ملفات وحوارات
الحلم يتحقق منذ إعلان مبادرة الرئيس "اتحضر للأخضر".. "أسطح المنازل" تدخل "الكردون الزراعى"
ماتزال فكرة تحويل أسطح المنازل إلى مساحات خضراء قادرة على إنتاج محاصيل زراعية تدر دخلاً وتكون مصدراً للزينة والأكسجين فكرة تراود الكثيرين وتظهر بين الحين والآخر مبادرات تشجع على المضي قدماً في تحويل هذا الحلم إلى حقيقة واقعية أحدثها مبادرة أطلقتها وزارة البيئة لزراعة الأسطح التي بدأت منذ إعلان مبادرة اتحضر للأخضر التي دشنها الرئيس عبدالفتاح السيسي حيث تم زراعة سطح وزارة البيئة بأنواع كثيرة من الخضروات التي تساهم في تلبية احتياجات الناس من الاستهلاك المنزلي ويكون لها مردود اقتصادي.
ووفقاً لوزارة البيئة فإن زراعة أسطح المنازل لها فوائد كثيرة وغير مكلفة نهائياً فهي تحتاج لطاولات خشبية ووضع مشمع ومن ثم التربة وزراعتها مشيرة إلى أن تكلفة زراعة سطح المنزل تتراوح ما بين 200 و250 جنيهاً فقط وأنه بالإمكان زراعة الكابوتشا والكرفس والبردقوش والريحان وغيرها من الخضروات والتي تستغرق دوره إنتاجها حوالي 50 يوماً فقط، مؤكدة أن المياه لن تؤثر على السطح لأنه يتم تركيب خزان تحت كل طاولة لتخزين المياه وإعادة استهلاكها مرة أخرى.
وأطلق حسام شعبان مهندس زراعي خلال الأيام الماضية مبادرة تحت عنوان "مزرعة بيتنا" بهدف زراعة أسطح المنازل في مصر، حيث نجح في تحويل سطح منزله البالغة مساحته 200 متر مربع ليكون أرضاً خصبة تصلح لزراعة 12 محصولاً بإنتاجية مناسبة وبجودة عالية تباع في الأسواق وتدر عليه دخلاً وفيراً إضافة إلى أنها تقلل من التلوث وثاني أكسيد الكربون واعتمد نظام الزراعة بالأكياس المستخدمة في بعض المشاتل وقام بتطبيقها على الأسطح والتي تستخدم التربة البديلة وبعض الرمل لتثبيت النبات وتدعيمه.
وأوضح أن هدف المشروع اقتصادي بالدرجة الأولى وأنه يحصل على إنتاجية تقدر بـ2 طن من المحاصيل الزراعية من كل ألف كيس مع التخطيط لاستخدام السماد العضوي فقط مع النبات في الفترة المقبلة ما يزيد من جودته وسعره.
ويقول أحمد حنفي المتخصص في الاقتصاد الزراعي أن زراعة الأسطح هي إستغلال أجزاء من الأسطح سواء في المنازل او المدارس والجامعات أو المؤسسات والمصالح الحكومية فى زراعة المحاصيل المختلفة التى تحتاج إليها الأسرة من الخضار أو الفاكهة أو الزينة وزهور القطف والنباتات الطبية والعطرية وتتم زراعة الأسطح فى بيئة غير التربة الزراعية وبالتالي التخلص من جميع مشاكل التربة من حرث وتسميد وعناصر غذائية بالاضافة إلى توفير كمية كبيرة من المياة قد تصل إلى 90% وتؤدي في النهاية إلى زيادة في كمية الحاصلات الزراعية والفاكهة التي يمكن شرائها ويمكن أيضاً بيع الفائض منها والاستفادة مادياً.
وأكد حنفي أن الزراعات المنزلية فوق أسطح المنازل والبلكونات من المشروعات الصغيرة والتي لها فوائد كثيرة اقتصادياً وبيئياً وصحياً وتتميز هذه المشروعات أنها سهلة ورخيصة من حيث التكلفة المبدئية بالإضافة أنها تستخدم بيئات زراعية بديلة للتربة العادية .
