عالم
خيارات محدودة تدعم الحركة فى حكم أفغانستان.. "الأفيون" سلاح طالبان للاندماج فى الاقتصاد العالمى
لم تكن الآثار الاقتصادية بمعزل عن الوتيرة السريعة التي اتسمت بها الأحداث السياسية في أفغانستان على مدى الأسبوع الماضي، وذلك في ضوء سيطرت حركة طالبان على مجريات الحكم، في أعقاب الانسحاب العسكري للولايات المتحدة الأمريكية.
وأثارت السيطرة المباغتة لطالبان على أفغانستان، تساؤلات حول مدى إمكانية انفتاح الحركة اقتصاديًا على العالم، وطبيعة النظام الاقتصادي الذي سوف تتبعه خلال حكمها، لا سيما وأنها تمتلك بالفعل عددًا من الخيارات، والتي -وإن كانت محدودة- تظل قادرة على إدخالها المعترك الاقتصادي العالمي بالشكل الذي تحتاجه طالبان بعد ان دانت لها السيطرة على الحكم في البلاد.
خيارات محدودة
ويرى خبراء ومحللون سياسيون أفغان، أن هناك خيارات اقتصادية مطروحة بالفعل على الحركة، أبرزها الاعتماد على مخدر الأفيون وقطاع التعدين، وبالأخص معدن الليثيوم، والذي يمثل أحد أدوات القوة بيد من يحكم البلاد.
وأكد الباحث الاقتصادي عبدالرحمن أياس، أن خيارات طالبان الاقتصادية هي التي ستحدد درجة اندماجها في الاقتصاد العالمي، وما إذا كانت ستقدم أوراق اعتمادها بالثروة المعدنية التي تقدر بنحو 1.3 تريليون دولار، أم ستواصل الاعتماد على تجارة الأفيون.
الحشيش المخدر
وأعلن الناطق الرسمي باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، أن أفغانستان ستتوقف عن إنتاج المخدرات بكافة أنواعها اعتبارا من اليوم، داعيا دول العالم للمساعدة لتكون لدى المزارعين المحليين إمكانية إنتاج محاصيل أخرى بدلا من الخشخاش، لكن تبقى الإجراءات على الأرض هي التي تحدد مدى التزام طالبان بذلك.
وتعد أفغانستان كذلك أكبر مصدر للأفيون الذي يعد مصدر تمويل رئيسي لطالبان، وفي نفس الوقت تحتوي أرضها كمية ضخمة من الليثيوم، ويرجح أن يكون الليثيوم منافسا للأفيون في الاقتصاد الأفغاني.
وأفاد مسؤولو الأمم المتحدة أن طالبان ربحت على الأرجح أكثر من 400 مليون دولار بين عامي 2018 و2019 من المخدرات.
ونقل تقرير المفتش العام الأميركي الخاص لأفغانستان (SIGAR) في مايو 2021، تقديرات بأن الحركة تجني 60% من عائداتها السنوية من المخدرات.
ويقول مكتب الأمم المتحدة إن المزارعين الأفغان باعوا عام 2017 أكثر من 9900 طن من المادة المخدرة بقيمة 1.4 مليار دولار.
ويقفز هذا الرقم، الذي يمثل 7% من الناتج المحلي الكلي، إلى 6.6 مليار دولار في حال احتسب الاستهلاك المحلي، وقيمة المخدرات المصدرة، والمواد الكيماوية المستوردة.
الليثيوم
ويعتبر معدن الليثيوم، أحد أهم مصادر دعم صناعة الطاقة البديلة، وتستحوذ أفغانستان على كمية هائلة كشفتها المسوحات السوفيتية القرن الماضي، فيما تشير تقارير إعلامية إلى أن أفغانستان بها ما يقرب من تريليون دولار من المعادن غير المستغلة.
ومن المرجح أن تلجأ طالبان بعد توليها الحكم إلى استخراج الليثيوم وتصديره للخارج، غير أن هذه الخطوة تتطلب استثمارات لا تملكها الحركة أو أفغانستان حاليا، فضلا عن ضرورة وجود اعتراف دولي بشرعيتها وهو ما لم يحدث بعد، وربما لن يحدث بسهولة.
ويضيف الباحث الأفغاني: "لا أظن أن الغرب سيمد كابل في ظل حكم طالبان بتلك الاستثمارات، ويبقى الاعتماد على الاستثمارات الصينية؛ بحكم العلاقة القائمة بين بكين وطالبان، رغم انتقاد الحركة لقمع الصين لمسلمي الإيغور، لكن لا يمكن الجزم في هذه المرحلة بالسيناريو المقبل، وننتظر تبلور الأمور، وفهم السياسة الدولية التي ستتبعها الحركة".