ملفات وحوارات
حكيم العرب..إنجازات الأب المؤسس للإمارات الشيخ زايد آل نهيان في ذكرى وفاته الـ17
دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاج #ذكرى_وفاه_الشيخ_زايد، الذي تصدر، اليوم الثلاثاء، قائمة الأكثر تداولاً عبر "تويتر" في الإمارات، وعدد من الدول العربية، وحظي بتفاعل واسع، حيث شارك في الهاشتاج مغردون إماراتيون وعرب، تباروا في سرد إنجازات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لشعب الإمارات ولأمته العربية بأكملها، في ذكرى وفاته الـ17.
وتأتي الذكرى الـ17 لرحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتزامن مع احتفال دولة الإمارات بـ«عام الخمسين» احتفاء بالذكرى الـ50 لتأسيس الدولة في 1971، واستكمال مسيرة الإنجازات التي ازدهرت خلال 3 عقود من حكم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
مولد حكيم العرب
ولد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، في مدينة العين عام 1918، حيث كانت تعد أكبر المجمعات الحضرية في إمارة أبوظبي في تلك الفترة، وهو ابن الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، الذي حكم أبوظبي بين عامي 1922 حتى وفاته عام 1926، وسمي تيمناً بجده الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان «زايد الأول» الذي حكم الإمارة من عام 1855 وحتى عام 1909.
وخلال طفولته، تلقى الشيخ زايد مبادئ العلوم والمعارف على يد عالم دين، الذي كان يسمى آنذاك «المطوع»، فحفظ القرآن الكريم وتعلم أصول الدين، وكان لنشأته في مدينة العين ومحيطها الصحراوي القاسي أثراً واضحاً في تكوين شخصيته؛ إذ كان يتسم بسعة الصدر ونفاذ البصيرة وطول البال والحكمة، لذلك لقب بـ«حكيم العرب».
إنطلاقة زايد الخير من المنطقة الشرقية
تولى الشيخ زايد، منصب ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية عام 1946، حيث انخرط بشكل مباشر بالشؤون الحكومية، وبدأ يمارس تجربته في الحكم من مدينة العين، وخلال عامين تحول إلى شخصية نافذة وقوية في المنطقة، تتميز بالحزم والإرادة والتصميم، كما برز كمستمع ومصلح ووسيط في حل النزاعات، وهي الصفة التي لازمته طوال فترة حكمه، ليصبح لاحقاً خير من يساهم في حل الخلافات إقليمياً وعربياً ودولياً.
بعد نجاحه في إطلاق عجلة تطوير مدينة العين في الخمسينات بالرغم من قلة الموارد، تولى الشيخ زايد حكم إمارة أبوظبي في أغسطس عام 1966، و وضعها على طريق النمو المستدام والتنمية، حيث يضرب بها وبدولة الإمارات المثل اليوم في المنطقة كلّها.
تزايد عائدات النفط وتأسيس الدولة
يعود الفضل للشيخ زايد، في استغلال عائدات النفط التي كانت تتزايد سنوياً لدفع عجلة التنمية والتطوير، ليعود ذلك بالفائدة على جميع الناس الذين يعيشون في ظل حكمه، إضافة إلى وضع الهيكلية الحكومية الجديدة التي أرست دعائم الحكم في الإمارة والدولة، حتى يومنا هذا، وفي عام 1971، قاد المغفور له الشيخ زايد، بالتعاون مع المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم إمارة دبي آنذاك، جهود تأسيس دولة الاتحاد، التي رأت النور في ديسمبر عام 1971 في ظل ظروف صعبة للغاية.
وتقديراً لجهوده ودوره القيادي وحنكته، اختار أصحاب السمو حكام الإمارات، الشيخ زايد لرئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، ليصبح بذلك أول رئيس للدولة، وهو المنصب الذي اكسبه لقبه الدائم «الأب المؤسس».
