ملفات وحوارات
شائعات السرطنة تطاردها.. مؤامرة لإتلاف الفواكه المصرية
تنتشر بين الحين والآخر شائعات عن وجود فواكه وخضروات مسرطنة تباع في الأسواق المصرية أحدثها تداول أخبار وصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن بيع كميات من "البطيخ المسرطن" والبطيخ المرشوش بالمبيدات وأن ذلك تسبب في حدوث حالات تسمم في أكثر من محافظة كما يتم الحديث في كل عام عن وجود خوخ مسرطن وفواكه أخرى كالمانجو وبعض أنواع الخضروات التي تحتوي علي هرمونات مسرطنة تضر بصحة المواطنين.
وفي هذا الإطار، تقدم النائب أحمد حتة عضو مجلس النواب عن محافظة المنيا بطلب إحاطة إلى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والسيد القصير وزير الزراعة والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة لمناقشة ما أثير حول البطيخ المحقون بالهرمونات والذي يسبب السرطان أو ما أطلق عليه إعلاميا "البطيخ المسرطن" وهي الشائعة التي انتشرت بشكل كبير وأثارت الرعب بين المصريين خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووفقاً للنائب حتة فإن هناك بطيخاً مرشوشاً بالمبيدات بهدف سرعة نضوجه وطرحه بالأسواق ولكن الشائعات تجاوزت الأمر أن هناك بطيخاً مسرطناً أو يسبب السرطان مطالباً بحضور الوزراء والمسؤولين أمام لجنة الصحة بمجلس النواب للرد على حقيقة ما يتم تداوله حول هذا الأمر لافتاً إلى أن أزمة البطيخ المحقون أو المرشوش بالمبيدات موجود بالأسواق وسبق التحذير منه مسبقاً.
وقال النائب حتة أن شعبة الخضر والفاكهة بغرفة تجارة القاهرة أكدت وجود فساد في بعض البطيخ المعروض بالأسواق نتيجة سوء التخزين لدى عدد كبير من التجار مشيراً إلى أن الأمر مؤثر أيضاً اقتصادياً وأضر بالتجار الذين يعرضون البطيخ الجيد وغير الفاسد حيث تراجع الشراء بنسبة كبيرة ما يودي إلى فساد البطيخ الجيد بالفعل ويعرضه للتلف ويسبب ذلك خسائر كبيرة.
وشدد النائب حتة على أن الشائعات استغلت فساد بعض المطروح من البطيخ لإطلاق شائعات مثيرة ولابد أن يتم مواجهة الشائعات والتأكيد على دور الرقابة في كشف أي سلع أو خضر أو فاكهة فاسدة وأنه لا يوجد ما يثبت وجود أي مبيدات مسرطنة مشيراً إلى أنه لا يوجد في مصر مبيدات مسرطنة وأن هناك رقابة صارمة في هذا الأمر وأن مطالبته في الأساس تستهدف كشف الحقيقة لإزالة المخاوف لدى المواطنين.
وبادرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إلى إصدار بيان نفت فيه وجود محاصيل بطيخ مسرطنة بالأسواق مؤكدة أن محصول البطيخ المتداول بالأسواق آمن تماماً وخال من أي مبيدات ضارة كما أكدت أن جميع المحاصيل التي يتم طرحها في الأسواق تخضع لعمليات فحص دقيقة من قبل المعامل التابعة للوزارة وذلك للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات القياسية.
وأكدت وزارة الزراعة أن انتشار ثمار البطيخ ذات المواصفات التي أثارت قلق المواطنين والتي تتمثل في وجود تجاويف داخلية أو ذات اللون الأبيض هي مجرد ظاهرة فسيولوجية وهي عملية طبيعية لا تمثل خطورة على الصحة وأن أخبار انتشار البطيخ المسرطن ما هو إلا محض شائعات تستهدف إثارة القلق لدى المواطنين مشيرة إلى أنه تم التأكد من سلامة المحاصيل الموجودة في الأسواق حالياً ومطابقتها للمواصفات القياسية من خلال برنامج وطني تتبعه الحكومة باستخدام التقنيات الحديثة لرصد المبيدات الضارة المتبقية على المحاصيل الزراعية.
وأشارت وزارة الزراعة إلى أن تقلب المناخ الذي نمر به خلال الفترة الراهنة بالإضافة إلى الإفراط في الري واستخدام المركبات الكيماوية التي تحتوي على مادة السيتوكينين وهي مادة منظمة للنمو هم السبب وراء حدوث تجويفات داخل ثمار البطيخ لافتة إلى أنه تم تدريب مطبقي المبيدات الذين بلغ عددهم 12 ألفاً و180 من أجل التأكد من الاستخدام الآمن للمبيدات في مختلف المحافظات كذلك حرصت الحكومة على إعداد برامج تدريبية للمزارعين للتعامل مع كل محصول منذ زراعته وحتى حصاده.
