حالة من الترقب تسود الشارع المصري انتظارا للإعلان الرسمي عن إمكانية تنظيم رحلات حج هذا العام من عدمه.. حيث تفصلنا ٤٠ يوما فقط عن انطلاق الموسم، ولا تزال آمال المصريين تتعلق بالسفر للحج حتى ولو كانت بأعداد قليلة، وذلك بعدما أعلنت المملكة العربية السعودية عن إقامة الشعائر بحضور وافدين من الخارج.

غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار، قالت إن الوزارة لم تتلق حتى اليوم أية مخاطبات رسمية من المملكة العربية السعودية تفيد بتنظيم رحلات الحج لهذا العام ١٤٤٢ هـ، أو الضوابط المنظمة للموسم، والتي يتم على أساسها إصدار الضوابط المصرية وبدء الإجراءات، مضيفة أن الوزارة تنتظر الإعلان الرسمي من جانب المملكة عن عدد حجاج المصريين المسموح لهم بأداء الفريضة طبقا للظروف الاستثنائية الحالية، وكذا الضوابط المنظمة للموسم، مؤكدة ثقة مصر في قدرة المملكة على تنظيم موسم حج ناجح مصحوبا بإجراءات صحية صارمة تحفظ بها زوار بيت الله الحرام ومواطنيها على حد سواء.

وأشارت نائب الوزير، إلى أن الوزارة تجري تنسيقا مستمرا مع وزارة الصحة والسكان لتوفير اللقاحات المطلوبة والمعتمدة من قبل السعودية لتلقيح الراغبين في أداء مناسك الحج في التوقيت المناسب، مشددة على أن الوزارة على استعداد تام لتوفير أية كميات مطلوبة من اللقاحات فور الحاجة، طبقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي باتخاذ كافة الإجراءات لحماية صحة المواطنين، والحد من العدوى بالفيروس التاجي "كوفيد -١٩".

أما ناصر تركي عضو اللجنة العليا للحج والعمرة ونائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام للغرف السياحية، فقد أكد ان كافة الأخبار المنتشرة من الاعلام السعودي فقط، ولم ترقى لمستوى المخاطبة الرسمية، مضيفا انه لم يتبق على موسم الحج سوى شهر ونصف الشهر، ورغم ذلك لم تخطر أي جهة رسميا بتنفيذ الحج والضوابط المنظمة، في حين ان المملكة العربية السعودية جاده في إقامة فريضة الحج هذا العام مثل العام الماضي، حيث بدأت بحجاج الداخل باعداد محدودة وتمت الشعائر بنجاح شهده العالم اجمع.

ولفت الى ان العام الحالي حرصت المملكة على اتاحة الفرصة لحجاج باقى الدول الإسلامية لاداء الفريضة، ولكن لم تخطر الجهات المصرية رسميا بذلك، ومن خلال المواقع الصحفية السعودية يتبين ان المملكة بصدد طرح ٥٠ الف تأشيرة حج فقط لكافة دول العالم، منها نحو ٢٠٠٠ تأشيرة لمصر، نظرا لظروف مواجهة كورونا الاستثنائية، علما بأن مصر وحدها كانت تحصل على نحو ٨٠ الف تأشيرة ما قبل الجائحة.

وأكد أن الظرف الاستثنائي اضطر المملكة لقبول عدد قليل جدا من الحجاج بعدما كانت تستقبل نحو مليون معتمر، موضحا ان المملكة الآن لا تقوم بعمل تجاري او ربحي بل تبحث عن خوض تجارب تمنح المسلمين حرية أداء الفريضة، منوها الى احتمالية كبرى لارتفاع أسعار البرامج وكذا مقرات الإقامة بحسب القرب من الحرم المكي، ومع العمل بنصف الطاقة في الفنادق ووسائل النقل فمن الطبيعي زيادة الأسعار.

ومن جانبه، قال باسل السيسي نائب رئيس مجلس إدارة غرفة شركات السياحة السابق، إن الضوابط الصادرة للحج من المملكة العربية السعودية هي ضوابط صحية فقط، والخاصة بالإجراءات الوقائية ضد للحد من انتشار عدوى كورونا ، موضحا ان وزارة الحج السعودي لم تصدر حتى الان الضوابط الفنية، الخاصة باليات تنظيم رحلات الحج من توثيق لعقود الشركات السياحة  وحجز الطيران والإقامة ، والتعاقد على الخدمات، علما بأن الأعداد المتوفرة للدول الإسلامية هي محددة سلفا وقليلة طبقا لاستمرار تفشي الوباء العالمي كوفيد١٩.

وااستبعد السيسي في تصريحات خاصة لـ"البورصجية"، إمكانية اللحاق بتنظيم الحج هذا العام لعدم اتساع الوقت لانهاء الإجراءات الخاصة برحلات الحج السياحي، منوها ان كل المؤشرات توكد ان حج هذا العام استثنائي على شاكله العام الماضي، حيث وفقا للضوابط المعلنة فلن تكون أعداد الحجاج كبيرة هذا العام، خاصة وأن المملكة اشترطت أن الفئة العمرية المسموح لها بأداء فريضة الحج من ١٨ سنة الى ٦٠ سنة، ويشترط ان تكون الحالة الصحية الجيدة، مع خلو المرشحين من الأمراض المزمنة الحادة، ويكونوا تلقوا كامل الجرعات من لقاحات كوفيد المعتمدة بالمملكة العربية السعودية.

وتابع بأن ما يزيد من صعوبة تنفيذ الموسم الحالي هو محدودية الأعداد في كافة المشاعر، حيث اشترطت الضوابط الصحية ألا يتجاوز عدد الحجاج في السكن والمواصلات والخيام عن ٥٠% من إجمالي الطاقة الاستيعابية، وترك مقعد فارغ على الأقل بين كل راكب والآخر، مع منع التجمعات والحفاظ على التباعد الاجتماعي، ويجب ألا يزيد عدد الحجاج عن ١٠ حجاج لكل ٥٠ مترا مربعا من مساحة الخيام.