الأب المؤسس ونسج خيوط الثقة
أدرك المغفور له الشيخ زايد، أنه من أجل تعزيز الانسجام الداخلي والتماسك والتلاحم الوطني بين أبناء شعبه، فإنه يحتاج في البداية إلى نسج خيوط الثقة وبنائها، من خلال التفاعل الشخصي مع كافة المواطنين، وقد عرف عنه قربه لشعبه وتمتعه باللقاءات والاجتماعات مع المجتمع المحلي، وكلف حكومته ببناء وتعزيز قدرات الدولة في مجال الصحة والتعليم والعدالة والرعاية الاجتماعية، وتوفير الفرص لجميع مواطني الدولة، من أجل أن يكون لهم دوراً فعّالاً في نجاح الأمة، حيث لا تزال هذه الفلسفة واضحة في الدولة حتى اليوم.
إنطلاقة الإمارات إقتصاديا
من الناحية الاقتصادية، نجح الشيخ زايد، في توظيف عائدات النفط في بناء اقتصاد قوي ومتماسك، مما وضع دولة الإمارات العربية المتحدة في مصاف الدول المتطورة اقتصادياً في المنطقة، وبفضل رؤيته الثاقبة، تحتل دولة الإمارات اليوم، المركز الثاني بين دول مجلس التعاون الخليجي، بعد السعودية، من حيث حجم الاقتصاد، والمركز الثالث في منطقة الشرق الأوسط ككل، كما أصبحت تمثل بحسب كثير من التقارير الدولية المرموقة، أهم مركز مالي واقتصادي في المنطقة، وقد ظهر أثر ذلك في مستوى معيشة المواطنين.
سياسة خارجية مميزة مع الجميع
على المستوى الخارجي وضع المغفور له الشيخ زايد، أسس سياسة خارجية متميزة تتسم بالحكمة والاعتدال، والتوازن، ومناصرة الحق والعدالة، وتغليب لغة الحوار والتفاهم في معالجة كافة القضايا، وقد أكسبت هذه السياسة المتوازنة المستمرة، إلى يومنا هذا، دولة الإمارات العربية المتحدة احتراماً واسعاً على المستويين الإقليمي والدولي، كما حظي الشيخ زايد، بمكانة رفيعة المستوى عند جميع القادة العرب، وهذا ما مكنه من القيام بدور الوسيط بينهم في أكثر من مناسبة، كما كانت مواقفه المشرفة والأصيلة حاضرة في كل مناسبة.
أما على صعيد العمل الإنساني، فقد أكسب الدولة سمعة دولية في العمل الإنساني والخيري من خلال دعمه عدد من القضايا الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وهو النهج الذي لا زال قادة الدولة يسيرون عليه حتى يومنا هذا.
عقد لؤلؤ بـ120 ألف دولار لأم كلثوم
بحميمية بالغة وحفاوة عُرفت بها، استقبلت دولة الإمارات العربية كوكب الشرق أم كلثوم، لإحياء حفل فى ذكرى عيد جلوس الشيخ بن زايد الخامس على العرش، وتعودت أم كلثوم أن تزور الأقطار العربية وتقيم حفلات فيها تخصص إيراداتها لصالح المجهود الحربى لمصر.
وكانت أزمة سبقت حفل أم كلثوم، تمثلت فى عدم وجود مكان كبير لإقامة الحفل يتسع لكل الأعداد التى ترغب فى حضور الحفل الجماهيرى، لكن الشيخ زايد أمر بإقامة الحفل بأحد استادات النادى الأهلى الإماراتى وقتها، وأقام مسرحاً داخل الاستاد، وقدم لأم كلثوم خلال زيارتها هدية ثمينة عبارة عن عقد من اللؤلؤ الثمين من مجوهرات «دار كريستيز» العريقة التى أعلنت عام 2008 أنّها ستبيع العقد فى مزاد فى دبى، بناء على طلب من ورثة «كوكب الشرق»، العقد صنع عام 1880 تقريباً، ويحتوى على 1888 لؤلؤة طبيعية ويشبه بتصميمه القلادات الهندية، وتُقدر قيمته بين 80 و120 ألف دولار.