ملفات وحوارات
طوارئ لاستقبال أولى الرحلات.. والله بعودة يا سياح روسيا
جاء إعلان رئاسة الجمهورية عن تفاصيل المكالمة الهاتفية بين الزعيمين عبد الفتاح السيسي رئيس مصر، وفلاديمير بوتين رئيس روسيا، ليفتح باب الأمل من جديد أمام ملايين المصريين العاملين بالسياحة، وملايين الروس العاشقين لمصر.. وتحولت وزارة السياحة والآثار، إلى خلية نحل تعمل ليل نهار لتنظيم عملية التوافد وتجهيز مقرات إقامة آمنة صحية تضج بالحياة والترفيه، تماما مثلما تأهبت شركات السياحة والطيران في روسيا أملا في العودة للزمن الجميل، ونقل ما يقرب من ٣ ملايين مواطن سنويا للمقصد السياحي المفضل والأول "مصر".
الجولات المكوكية بالداخل بدأتها غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار، إلى الساحل الذهبي وبوابة الصعيد "الغردقة"، تزامنا مع زيارة عبد الفتاح العاصي مساعد الوزير لشئون المنشآت السياحية والفندقية، إلى عاصمة السياحة والسلام في الشرق "شرم الشيخ"، وذلك للوقوف على حالة الفنادق والمطاعم والمطارات، ومراجعة الإجراءات الاحترازية وتطعيم العاملين وتوافر الطاقة الفندقية ووسائل النقل، استعدادا لموسم صيفي قوي يتوقع الخبراء أن يمهد لشتاء سياحي ساخن بكافة مدن مصر.
غادة شلبى قامت بجولة في الغردقة فور الإعلان عن استئناف الطيران السياحي مع السوق الروسي، ورافقها خلال الجولة عدد من ممثلي مكتب الوزارة بالغردقة، والدكتور تامر مرعي وكيل أول وزارة الصحة والسكان، ووحيد التهامي ممثل غرفة المنشآت الفندقية بالبحر الأحمر.
وقالت إن الهدف من جولتها متابعة سير عمليات تطعيم العاملين بالقطاع السياحي بالأمصال المضادة لفيروس كورونا المستجد، حيث تفقدت عدد من وحدات التطعيم المؤقتة الموجودة بالفنادق والمخصصة لتطعيم العاملين بقطاع السياحة، وأشارت نائب الوزير إلى أن عمليات تطعيم العاملين بالقطاع السياحي بمحافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء تسير على قدم وساق، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، والغرف الفندقية بالمحافظتين، مشيدة بجهود الفرق الطبية في تطعيم العاملين بالقطاع السياحي.
كما أكدت حرص الوزارة على الانتهاء من تطعيم كافة العاملين بالقطاع السياحي، خاصة في ظل اتباع الدولة المصرية لكافة الإجراءات الإحترازية، ولبث رسالة طمأنة للسائحين بأمان المقصد السياحي المصري والحفاظ علي سلامة السائحين والمواطنين والعاملين بالقطاع.
وقامت خلال الزيارة بتفقد مكتب الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، والذي تم تخصيصه كموقع مؤقت لإجراء تحليل كورونا للسائحين فور الوصول وغيره من التحاليل المطلوبة عند المغادرة وفقا لمتطلبات دولهم، والذي تم اختياره للحد من التكدس بالمطار، وذلك للحفاظ على الإجراءات الاحترازية المطبقة.
أما عبد الفتاح العاصي، مساعد وزير السياحة والآثار لشؤن الفنادق والمنشآت، فقد توجه لشرم الشيخ، وصرح أنه تمت مراجعة نحو ١٣٤ فندقا بجنوب سيناء للتأكد من تطبيق الإجراءات الاحتزازية والصحية المنصوص عليها، ومتابعة استعدادات عودة السياحة الروسية إلى المنتجعات المصرية، مضيفا أن الوزارة انتهت من المرور على ١٥٠ فندقا بالقاهرة الكبرى، لمتابعة سير العمل ومدى الالتزام بالإجراءات الاحترازية لمواجهة عدوى فيروس كورونا المستجد.
وأشار إلى أن لجان مماثلة اتجهت لمحافظة البحر الأحمر لمتابعة الفنادق والمنشآت السياحية بها، متابعا بأن وزارة السياحة والآثار تعمل حاليا بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان، لتوفير تطعيم لقاح كورونا لكافة العاملين بالقطاع السياحي، مشددا على أن الفنادق تعمل حاليا بنصف طاقتها أي ٥٠٪ من قوة العمالة الموجودة بها.
الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، عقد اجتماعا بمجلس إدارة هيئة تنشيط السياحة الذي يرأسه الوزير، لمناقشة عدد من الموضوعات التي من شأنها دفع الحركة السياحية الوافدة من الأسواق المصدرة والواعدة للسياحة إلى مصر، خاصة روسيا، وخلال الاجتماع تمت مناقشة إمكانية تنظيم قوافل سياحية بعدد من الأسواق السياحية المصدرة للسياحة إلى مصر وشراء مساحات إعلانية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بهذه الأسواق للترويج للمقصد المصري بها.
كما تم تقييم أرشيف الصور والفيديوهات الترويجية لكافة المحافظات والأماكن السياحية والأثرية المختلفة والذي تقوم بإعداده الوزارة لأول مرة تمهيدًا لاستكمال قاعدة البيانات الإلكترونية التي يتم إعدادها لهذا الأرشيف واستكماله، بالإضافة إلى مناقشة إنشاء وحدة تصوير بالهيئة المصرية للتنشيط السياحي لإنتاج الأفلام الترويجية وتصوير الأحداث والفعاليات السياحية والأثرية واستخدامها في الترويج والدعاية للمقصد المصري.
من جانبه عقد المهندس أحمد يوسف رئيس هيئة تنشيط السياحة، اجتماعا بعدد من الشركات السياحية العاملة في الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر ومنها السوق الروسي بحضور الدكتور نادر الببلاوي رئيس غرفة الشركات السياحية، لتنسيق الجهود ووضع خطة تنفيذية مشتركة بين الهيئة والقطاع السياحي الخاص، وذلك لرفع معدلات الحركة السياحية المتوقعة من كافة الأسواق ومنها السوق الروسي للمقاصد السياحية المصرية المختلفة.
وناقش الاجتماع إمكانية تنظيم رحلات تعريفية للصحفيين والإعلاميين والمدونين والمؤثرين من روسيا وجميع دول العالم وذلك لزيارة المقاصد السياحية المصرية المختلفة والإطلاع على جميع الاجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية التي يتم تطبيقها في المطارات والمنشآت الفندقية والسياحية والمتاحف والمواقع الأثرية، كما تمت مناقشة إمكانية تنظيم ورش عمل وقوافل سياحية مهنية وفنية وثقافية في المدن الرئيسية بالأسواق المصدرة للسياحة ومنها السوق الروسي وخلال الاجتماع تم أيضا مناقشة إطلاق حملة دعائية على المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وعلى صعيد القطاع الخاص، فقد رحب اتحاد الغرف السياحية بعودة حركة الطيران كاملة بين كافة المطارات المصرية والروسية، معتبرا القرار خطوة هامة في إطار التطور الايجابي الكبير في العلاقات بين البلدين في كافة المجالات ويؤدي إلى توطيد علاقات الصداقة بين الشعبين المصري والروسي بعد وقف الطيران لسنوات، كما أعرب العاملون بالقطاع عن تفاؤلهم ببدء طفرة سياحية مع عودة الطيران الروسي.
وأكد أحمد الوصيف رئيس اتحاد الغرف السياحية، أن قرار عودة الرحلات الروسية توج جهودا مضنية بذلتها الدولة المصرية على أعلى مستوى في هذا الملف وعلى مدى عدة سنوات، كما أعطي الرئيس السيسي اهتماما خاصة بعودة الرحلات الروسية وأصدر توجيهاته باتخاذ ما يلزم من إجراءات لعودة تلك الرحلات، وأضاف الوصيف أن عودة الطيران الروسي يؤكد أن المطارات المصرية على أعلى مستوى عالمي من الجاهزية لإستقبال الرحلات المختلفة من كل دول العالم.
ووجه الوصيف الشكر إلى القيادة السياسية في كل من مصر وروسيا لدعمهما هذا الملف المهم مساندة لقطاع السياحة في البلدين.
وأكد أن المنتجعات المصرية جاهزة لاستقبال السياحة الروسية حيث تم تطبيق الإجراءات الاحترازية بدقة منذ فترة في كافة الفنادق والمنتجعات المصرية بصورة نالت استحسان العالم كله وأشادت بها المنظمات السياحية والصحية الدولية، إلى جانب النجاح الذي تحرزه مصر في تطعيم العاملين بالقطاع خاصة في شرم الشيخ والغردقة.
