عالم
بعد إعلان بوتين الحرب.. روسيا وأوكرانيا تاريخ من الخلاف يعود للعصور الوسطى

تاريخ من الخلاف بين روسيا وأوكرانيا انتهى بنشوب حرب بينهما اليوم، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، بدء عملية عسكرية في دونباس، محذرا من أن روسيا سترد على الفور على أي تدخل أجنبي، وذلك رغم نقيه مرارا اعتزامه غزو أوكرانيا.
تاريخ من الخلاف
يعود الخلاف بين روسيا وأوكرانيا إلى العصور الوسطى فكلا البلدين لديهما جذور في الدولة السلافية الشرقية المسماة "كييف روس"، فوفقًا للتاريخ كان مسار هاتين الأمتين عبر التاريخ مختلفاً، ونشأت عنه لغتان وثقافتان مختلفتان رغم قرابتهما، فبينما تطورت روسيا سياسياً إلى إمبراطورية، لم تنجح أوكرانيا في بناء دولتها.
وأصبحت مساحة كبيرة من أوكرانيا الحالية جزءًا من الإمبراطورية الروسية في القرن السابع عشر، لكن بعد سقوط الإمبراطورية الروسية عام 1917، استقلت أوكرانيا لفترة وجيزة، قبل أن تقوم روسيا السوفيتية باحتلالها عسكرياً مجدداً، ثم اعترفت موسكو رسميًا بحدود أوكرانيا عام 1997 من خلال ما يسمى بـ"العقد الكبير"، بما فيها شبه جزيرة القرم.
وفي 2003 بدأت أزمة دبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا بسبب بدء روسيا بشكل مفاجئ بناء سد في مضيق كريتش باتجاه جزيرة "كوسا توسلا" الأوكرانية، الأمر الذي اعتبرته أوكرانيا محاولة لإعادة ترسيم حدود جديدة بين البلدين، وازداد الصراع حتى تم لقاء ثنائي بين الرئيسين الروسي والأوكراني وتم إيقاف بناء السد.
وحاول الرئيس الأمريكي جورج بوش في 2008 إدماج أوكرانيا وجورجيا في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، وقبول عضويتهما من خلال برنامج تحضيري، لكن رفض بوتين ذلك، وأعلنت روسيا بشكل واضح أنها لن تقبل الاستقلال التام لأوكرانيا.
وبسبب عدم نجاح انضمام أوكرانيا للناتو، عقدت أوكرانيا اتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي، مما دفع روسيا إلى ممارسة ضغوط اقتصادية على أوكرانيا، فجمدت حكومة الرئيس الأوكراني الأسبق يانوكوفيتش، الاتفاقية، وانطلقت بسبب ذلك احتجاجات معارضة للقرار، أدت لفراره إلى روسيا في فبراير عام 2014.
واستغلت روسيا فراغ السلطة لضم القرم، وكان هذا بداية لحرب غير معلنة، وبدأت قوات روسية شبه عسكرية في حشد منطقة الدونباس الغنية بالفحم شرقي أوكرانيا من أجل انتفاضة، كما أعلنت جمهوريتان شعبيتان في دونيتسك ولوهانسك، يترأسهما روس.
ومنذ شهرين اعتزمت أوكرانيا الانضمام لحلف الناتو، ويطالب الرئيس الروسي منذ ديسمبر 2021، بشكل علني من الولايات المتحدة ألا تسمح بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أو تتلقى مساعدات عسكرية، لكن الحلف لم يرضخ لهذه المطالب.
وتعتبر روسيا انضمام اوكرانيا إلى حلف شمال الاطلسي مزعجًا لها ويمثل خطورة على أمنها وحدودها واقتصادها، بسبب تشاركية الحدود بين البلدين، ويرجع القلق الروسي إلى الفصل الخامس من اتفاقية «الناتو»، والذي ينص على انه في حالة أي هجوم يتعرض له عضو في الحلف يعتبر هجوماً على الحلف بأكمله، بمعنى أن أي هجوم عسكري روسي على أوكرانيا بعد ذلك سيضع روسيا في مواجهة مباشرة مع 27 دولة على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وقدمت الحكومة الروسية على مدار سنوات دعماً ومساعدات للانفصاليين الأوكرانيين في الشرق الأوكراني وسكان إقليم دونباس الذي يتحدث غالبية سكانه اللغة الروسية، كما يحمل 720 ألف مواطناً داخل الإقليم جواز سفر روسي، من أصل قرابة 3.5 مليون نسمة هى تعداد من يقطنون تلك المساحة المتاخمة للحدود الروسية.
وظهر الانحياز الواضح لسكان إقليم دونباس للإدارة الروسية منتصف الأسبوع الحالى، فبعد أقل من 24 ساعة من إعلان روسيا اعترافها بجمهوريتي دونتسك ولوجانسك الواقعتان في الإقليم ، صادق برلمان الجمهورتين في صباح اليوم التالي علي اتفاقية صداقة، جعلت بموجبها أي تحرك عسكري روسي داخل الشرق الأوكراني محمياً بغطاء سياسى.
إعلان الحرب
وأوضح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في خطاب متلفز،اليوم الخميس، إن الغرض الرئيسي من العملية العسكرية على أوكرانيا "الدفاع عن نفس" من التهديدات والمشاكل الأكبر الموجودة اليوم.
وتابع: أن تحركات روسيا مرتبطة ليس بالتعدي على مصالح أوكرانيا إنما بحماية نفسها من "أولئك الذين احتجزوا أوكرانيا رهينة".، مؤكدة أنها لا تنوي احتلال أوكرانيا وإنما حماية إقليم دونباس الذي يضم جمهوريتي دونتيسك ولوجانسك".
وخاطب بوتين الجيش الأوكراني قائلًا: "أباؤكم وأجدادكم لم يقاتلوا، لذلك قد تساعدون النازيين الجدد".
وبدأت القوات الروسية دخول الأراضي الأوكرانية من شبه جزيرة القرم، وأعلن الرئيس الأوكراني صباح اليوم الخميس،سماع دوي 6 انفجارات ضخمة في مدينة خاركيف الأوكرانية.
وبعد ساعات من بدء العملية، أعلنت روسيا تدمير القواعد والدفاعات الجوية الأوكرانية، وأن البنية التحتية لسلاح الطيران الأوكراني خرجت عن الخدمة، بحسب تقارير إعلامية.
وأعلنت أوكرانيا أنها تمكنت من قتل نحو" 50 روسيا" خلال الهجوم العسكري الروسي على البلاد، بحسب تقارير إعلامية.