سياحة وسفر
فقدت أكبر سوقين وضاعت آمال تعويض خسائر كورونا.. الغزو الروسى يوجه ضربة مزدوجة للسياحة المصرية

ألقت تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية بآثارها على القطاع السياحى، خاصة فى شرم الشيخ والغردقة بسبب توقف الحركة الوافدة من الكتلة الأوروبية الشرقية، ورغم التفاؤل الذي أعرب عنه المسئولين بالسياحة عن عودة الحركة السياحية الأوروبية الغربية والآسيوية بداية من مارس الجاري إلا أن نشوب الحرب الروسية الأوكرانية أطاح بنسبة كبيرة من هذا التفاؤل وسط توقعات باستمرارها وتوقف حركة الطيران كاملة في أوروبا.
ورغم التفاؤل الذي أبداه رئيس هيئة تنشيط السياحة "عمرو القاضي" في تصريحاته من استغلال الأزمة لصالح السياحة المصرية إلا أن المستثمرين السياحيين كانوا في الاتجاه المعاكس في ظل الخسائر التي سيتكبدونها بسبب هذه الحرب، والتي جاءت في أعقاب ركود شهده القطاع بسبب أزمة كورونا وكان أملهم كبير في التعويض، الا ان نشوب الحرب الروسية أطاحت بآمالهم في تعويض خسائرهم، لأن النسبة الأكبر من السياحة الوافدة لمصر كانت للأوكرانيين والروس، وهو ما أكده رجل الأعمال رامى فايز عضو مجلس إدارة غرفة فنادق البحر الأحمر، قائلا إن التأثير كبير على السياحة فى ظل غياب السوق الأوكرانى الذى كان يمثل أكبر عدد من السياح القادمين لمصر، حيث بلغ عدد السياح الأوكرانيين الوافدين الي مصر حوالي 474 الف سائح عام 2021 وكان يحتل المرتبة الثانية ومنذ بدء عودة السياحة الروسية خلال نوفمبر 2021 حتى يناير 2022 ارتفع العدد الي 681 ألف سائح .
وأوضح عضو مجلس إدارة غرفة فنادق البحر الأحمر، أن غياب السياحة الأوكرانية له تأثير كبير، كما أن بعض الدول غير المشتركة فى الحرب مثل مالدڤيا أغلقت مطارها الجوى، مؤكدا ان استمرار الحرب سيكون له تأثير كبير على بعض دول شرق أوروبا .
وحول الأعداد المتواجدة حاليا بمنطقة البحر الأحمر من السائحين الأوكرانيين، قال: يوجد حوالي ٢٣٥٠ سائحا أوكرانيا من العالقين وحالة استمرار الحرب سيؤدى إلى إلغاء كامل للسوق الأوكرانى، أما السوق الروسى فحتى الآن الصورة ضبابية لكنه موجود إلى حد ما، مؤكدا أن أمل القطاع السياحى فى دول أوروبا الغربية خلال موسم الصيف المقبل، مطالباً بأهمية التركيز على أسواق ألمانيا وإيطاليا وبولندا ودول أوروبا الشرقية .
وأكد الخبير السياحى أن السياحة تعرضت لضربات متتالية بدءاً من كورونا ومتحوراتها وحتى الحرب الروسية الأوكرانية واصفا إياها بالكارثة الكبرى علي القطاع السياحي، خاصة أنها حرب بين أكبر سوقين مصدرين للسياحة لمصر وتعتمد عليهما السياحة فى شرم الشيخ فالتأثير كبير جدا على جميع الفنادق، وتعد من أكثر الضربات ولها تأثير على العالم كله.
وأعرب "رزق الله" عن تخوفه من تحول الأمر لكارثة محققة علي القطاع السياحي كله إذا استمرت الحرب حيث أن ٧٥% من السياح الموجودين حاليا في شرم الشيخ من الروس والأوكران وتعتمد عليهم شرم الشيخ فى ظل غياب سياح غرب أوروبا بسبب تخوفاتهم من أوميكرون، مؤكداً إلغاء كافة حجوزات الروس والأوكران التي تمت وكانت ستنفذ خلال الشهور القادمة وتم إلغاؤها بالكامل بعد اغلاق المطارات.
وطالب رزق الله وزارة السياحة و هيئة تنشيط السياحة بمساندة الفنادق خاصة بعد قرار وزارة السياحة بمطالبة الفنادق بالاحتفاظ بالسياح الموجودين من الروس والأوكران بعد انتهاء برامجهم والاحتفاظ بنفس مستوى الخدمة وحسن الضيافة حفاظاً على سمعة مصر.
وكانت وزارة السياحة المصرية قد أصدرت قرار باستضافة السائحين التي الغيت رحلاتهم في الفنادق المقيمين فيها دون ان تحملهم اي اعباء مالية اضافية وهو ما أكده المهندس عمرو القاضى رئيس هيئة تنشيط السياحة قائلا " أن اهتمامنا كقطاع سياحى فى المقام الأول تأمين وضع السياح العالقين لأنها قضية إنسانية وبناء على توجيهات القيادة السياسية يتم التعامل مع الموضوع بكل حذر وتقديم كل الرعاية المطلوبة لانهم ضيوف عندنا وتوجيهات الدولة المصرية والقطاع السياحى احتواء المشكلة وطمأنة السياح الروس والأوكران خاصة أنهم أسر ولديهم أطفال فضلاً عن قلقهم على بلادهم وأهاليهم.
وكشف " القاضي " عن قيامه بجولة فى مدينة شرم الشيخ وفريق آخر فى البحر الأحمر التقي خلالها مع أصحاب ومديرى الفنادق وكانت رسالته لهم تأمين العالقين من السياح هو الأهم، أما الحديث عن التكلفة والنواحى المادية تؤجل لما بعد انتهاء الأزمة وكانت هناك استجابة من الفنادق.
وأضاف أن الفنادق استفادت وحققت مكاسب وقت انتعاش الحركة وكانت هناك خسارة فى أوقات غير الأزمات ويتم تعويضها فى أوقات أخرى مشيرا الي ان الوزارة اعتبرت ماييتم اتخاذه حاليا من قرارات في ظل الظروف الراهنة يعتبر حملة دعائية فالقرار المصرى باستضافة العالقين له صدى كبير فى العالم ، وما يتم تقديمه للسياح فى ازمتهم سوف نجنى ثمارة فيما بعد ـ بحسب تصريحاته ــ وستكون بمثابة خسارة مؤقتة تتحملها كافة الاطراف المعنية سواء شركات السياحة الجالبة او الفنادق وستعمل جميعها لتعويض الخسارة وهى فترة مؤقتة ومردودها سيعود بالمصلحة للفنادق وللدولة بشكل عام.
وأضاف رئيس تنشيط السياحة أن موقف الدولة المصرية والفنادق خلق حالة من الطمأنة لدى السائح الروسى والأوكرانى وكافة الأسواق أن مصر بلد آمن وتهتم وترحب بضيوفها.
وصرح عمرو القاضى بأن الهيئة لديها خطط لأسواق بديلة والتركيز على الأسواق الرئيسية مشيرا إلى تجربة مصر السابقة في أزمة كورونا والتي وصفها بانها كانت أكبر درس استفادت منه وزارة السياحة بأن يكون لديها خطط طويلة الأمد إلى جانب ضرورة المرونة الكافية للتعامل مع المستجدات.
وأكد رئيس هيئة التنشيط السياحي بأن الوزارة ستبدأ الضغط بعمليات ترويج واسعة بحملات التنشيط لتعويض نقص السوقين الروسى والأوكرانى.