تشهد الأسواق حاليا حالة من الرواج والانتعاش فى حركة البيع والشراء مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك بالرغم من استمرار تفشى فيروس "كورونا" وتعديل مواعيد غلق المحال التجارية، حيث قرر الدكتور مصطفى مدبولى ، رئيس الوزراء ولجنة أدارة أزمة كورونا، أنه خلال الأيام الأخيرة لشهر رمضان وفترة العيد ستكون مواعيد غلق المحال والمولات والكافيهات والسينما والمسارح 9 مساء، وذلك لمدة أسبوعين حتى 21 مايو الجاري.

المواطنون رغبة منهم فى إضفاء حالة من السعادة على أطفالهم بدأوا مبكرا هذا العام فى شراء ملابس العيد تعويضا عن العام الماضى الذى شهد حظرا كاملا .

وفى المقابل أبدى عدد من أصحاب المحال تخوفاتهم من فرض حظر تجوال الأيام المقبلة بسبب ارتفاع إصابات ووفيات كورونا، وعدم التزام المواطنين بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعى، مما سيكون له تأثيرا كبيرا على سوق الملابس الجاهزة، بالرغم من السوق يشهد حاليا حالة من الانتعاش بسبب أعياد الاقباط والمسلمين معا.

وارتفعت الاسعار العام الحالى بنسبة تتراوح من 10% الى 15%، حسب قول يحيى زنانيرى رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالاتحاد العام للغرف التجارية ، حيث أوضح أن أسعار ملابس عيد الفطر ارتفعت هذا العام بالمقارنة مع أسعار العام الماضي بقيمة 15%، مضيفا أن هذه الزيادة لن تكون الأخيرة هذا العام، حيث من الممكن أن تتحرك الأسعار مع تحريك أسعار الكهرباء والطاقة خلال الأيام المقبلة، وهو ما يعنى ارتفاع الأسعار مرة أخرى وفقا للتغييرات الجديدة التي تطرأ على التكلفة.

وأضاف إن الإقبال على شراء ملابس العيد لا يزال ضعيفًا بالرغم من اقتراب موعد عيد الفطر المبارك، لافتا إلى أن المحلات لا تقدم تخفيضات على الملابس خلال موسم العيد بشكل عام، بينما تقوم بعض المحلات بطرح عروض وتخفيضات على الأسعار بشكل فردي لتحريك الطلب.

ومن جانبه قال احمد السيد صاحب محل فى منطقة وسط البلد ، أن اسعار الملابس الجاهزة ارتفعت الموسم الحالى بنسبة تقترب من 10% وبالرغم من تلك الزيادة الا أنه هناك اقبال كبير من المواطنين على الشراء .

وأرجع انتعاش السوق حاليا الى أعياد المسيحيين التى جاءت فى ذات وقت اقتراب عيد الفطر المبارك، مما أدى الى انتعاش السوق الراكد منذ العام الماضى .

وأبدى تخوفه من قيام الحكومة باتخاذ قرارات بالحظر خلال الفترة المقبلة بسبب زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا وعدم التزام المواطنون بالاجراءات الاحترازية مما سيكون له تأثير سلبى على التجار واصحاب المحال كما أن التجار لديهم أمل كبير في أن تستمر هذه الانتعاشة خلال الفترة المقبلة.

وقال محمد عبد السلام، رئيس غرفة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات المصرية، أن المبيعات تراجعت بنحو 75-80%، بسبب كورونا، مما أثر بالسلب على كافة المصانع حيث لم يستلم التجار إلا جزء بسيط من انتاج الموسم الصيفي الذي بدأت المصانع في انتاجه خلال الفترة الماضية، ورفض التجار استلام باقي البضائع نتيجة عدم وجود مبيعات.
وأوضح إن ذلك يمثل مشكلة كبرى للمصانع الصغيرة حيث أنها توظف السيولة الخاصة بها في شراء مستلزمات الانتاج، ولم تقم إلا ببيع 50% من الانتاج وما زال الباقي مخزون لديها.