وأوضح الدكتور عبد الحكيم بدوي أستاذ الخضر بمركز البحوث الزراعية أن الزرعة في الأسطح تتم لشتلات الخضر والنباتات الطبية والعطرية باعتبارها لا تأخذ حيزاً كبيراً كما أنها لا تمكث فى التربة لفترة طويلة وبالتالى يمكن لقاطنى المنازل جني محصولها فى فترة وجيزة فضلاً عن أن جذورها ليست طويلة وبالتالى فتصلح زراعتها على الأسطح.
ولفت بدوي إلى أن الزراعات التي يمكن زراعتها على أسطح المباني منها الباذنجان والخيار والجرجير والفجل والخس والشبت والكسبرة والبقدونس والفلفل والملوخية والفرولة والطماطم بجانب النباتات العطرية والطبية .
وأكد جمال صيام خبير اقتصادي أن زراعة الأسطح فكرة مربحة ولن تتكلف زراعتها كثيراً وستوفر خضروات بأسعار أرخص مما يباع فى السوق مشدداً على ضرورة تشجيع هذه الفكرة حيث أن نجاحها يتطلب إدارة وتنظيم جيد كما شدد على تولى وزارة الزراعة الجزء الفني للأشراف على هذه الأسطح لتوعية ساكنى العقار بالإرشادات الواجب مراعتها للعناية بالشتلات لافتاً أن الأحياء المتوسطة ستكون الأكثر حاجة لتنفيذ هذا المبادرة من الأحياء الراقية نظراً لأن قاطنى الأحياء المتوسطة من ذوى الدخل البسيط وبالتالى سيكون الأكثر احتياجات لهذه المبادرة لما توفره من محاصيل خضر بأسعار أقل من السعر المتداول في الأسواق.
ويرى الدكتور محمد الغندور الخبير في الزراعة المائية إن المشروع القومي لزراعة الأسطح يمنح المدن المصرية رئة جديدة للتنفس لمواجهة الملوثات وإن التوسع في التنفيذ يساهم في الحد من مخاطر التعديات على الأمن الغذائي ويحقق الترابط الاجتماعي بالمدن، مشيراً إلى أن هناك تحديات تستوجب انطلاق المشروع القومي لزراعة أسطح المنازل منها تبوير الأراضى الزراعية الذي حدث في السنوات الماضية وكذلك المعاناة من شح المياه، وأشار الغندور إلى أن زراعة أسطح المنازل يضفي لمسة جمالية ويكون متنفساً لقاطنيها .
ويقول الدكتور حسام عز الدين عميد كلية الزراعة بجامعة أسيوط أن زراعة الأسطح يمكن أن يتم بدون تربة حيث أثبت العلماء منذ عام 1930 على أن التربة ليست ضرورية إلا لتثبيت النبات فتم استخدام بدائل عضوية للتربة مثل الحصى ونشارة الخشب وبالات قش الأرز في زراعة الأسطح مشيراً إلى أن زراعة الأسطح من المشروعات الصغيرة السهلة والرخيصة التي يمكنها أن تسد حاجة الأسر من الخضر والفاكهة والزينة وزهور القطف والنباتات الطبية والعطرية كما يمكنها أن تدر ربحاً متوسطاً على الأسر إذا تمت بشكل مناسب مؤكداً على أن زراعة أسطح البيوت يمكن أن تتم بدون تربة.
ودعت الدكتورة دينا محمد سلامه باحث بالمركز القومى للبحوث إلى ضرورة التفكير في استغلال أسطح المنازل لمواجهة الزيادة المطردة في عدد السكان وذلك بأن كل فرد ينتج غذائه بنفسه أو جزء منه في الأماكن المتاحه بالمنزل موضحة أن الزراعة المنزلية هي إحدى الممارسات التي تعود على الفرد بالعديد من الفوائد من حيث إضفاء لمسة جمالية للمنزل والحصول علي منتج آمن وصحي وتوفير دخل لمعيشة الأسرة والتقليل من عملية الاحتباس الحراري .
ويقول د. وليد فؤاد الخبير بمركز البحوث الزراعية أنه يمكن زراعة العديد من المغروسات على الأسطح منها الخضروات مثل الطماطم والخيار والفلفل والفاصوليا والكنتالوب والفراولة والكرفس وتزرع داخل وحدات خشبية تحتوي على حوالي 100 كيلوغرام من التربة البديلة كما يمكن زراعة بعض أشجار الفاكهة صغيرة الحجم مثل العنب والخوخ والكمكوات والليمون والرمان حيث تتم زراعتها في براميل بسعة 100 لتر تقريباً.