وأشار إلى أن الاتحاد سوف يقوم على الفور بالتنسيق مع وزارة السياحة والأثار والغرف السياحية الخمس لتشكيل لجان مشتركة تطوف المدن السياحية لمراجعة الأوضاع بمنتجعاتنا والتأكد من جاهزيتها التامة لاستقبال السياحة الروسية مؤكدا أن عودة رحلات الطيران الروسية مؤشر قوي يدعو للتفاؤل بعودة التدفق السياحي من مختلف دول العالم.
ومن جانبه قال الخبير السياحي رامي رزق الله، عضو لجنة تسويق شرم الشيخ، إن تطور العلاقات السياسية بين القاهرة وموسكو، وحنكة المفاوض المصري قادتنا إلى قرار روسي بعودة الحركة السياحية، موضحا أن الدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قدمت دعما تاريخيا للقطاع لم يسبق له مثيل، سواء بالافتتاحات الجديدة للمتاحف وتطوير المواقع الأثرية والشاطئية، وموكب نقل المومياوات الذي نقلته ٤٠٠ قناة دولية، مرورا بالدعم المادي للمنشآت، ونهاية باسترداد أكبر الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر وهو روسيا.
وأضاف رزق الله، انه حتى اليوم لم تعلن شركات الطيران والسياحة الروسية عن الموعد المحدد لوصول أول طائرة، وإن كانت التكهنات تشير إلى النصف الثاني من يونيو المقبل، بعدما تكون الشركات استعدت بالحملات الدعائية الداخلية وأجرت حجوزات فعلية على خطوط الطيران العارض المباشر، مشيرا إلى أن أخر وفد أمني روسي تفقد مطار شرم الشيخ كان منبهرا بما وصلت إليه الإجراءات الأمنية، والتحديث الذي جرى على أعلى مستوى بمخارج ومداخل وممرات المطار والمنطقة المحيطة، ما كان مبشرا بقرار سيادي قريب وقد صدر بالفعل بعد مكالمة بين الزعيمين عبد الفتاح السيسي، وفلاديمير بوتين.
وأكد أن الفنادق الكبرى قامت ببعض التجديدات خلال الفترة الماضية، علاوة على تدريبات للعاملين وكورسات للغات المختلفة وخاصة الروسية، ومن ناحية أخرى تم تطعيم ما يقرب من ١٤ ألف عامل بالمدينة باللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، وسط تعاون كبير من جانب اللجان الطبية التابعة لوزارة الصحة، منوها إلى أن تطعيم العاملين بث رسالة إيجابية للغاية للعالم عن جدية مصر في مواجهة التحدي الصحي، وقدرتها على توفير بيئة أمنة للسائح.
وقال رزق الله، إن المطلوب من القطاع المصري حاليا، الاستعداد جيدا بخدمة متميزة، وبيئة آمنة، وعمالة مدربة، كما لا يصح البيع بسعر لا يتناسب مع الوضع الحالي لمصر عالميا، موضحا ان قرار وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني، بوضع حد أدنى لسعر الغرفة الفندقية بالخمس نجوم بواقع ٤٠ دولارا، لا يناسب مكانة مصر وفنادقها والتكلفة الموجودة حاليا بالفعل للغرفة والتي تصل لنحو ١٤٥ دولارا في الليلة ببعض الفنادق، لذا كان يجب وضع سعر أعلى بدلا من السعر المعلن الذي يعتبر خسارة للفندق، كما يجب وضع آلية للتنفيذ تضمن عدم التلاعب وحرق الأسعار، ويمكن تشغيل فنادق الثلاث نجوم لاستقبال الحركة الأقل إنفاقا مثل الأوكرانية وغيرها.
وشدد عضو لجنة التسويق، على أن شرم الشيخ "منطقة خضراء" آمنة تماما في مواجهة فيروس كورونا التاجي، ولا توجد بها إصابات تذكر، كما تتمتع بتوافر العديد من المستشفيات ومراكز التحليل ومقدمي الخدمة الطبية، مطالبا بالتركيز على ذلك في حملاتنا الدعائية طالما وهبنا الله بيئة أمنة في شرم الشيخ والغردقة، وهي ميزة تضاف لمميزات مصر التي باتت أحد أفضل المقاصد السياحية التي لديها إمكانات غير موجودة في العالم.