ولفت عبد السلام إلى أنه منذ منتصف الشهر الماضي بدأت السوق في التغير حيث ارتفع حجم الطلب بالتدريج من 20% إلى 45_50% خلال الايام الحالية مع الاستعداد لعيد الفطر ولكنها ما زالت مبيعات ضعيفة مقارنة بما كان يحدث في نفس الفترة من كل عام.

وعن المنافسة مع الملابس المستوردة، أشار عبد السلام إلى أنه لا يوجد طلب حاليا سواء على المحلية او المستوردة والتي دخلت السوق في شهري ديسمبر ويناير الماضيين، منوها بأن المعيار ليس في حجم البضائع الموجود حاليا بل حجم الحركة في السوق.

ولجأت المحال الكبيرة الى اسلوب جديد فى البيع وهو من خلال البيع " أونلاين" لتوفير بعض تكاليف التشغيل من عمالة و ايجارات و غيرها نظرا لكون تلك المحال تحملت أعباء كثيرة الشهور الماضية بعد فرض حالة من الحظر كما يقول السيد حسان صاحب احدى المحال بمنطقة وسط البلد

وأضاف أن البيع اون لاين اصبح الطريقة السريعة خاليا لراحة الزبائن حيث أن المحال التى بدأت تعتمد على هذا الاسلوب فى البيع أصبحت تحقق أرباحا وان لم تكن كبيرة الا أنها أفضل من الغلق التام والخسائر الهائلة المستمرة منذ بداية العام الحالى .

ومن جانبه، قال احد العاملين فى محل بالسيدة زينب أن الاسعار فى محلاتهم تعد مناسبة الى حد ما كل الفئات الاجتماعية مشيرا الى ان تلك الاسواق تستهدف الطبقات الأقل دخلاً و التى تقبل على الشراء لانخفاض الاسعار فيها حيث أنه على سبيل المثال تصل اسعار التيشيرتات الاولادى من 40 جنيها الى 80 جنيها والبلوزات 50 جنيها لافتا الى ان اسواق الاماكن الشعبية أصبحت تنافس محال وسط البلد، من حيث الجودة وتنوع التشكيلات المناسبة لجميع الأذواق، بالإضافة إلى رخص سعرها.

وأرجع  الانخفاض فى أسعار الملابس الشعبية يرجع إلى جودتها ونسبة الأقطان بها، التى لا تزيد على 40% مقابل استخدام مادة «البلوستر» بنسبة كبيرة، صاحبة النصيب الأكبر فى الصناعة المحلية، لافتا إلى هناك فارقا كبيرا فى الأسعار ما بين المحلى الشعبى والمستورد بنسبة انخفاض تصل إلى 50%.

ومن جانبه قال صاحب محل فى الوكالة أن زبائنه ليست من الطبقات الفقيرة او متوسطة الدخل فقط بل أصبحت الطبقات الراقية ممن يبحثون عن ماركات بعينها بأسعار مناسبة من زبائنه مشيرا الى أن يبيع البالات من مختلف دول العالم  مشيرا الى أن البالات الايطالية تعد من أفضل البالات التى يوجد عليها اقبال .

وتأتي مواعيد الغلق الجديدة الساعة التاسعة مساء رغم مطالبة تجار شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة، الحكومة بتعديل مواعيد فتح وإغلاق المحال التجارية خلال شهر رمضان المقبل، وذلك في خلال مذكرة تقدموا بها ، مشيرين إلى أن تطبيق قرار مواعيد الفتح والإغلاق سيصيب أسواق الملابس بالشلل التام.

وكان التجار قد طالبوا بإضافة ساعتين لمواعيد الإغلاق خلال الايام المقبلة لتشجيع المواطنين على النزول للشراء.

وقال خالد سليمان، نائب رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة، إن عددا كبيرا من تجار الملابس وأعضاء شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالقاهرة، أكدوا تضررهم من استمرار تطبيق قرار الإغلاق في شهر رمضان، ووجود حالة من الضبابية تخيم على موسم شهر رمضان، وذلك في ظل استمرار التداعيات السلبية لجائحة فيروس كورونا وما نجم عنها من إجراءات احترازية أربكت السوق بشكل كبير.