الصحة والبيئة
دراسة: المصابون بأمراض تحسسية أقل عرضة للإصابة بكورونا
قد لا تتصور أن الإصابة بأمراض معينة قد يدرأ عنك مخاطر أمراض أخرى، إلا أن هذا الأمر قد ينطبق على كورونا، فتبعا لآخر الدراسات، يمكن لإصابتك مسبقًا ببعض الحالات المرضية التحسسية أن يقلل من فرص إصابتك بفيروس كورونا.
وبحسب موقع WebTeb الطبي، وفقًا للدراسة التي نشرت نتائجها مؤخرًا في مجلة ثوراكس (The journal Thorax)، فإن المرضى المصابين ببعض الحالات والأمراض التحسسية، مثل الربو، قد يكونون أقل عرضة من غيرهم للإصابة بفيروس كورونا المستجد بنسبة 40%.
لإجراء هذه الدراسة، قام باحثون في جامعة الملكة ماري (Queen Mary University) في لندن بتفحص بيانات طبية لقرابة 16 ألف شخص بالغ يقطنون في بريطانيا، مع العلم أن هذه البيانات كان قد تم جمعها من خلال استبيانات أرسلت لكافة المشاركين في الدراسة خلال الفترة الواقعة ما بين شهر أيار 2020 وشهر شباط 2021.
ومن ضمن المعلومات التي طلب من المشاركين تعبئتها في الاستبيان بيانات تتعلق بالإصابة بفيروس كورونا خلال الإطار الزمني المذكور أعلاه، وما إذا كانوا قد التقطوا الفيروس أم لا، ليتبين أن قرابة 3% من المشاركين أصيبوا بالفعل بفيروس كورونا المستجد خلال فترة الدراسة.
وبعد تفحص البيانات عن كثب، خرج الباحثون بملاحظات مفادها أن:
المرضى المصابين بمشكلات البشرة التحسسية، مثل الأكزيما والتهاب الجلد، وكذلك المرضى المصابون بحمى الكلأ، كانوا أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد بنسبة 23%.
المرضى المصابين بالربو كانوا أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد بنسبة 38%، بما في ذلك الذين كانوا يستعملون بخاخات أنف ستيرويدية.
لكن يجب التنويه إلى أن البيانات التي استخدمت للخروج بنتائج الدراسة المذكورة أعلاه تم جمعها قبيل بدء انتشار متحورات كورونا الجديدة، والتي قد تكون أكثر خطورة من سابقاتها، بما في ذلك متحور الدلتا ومتحور أوميكرون، لذا قد لا تنطبق هذه النتائج على المتحورات الجديدة.
الزكام: قد لا يمنع الإصابة بكورونا، لكن قد يحمي من مضاعفات كورونا
تبعًا لدراسة أخرى نشرت نتائجها مؤخرًا في مجلة (Nature Communications)، قد يسهم التعرض مسبقًا للفيروسات المسببة للزكام في تقليل فرص الإصابة بالمضاعفات الحادة لفيروس كورونا المستجد.
والفيروسات المسببة للزكام عديدة، ومن ضمنها فيروسات تنحدر من ذات العائلة التي ينتمي إليها فيروس كورونا المستجد، ويطلق عليها علميًا اسم (HCoVs)، ولهذه الفيروسات أربعة أنواع مختلفة قد تسبب الزكام، وتعادل نسبة شيوعها بين البالغين قرابة 10-15%.
ويعتقد الباحثون أن رد الفعل المناعي تجاه فيروسات الزكام قد يكون السبب في هذا التأثير الإيجابي المحتمل، إذ يمكن للأجسام المضادة التي قد يكونها الجسم بعد تعرضه لفيروسات الزكام المذكورة انفًا -والتي تعد أنواعًا غير ضارة من فيروس كورونا- أن يكسب الجسم مناعة جيدة، وهذه المناعة قد تجعله أقل عرضة للإصابة بالمضاعفات الحادة لفيروس كورونا المستجد.
لكن يجب التنويه إلى أن إصابتك بأي من الحالات المذكورة أعلاه لا يعني أن بإمكانك التهاون في الإجراءات الوقائية التي تتبعها لمقاومة فيروس كورونا المستجد، لذا خذ حذرك دومًا.