أهم الأراء
الحصاد الأوليمبي لايكفي
رغم الفرحة الكبيرة التي عشناها، عندما حصدت لاعبة الكاراتيه فريال أشرف الميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو 2020، إلا أن تلك الفرحة كانت ناقصة، لأن مصر العظيمة، الكبيرة، العريقة، لاتستحق أبداً أن تعود من اليابان بميدالية ذهبية واحدة.
لقد شاركت مصربـ 146 لاعبا ولاعبة في دورة الألعاب الأولمبية "طوكيو2020" ، بواقع 134 لاعبا أساسيا و12 احتياطيا وهو أكبر عدد لاعبين شاركت به مصر في الأولمبياد على مدار تاريخها، ورغم ذلك لم تحقق البعثة سوى 6 ميداليات فقط، منها واحدة ذهبية وأخرى فضية، و4 برونزيات، وهذا بالتأكيد لا يليق باسم مصر ولا يتناسب مع حجم المشاركة، ولايرضينا كجمهور عاشق لتراب هذا الوطن، وطامح لتشريفه في كل المحافل الدولية، حتى وإن كانت بطولة رياضية.
حالة عدم الرضا كانت واضحة لدى الجماهيرعبر منصات التواصل، وكان هناك شبه اتفاق على أن حصول مصر على ميدالية ذهبية واحدة فقط غير مرضي على الأطلاق، ولم يعد مقبولاً أن نسمع كلاماً معسولاً من المسؤولين الذين يسوقون لهذه الحصيلة بإعتبارها الأفضل تاريخياً، فالتصريحات الوردية لم تعد كافية لإقناع جمهور أصبح منفتح على العالم، وأصبح على دراية كافية بحجم الدعم الكبير المقدم من الدولة للرياضة، فقد تم إنفاق 308 ملايين جنيه على البعثة المصرية في أولمبياد طوكيو 2020، منها 64 مليون جنيه تحملتهم الشركات الراعية، ورغم كل المبالغ احتلت مصر المركز 53 عالميا والثانى عربيا خلف قطر والرابع أفريقيا خلف دول مثل كينيا وأوغنداً وغيرها، وهو أمر لا يليق باسم ومكانة مصر، خاصة في ظل اهتمام القيادة السياسية الحالية بالشباب والرياضة، وبالتالي يجب أن تكون هناك محاسبة حقيقية من أجل إصلاح سريع، يعيد ترتيب الأمور حتى يكون هناك استعداداً مبكراً للأولمبياد المقبل في باريس 2024.
لقد شكلت الحصيلة الغير مرضية في طوكيو 2020 سبباً في مطالبة عدد من نواب البرلمان، بضرورة تشكيل لجنة عاجلة للتحقيق مع اللجنة الأولمبية في نتائج البعثة المصرية ، وكذلك التحقيق في وقائع متعلقة بـ اتحاد رفع الأثقال، وهو أمر إيجابي بالتأكيد، فالبرلمان هو صوت الشعب، ويجب أن يشعر كل مسؤول في أي موقع، سواء رياضي أو غيره، أن ما تقوم الدولة بإنفاقه على الرياضة ليس للترفيه أو فتح أبواب للفساد، أو الإنفاق وفق الأهواء، بل لتقديم صورة مشرفة لهذا الوطن، وأن يوضع كل مليم في مكانه الصحيح، بعيداً عن المحسوبية أو المجاملة التي تسببت في تأخرنا لسنوات طويلة، لكن في ظل القيادة السياسية الحالية، لامجال للتأخر، أو الفشل، فالنهضة الشاملة التي تشهدها مصر، والجمهورية الجديدة التي تولد، يجب أن تولد معها نجاحات في جميع المجالات، ومنها المجال الرياضي، وأتمنى أن يسلط الضوء بشكل كبير خلال الفترة القادمة على الرياضة المصرية بشكل عام، لأنها بالفعل تحتاج إلى ميلاد جديد بعد أن نخر فيها الفساد لأقصى مايمكن.