28 يوليو من كل عام، هو موعد الاحتفال باليوم العالمي لالتهاب الكبد، بينما مصر يختلف الوضع تماما، حيث تعد أول دولة في العالم تنجح في التخلص من فيروس «سي»، بعد نجاح مبادرة «100 مليون صحة»، بوضع برنامج زمني لعمل مسح شامل لحوالي 52 مليونا و400 ألف مواطن في جميع المحافظات، لمن يزيد عمره على 18 عاما من الجنسين، خلال فترة زمنية 7 أشهر، بداية من أكتوبر 2018، وحتي أبريل 2019، من خلال 3 مراحل. وانتهت مبادرة المسح الشامل بعلاج مليون و540 ألف مُصاب، وتعد مبادرة «100 مليون صحة»، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأولي من نوعها في العالم، للقضاء علي "فيروس سي"، والأمراض غير السارية «السكر والضغط والقلب»، حيث إنهم وراء 70% من حالات الوفاة في مصر، ومن هنا جاءت أهمية هذه المبادرة التاريخية التي تنقذ الكثير من الأرواح. واستهدفت الحملة القضاء علي فيروس سي والأمراض غير السارية بنهاية حلول 2020، وشارك في الحملة القومية، التي تعد الأكبر في التاريخ، 14  وزارة، والرقابة الإدارية، وجهاز التعبئة والإحصاء، واللجنة العليا للانتخابات، ومنظمة الصحة العالمية، ودفع وزارة التنمية المحلية بـ23 ألف شاب متطوع. واستعدت وزارة الصحة خلال المرحلة الأولي بتجهيز 1412 مركزا، و5484 فردا، يتم من خلالها عملية المسح الشامل، من خلال فترتين، الأولى: من التاسعة صباحا وحتي الثالثة عصرا، والثانية: من الثالثة عصرا وحتى التاسعة مساء. بينما خلال المرحلة الثانية تم تجهيز 1877 نقطة مسح ثابتة على مستوى المحافظات، بإجمالي 6486 فريقا طبيا، يتم تقسيمهم إلى 4158 فريقا خلال الفترة الصباحية، 2328 فريقا للفترة المسائية، فضلا عن نقاط المسح المتحركة بالقاهرة والتي تبلغ 857 نقطة مسح. ورصد البنك الدولي لعملية المسح الشامل والعلاج لنحو، 262 مليون دولار، و تقديم جميع الفحوصات والعلاج مجانا للمواطنين. واستغرقت عملية المسح من 15 إلى 20 دقيقة لكل مواطن، وشمل المسح قياس كتلة الجسم للتعرف علي السمنة والضغط والسكر لكل مواطن، وتوفر نقاط المسح في أماكن ثابتة "المستشفيات، ومراكز الشباب ووحدات طب الأسرة والميادين العامة، وأماكن متحركة، وشاركت وزارة التعليم العالي في الحملة من خلال 110 مستشفيات جامعية في جميع المحافظات. وبذلت الحكومة بشكل عام ووزارة الصحة بشكل خاص، جهدا كبيرا، لتنفيذ المبادرة التاريخية، بشكل جيد، يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه الحملة إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، خاصة أن جميع الفحوصات والأدوية مجانا، بالإضافة إلي أنها أعطت فرصة للمواطنين الاطمئنان علي أنفسهم، وأن الكشف المبكر عن السكر والضغط يساعد في الحميات من أمراض خطيرة أهما الإصابة بأمراض القلب. وجاءت مشاركة الإناث أكثر إقبالا من الذكور، ونسبة مشاركتهن 57%، بينما الذكور 43%، وجابت محافظتي البحيرة والقليوبية الأكثر مشاركة في المرحلة الأولي، والمرحلة الثانية القاهرة والمنوفية وكفر الشيخ. ونسب مشاركة الشباب ما بين 25 إلى 35 عاما، الأكثر نسبة مشاركة بين المواطنين، وهذا شيء يدل على ارتفاع نسبة الوعي بين الشباب، وضرورة المشاركة للقضاء علي فيروس "سي" والأمراض غير السارية، خاصة أن ذلك شيء في صالح المواطنين والدولة في آن واحد. وجاءت تفاصيل المرحلة الأولي، في 9 محافظات، خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2018، وهم "جنوب سيناء، مطروح، بورسعيد، الفيوم، الإسكندرية، البحيرة، دمياط، القليوبية، أسيوط". المرحلة الثانية بها 11 محافظة هي القاهرة، والإسماعيلية، والسويس، وشمال سيناء، والبحر الأحمر، وكفر الشيخ، والمنوفية، وبني سويف، وسوهاج، والأقصر، وأسوان. بينما المرحلة الثالثة، بها 7 محافظات، خلال شهري، مارس وأبريل 2019، وهم "الوادي الجديد، الجيزة، الغربية، الدقهلية، الشرقية، المنيا، قنا". وفي غضون ذلك، وضعت وزارة الصحة خطة لإجراء المسح عن فيروس سي، لطبلة المرحلة الثانوية، بداية من مطلع ديسمبر 2018، واستمرت  3 أشهر، واستهدفت 1.2 مليون طالب، في أكثر من ألفين مدرسة علي مستوي محافظات المرحلة الأولي، وهي " خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2018، وهم "جنوب سيناء، مطروح، بورسعيد، الفيوم، الإسكندرية، البحيرة، دمياط، القليوبية، أسيوط". وفي هذا الإطار، أشاد مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بالمبادرة باعتبارها أكبر مسح في تاريخ الإنسانية من حيث السرعة والجودة والكفاءة وعدد المنتفعين بالمجان، قائلا: "مصر أفضل مثال لمواجهة الالتهاب الكبدي في القارة الإفريقية".