وزاد سعر طن المكرونة حاليا يصل إلى 10 آلاف جنيه مقابل 7500 جنيه و8 آلاف جنيه، قبل الزيادة، بحسب أبو الدهب.
وكشف محمد المصري، نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، أن هناك توجيهات من رئيس الوزراء بالمتابعة المستمرة للأسعار في الأسواق، ولفت إلى أنه تم خلال أزمة كورونا النجاح في زيادة المعروض من السلع، وهو ما يسعى الغرف التجارية لتحقيقه الآن.
واستطرد أنه سيتم التعامل مع كل من يخالف من التجار، لافتا إلى أن خدمة المواطن في هذه الظروف الصعبة واجب على الجميع، وواصل أن هناك توافر من السلع الإستراتيجية يصل ما بين 6 و 8 أشهر.
واختتم أن سعر البترول قد يرتفع إلى 250 و 300 دولار للبرميل، بعد قرار بايدن بحظر النفط الروسي.