استيقظت السودان، صباح أمس الاثنين، على إلقاء القوات السودانية القبض على 4 وزراء، وأغلبية أعضاء مجلس الوزراء السوداني وعدد كبير من قيادات الأحزاب المؤيدة للحكومة وعضو بمجلس السيادي السوداني، والمستشار الإعلامي لرئيس الوزراء.

محاصرة منزل حمدوك
ونقل تلفزيون الحدث خبر عن محاصرة قوة عسكرية لمنزل رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، ووضعه قيد الإقامة الجبرية في منزله.
وكتبت وزارة الإعلام السودانية عبر صفحتها على فيسبوك، أمس الاثنين، أن رئيس الوزراء السوداني اقتيد إلى مكان مجهول.
ونشر الحساب الرسمى لوزارة الثقافة والإعلام السودانية، على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، بيانًا منسوبًا إلى مكتب رئيس الوزراء السودانى، عبدالله حمدوك، جاء فيه أنه تم اقتياد «حمدوك» وزوجته، فجر أمس، إلى جهة غير معلومة من قِبَل قوة عسكرية، كما اعتقلت القوات الأمنية، بالتزامن، عددًا من أعضاء مجلس السيادة والوزراء وقيادات سياسية.
ودعا البيان الشعب السودانى إلى الخروج والتظاهر واستخدام كل الوسائل السلمية المعلومة لاستعادة ثورته، مؤكدًا أن الشعب بإرادته الجبارة هو الحارس لمكتسباته، والقادر على حماية ثورته.

قرارات البرهان
وأعلن رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أمس الإثنين، حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي الوزراء والسيادة، وإقالة حكام الولايات، والتمسك الكامل والالتزام بما ورد في الوثيقة الدستورية، وإعفاء وكلاء الوزارات، على أن يتولى المدراء العامون تسيير الأعمال، وتجميد عمل لجنة إزالة التمكين حتى تتم مراجعة أعمالها.

انقطاع خدمات الإنترنت
وكشفت وسائل إعلام محلية في السودان انقطاع خدمات الإنترنت في العاصمة السودانية الخرطوم منذ الساعة 12 صباحًا ويمكن فقط استقبال المكالمات، كما أن خدمة الإنترنت لا تزال مقطوعة منذ الأمس.

تصريحات البرهان
وقال البرهان، خلال مؤتمر صحفي، "سنعمل معا من أجل بناء السودان، وكان من واجبنا الوقوف مع الشعب السوداني، القوات المسلحة قدمت كل التنازلات من أجل تحقيق أحلام السودانيين، وأكدنا رفضنا سيطرة أي جهة أو حزب على السودان، والقوى السياسية هي من رفضت إعادة تجربة "سوار الذهب، وإن عدم الثقة بين الأطراف الانتقالية وقع بعد توقيع اتفاق السلام في جوبا". 
وأكد أنه كان هناك تحريض وهجوم على القوات المسلحة، وأحد وزراء الحكومة كان يدعو للفتنة"، مشيرًا إلى أن "وزيرا وقياديا في الحرية والتغيير حرض على انقلاب في القوات المسلحة، وأن المحرضين كانوا يسعون للذهاب بالسودان نحو حرب أهلية، وتم إفشال مبادرة قدمتها القوات المسلحة لمشاركة جميع القوى السياسية".
وعن حمدوك قال البرهان: "حمدوك ضيف في منزلي وليس معتقلا، وسيعود لبيته بعد هدوء الأمور، نقدم الشكر لحمدوك على الفترة الماضية كرئيس للحكومة، حمدوك في منزلي لحمايته من قيود فرضتها عليه قوى سياسية"، نافيا أن يكون حمدوك قد أصدر أي بيان أو تحدث لأي وسيلة إعلامية.
وأضاف "القوات المسلحة لا تستطيع إكمال المرحلة الانتقالية منفردة ونحتاج لمشاركة الشعب السوداني لإكمالها، وسنحرص أن يكون المجلس التشريعي السوداني من شباب الثورة، وسنشكل هياكل العدالة من بينها المحكمة الدستورية هذا الأسبوع، فالقوات المسلحة لن تتدخل في تشكيل هياكل العدالة، وستنجز المرحلة الانتقالية بمشاركة مدنية، ونريد أن نتفرغ لحماية السودان بعد نقل السلطة للمدنيين".
ولفت البرهان الى أن "الوثيقة الدستورية لم تلغ ولكن فقط المواد الخاصة بمشاركة المدنيين، وسيتم تشكيل مجلس سيادة وحكومة بتمثيل حقيقي يشمل الجميع، وسيتم تعيين رئيس جديد للوزراء في السودان، وسيتم اختيار وزير من كل ولاية سودانية في الحكومة المقبلة.. ولجنة إزالة التمكين ضرورية لتفكيك ما مر به السودان خلال 30 عاما".
وقال: "تعهدنا للمجتمع الدولي أننا سنقوم بحماية عملية الانتقال في السودان، وليس المقصود من قانون الطوارئ الحالي تقييد الحريات، وخدمة الإنترنت والهاتف تعود تدريجيا، وسنلغي قانون الطوارئ بعد إعادة تشكيل مؤسسات الدولة، و "الحكومة المقبلة ستكون حكومة كفاءات، لن تشارك فيها قوى سياسية".
واختتم كلامه قائلًا "لا نريد وصاية من أحد، ونعرف كيف ندير شؤون السودان، والإدانات متوقعة من كل جهة تعتقد أننا قمنا بانقلاب ولكن ما جرى ليس انقلابا".

موقف الترويكا الدولية
ومن جانبها أصدرت "الترويكا" الدولية -وتضم الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج- بيانًا، اليوم الثلاثاء، وصفت فيه سيطرة العسكريين على السلطة في السودان بـ"خيانة للثورة والانتقال والمطالب المشروعة" للشعب السوداني، معربة عن قلقها إزاء الوضع في السودان.
وأدانت تعليق عمل مؤسسات الدولة، وإعلان حالة الطوارئ واحتجاز العسكريين رئيس الوزراء حمدوك وغيره من أعضاء القيادة المدنية"، ودعت إلى "الإفراج فورًا عن المحتجزين بصورة غير شرعية".

تعليق مصر
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا، على صفحتها الرسمية على "الفيسبوك"، قالت فيه إن مصر تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في السودان، مشددة على أهمية تحقيق الاستقرار والأمن للشعب السوداني، والحفاظ على مقدراته والتعامل مع التحديات الراهنة بالشكل الذي يضمن سلامة هذا البلد الشقيق، وأن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة، وهو ما تؤكده مصر دائما في المحافل الدولية.


يذكر أن السودان يعيش حالة من التوتر منذ أن أفسحت محاولة انقلاب فاشلة الشهر الماضي المجال لتبادل حاد للاتهامات بين الطرفين العسكري والمدني اللذين يفترض تقاسمهما السلطة بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019.