بأمر من الرئيس عبد الفتاح السيسي وصلت قوافل "تحيا مصر" إلى القرى المتضررة من السيول في محافظة أسوان وحملت الحافلات مساعدات تم توزيعها على الأسر المتضررة داخل 14 قرية ومنطقة سكنية على مستوى المحافظة شهدت سقوط السيول عليها وتعرضت لأضرار بالغة نتيجة لهذه الظاهرة الطبيعية التي حدثت جراء المتغيرات المناخية التي يشهدها العالم كله.

وكانت محافظة أسوان قد تعرضت لهطول كميات كبيرة من الأمطار لم تحدث بها منذ 11 عاماً حيث إنّ المحافظة تلقّت نحو 8 ملايين متر مكعب من مياه الأمطار في 55 دقيقة وتسببت هذه السيول في انقطاعات في خدمات المياه والكهرباء عن المناطق المتضررة إلى جانب ظهور الكثير من العقارب في مساكن المواطنين ما عرّض أكثر من 500 شخص للدغات سامّة لم تسفر عن وفيات بحسب ما أكّدت الصفحة الرسمية لمحافظة أسوان على موقع فيسبوك.

وقال حسام العربي وكيل مديرية التموين والتجارة الداخلية بمحافظة أسوان أنه تم عمل غرفة عمليات في مديرية التموين بالمحافظة تحسباً لموجة الأمطار والسيول التي سقطت في محافظة أسوان خلال الأيام الماضية مشيراً إلى إنه تم التركيز على أرصدة الدقيق والقمح إضافة إلى توفير المياه اللازمة لتشغيل المخابز البلدية المدعمة في المناطق التي شهدت تضرراً مع توفير مولدات كهرباء موضحاً أن وزير التموين وجّه بضخ كَميات كبيرة من السلع الغذائية بالأماكن ‏المتضررة من السيول بأسوان عبر السيارات المتنقلة.

وقال النائب جابر أبو خليل عضو مجلس النواب أن أسوان تعرضت لسيول وأمطار لم نشهدها من قبل مما تسبب في سقوط كثير من المنازل وانقطاع الكهرباء والمياه فضلاً عن مشكلات العقارب الأمر الذي تسبب في حالة من الذعر بين الأهالي مضيفاً في بيانه: "ظننا أنه يوم القيامة بسبب ما حدث في الأيام الماضية"، مطالباً الحكومة باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتلافي ما حدث في أسوان.

وقال النائب أحمد محمد صالح عضو مجلس النواب أن مسألة السيول تتكرر في صعيد مصر كل عام، مشيراً إلى أنه سبق تشكيل لجنة في هذا الأمر مثل قنا والبحر الأحمر وأسوان وقدمنا تقريرا لمجلس النواب، مطالباً بتشكيل لجنة لمتابعة الأحوال لتكون همزة وصل بين البرلمان والحكومة لاتخاذ اللازم في مواجهة تداعيات الأمطار والسيول.

ويرى الدكتور صلاح الحجار أستاذ الطاقة والتنمية المستدامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إن ما حدث في محافظة أسوان يعود إلى أسباب عدة  تكمن في التغيرات المناخية التي كانت سبباً رئيسياً وأساسياً فيما حدث بمحافظة أسوان، إذ أدت الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى سقوط أمطار غزيرة صاحبها الرعد والبرق والعواصف الترابية وتساقط الثلوج، مشيراً إلى أن الانبعاثات الصادرة عن الغازات المسببة للاحتباس الحراري هي التي تتحكم في ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة، بالإضافة إلى تحكمها أيضاً في سقوط الأمطار وحدوث العواصف الترابية.

وأوضح "الحجار" أن التغيرات المناخية تعود إلى عدد من الأسباب أولها وجود غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حريق المخلفات والوقود بجميع أنواعه ،بالإضافة إلى غاز الميثين الذي ينتج عن التخمرات اللاهوائية لورث الحيوان بالإضافة إلى غازات أخرى، مبيناً أن التقلبات الجوية والتغيرات المناخية لم تحدث بفعل فاعل ولكنها تحدث بفعل الطبيعة في أحيان كثيرة ويجب العمل على تقليل الغازات المسببة للتغيرات المناخية لكونها تشكل خطورة على العالم بأكمله.

ولفت الحجار إلى وجود 4 أسباب رئيسية تسببت فيما حدث في محافظة أسوان وحالة الطقس السيء التي شهدتها هي حرق المخلفات الزراعية والذي ينتج عنه كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون وحرق الوقود في المركبات والمصانع والتخمرات اللاهوائية للمخلفات اللا عضوية ومنها روث الحيوان وحرق القمامة وليس شرط أن يكون بفعل فاعل أحياناً يكون حرقاً ذاتياً أثناء وضعها في صناديق القمامة يحدث لها عملية تخمر وغازات.

وأكد الخبير البيئى محمود القيسوني أن التقلبات الجوية التي ضربت أسوان بعنف ستتضاعف السنوات القادمة وهو متوقع من متابعة ودراسة التقلبات المناخية المتفاقمة بدول العالم مما يستوجب اتخاذ التدابير اللازمة لتخفيف حدة التوابع، مشيراً إلى أن التقارير الحديثة والصادرة عن البيئة تتحدث عن التوقعات المناخية والتي ستحدث بحوض البحر المتوسط خلال العشرين عاما القادمة فمصر تقع بأقصى الركن الشمالى الشرقى للقاره الإفريقية ولها سواحل على المتوسط وسواحل على البحر الأحمر بطول حوالى ٢٦٠٠ كم ومساحتها مليون كيلومتر مربع وطبوغرافية أرضها تأخذ في الارتفاع من سواحل المتوسط حتى حدود السودان وقد أطلق على النصف الشمالى منها مصر المنخفضة والنصف الجنوبى مصر العليا، بالإضافة إلى أن صحراءها الغربية تشمل ١٢منخفضاً أسفل مستوى البحر تشمل واحات منها خمس آهلة بالسكان وأحد هذه المنخفضات هو الأكبر مساحة على مستوى العالم.

وحول أسباب ظهور العقارب التي أشتكى منها سكان المناطق المتضررة من السيول في أسوان، يقول الخبير الدكتور عاطف كامل أن العقارب تعتبر من الحشرات الصحراوية المؤذية الشائعة وواحدة من أكثر الآفات رعباً لأنها يمكن أن تلدغ هذه الحشرة عادةً ما توجد في المناطق الصحراوية وخاصة الأنواع الأكبر حجمًا منها وتفضل العقارب البقاء في الأماكن المظلمة بالنهار وتخرج في الليل بحثاُ عن الماء والغذاء.

وأشار كامل إلى أن هناك ظاهرة تحدث سنوياً في أسوان ويكون هناك مصابين بلدغات العقارب بسبب السيول والأمطار الغزيرة وخروج هذه العقارب من الجحور في الجبال سنوياً، ونتيجة السيول التي شهدتها العديد من المناطق بمحافظة أسوان مؤخراً ظهرت العقارب التي تسببت في إصابات لعدد من المواطنين، حيث أن هذا الأمر يحدث بشكل سنوي مع السيول والأمطار التي تدفعها للخروج من جحورها وتهديد السكان والتسبب في إصابة البعض بلدغاتها.