وأكد رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة عباس الشناوي أنه لا صحة للأنباء التي يتداولها البعض بشأن وجود بطيخ مسرطن بالأسواق وأن انتشار تلك الشائعات هدفها تشويه سمعة الصادرات المصرية التي تحظى بشعبية واسعة مشدداً على أن حدوث حالة تسمم فردية لا يعني على الإطلاق أنها ظاهرة عامة مضيفاً أن حالات التسمم من جراء تناول البطيخ لها أكثر من سبب آخر غير حقن الثمرة بمواد مسرطنة.
ولفت الشناوي إلى أن الوزارة تطبق نظاماً يهدف إلى رصد متبقيات المبيدات في الخضر والفاكهة حيث يقوم عدد من موظفي الوزارة بأخذ عينات من الخضر والفاكهة المطروحة بمختلف الأسواق لإجراء تحاليل لها بمعامل الوزارة لبيان تعرضها لنسب عالية من المبيدات من عدمه.
وأشار الشناوي إلى أن الصادرات المصرية من الفواكه الطازجة جاءت في مقدمة السلع والمواد الخام التي صدرتها مصر في بداية العام الجاري 2021 وفقاً لبيانات صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء حيث بلغت قيمة الصادرات المصرية منه نحو 2 مليار و53 مليون جنيه في شهر يناير الماضي مقابل مليار و742 مليون جنيه في يناير عام 2020 بزيادة بلغت نحو 311 مليوناً و424 ألف جنيه.
وبين الشناوي أن قائمة صادرات مصر ضمت البصل الطازج بقيمة 3 ملايين و278 ألف دولار في يناير الماضي إلى جانب صادرات مصر من البطاطس وبلغت قيمتها 11 مليون و517 ألف دولار وصادرات البرتقال الطازج وبلغت قيمتها 26 مليون و191 ألف دولار وصادرات الفول السوداني وبلغت قيمتها 4 ملايين و691 ألف دولار ثم صادرات الطماطم الطازجة بقيمة 4 ملايين و16 ألف دولار والخضروات البقولية 7 ملايين و697 ألف دولار والبقول الجافة بقيمة 18 مليون و344 ألف دولار.
من جانبه قال نقيب الفلاحين حسين أبو صدام إن ما يتم تداوله من أنباء بشأن انتشار بطيخ مسرطن بالأسواق هو "مجرد أكاذيب وشائعات لا أساس لها من الصحة وتنتشر دائما في هذا الوقت من كل عام مؤكداً أن الدولة حريصة على اتخاذ إجراءات صارمة ضد المزارعين الذين يستخدمون الهرمونات والمواد الكيماوية المحظورة لسرعة نمو البطيخ وزيادة حجمه بهدف تحقيق أرباح خيالية.
ولفت نقيب الفلاحين إلى أنه من العلامات التي تؤدي إلى فساد الفاكهة والبطيخ الإفراط في التسميد الكيماوي أو الرش بمبيدات غير آمنة وغير مصرح باستخدامها دولياً وقد تفسد الثمار من سوء التخزين أو تعرضها بعد تقطيعها للشمس والأتربة مناشداً وزارة الزراعة والأجهزة المعنية بضرورة القيام بحملات تفتيشية على الحدائق والمزارع والكشف عن متبقيات الأسمدة والمبيدات الضارة في الأسواق بهدف الحفاظ على صحة المواطنين.
ويرى محمد فهيم أستاذ البحوث الزراعية أن الحديث عن تسمم البطيخ أو سرطنته كما يدعي البعض تم المبالغة به مؤكداً على أنه لا يوجد بطيخ مسرطن وأن حالات التسمم التي حدثت مؤخراً بسبب تناول البطيخ هي حوادث فردية نتيجة سوء التداول أو التغيرات المناخية وموجات الحر الشديدة بالإضافة إلى قيام بعض التجار بوضع البطيخ تحت أشعة الشمس المباشرة.
وأشار فهيم إلى أنه عند الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ والإسهال والمغص عليك التوقف عن الطعام أو الفاكهة التي تسببت في ذلك وعليك الاستلقاء والراحة لان التسمم الغذائي يسبب التعب والإعياء مع شرب كمية كافية من الماء في حال المعاناة من الإسهال المرافق للقيء مطالباً باستخدام محلول الجفاف الفموي وتجنب تماما تناول المشروبات الغازية والكحول.