يقع حي الشيخ جراح خارج أسوار البلدة القديمة في القدس مباشرة بالقرب من باب العامود الشهير، وهو الآن أحد أحياء القدس الشرقية، وينسب اسم الحي إلى الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، طبيب القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس من الصليبيين عام 1187م.

ويهدف مستوطنون يهود إلى إخلاء منازل الفلسطينيين في الحي قسراً بدعوى أن عائلات يهودية عاشت هناك وفرّت خلال حرب عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل.

ومن المعروف أن القدس الشرقية التي يقع بها الحي كانت خاضعة لسيطرة الأردن قبل أن تحتلها إسرائيل في عام 1967، وهي الخطوة التي لم تلقَ الاعتراف بها حتى الآن.. وأقامت الأردن آنذاك منازل إيواء للفلسطينيين الذين هجروا عام 1948 مع قيام إسرائيل، ولدى تلك العائلات الوثائق التي تثبت ذلك.

ومنذ عام 1972 رفعت فصائل إسرائيلية دعاوى قانونية تتحجج فيها بملكية الأرض؛ حيث زعمت لجنة اليهود السفارديم، ولجنة كنيست إسرائيل (لجنة اليهود الأشكناز) أنهما كانتا تمتلكان الأرض التي أقيمت عليها المنازل في العام 1885.

وتقول حركة السلام الآن: إنه منذ مطلع عام 2020 سمحت المحاكم الإسرائيلية بإجلاء 36 عائلة فلسطينية من منازلهم، وتضم تلك العائلات نحو 165 فرداً وعشرات منهم من الأطفال، في بطن الهوى وسلوان والشيخ جراح لصالح المستوطنين.

وأضافت حركة السلام الآن أن الكثيرين باتوا معرضين لخطر أن يصبحوا بلا مأوى بدون تعويض أو سكن بديل وتحمل الرسوم القانونية الباهظة.

مشاهير يتفاعلون

تفاعل العديد من المشاهير حول العالم مع قضية الحي، والانتهاكات الإسرائيلية بحق السكان والمصلين في المسجد الأقصى عبر وسم أنقذوا حي الشيخ جراح (save sheikh jarrah)، ونشر النشطاء الفلسطينيون والمتعاطفون مع سكان الحي صوراً ومقاطع مرئية للانتهاكات الإسرائيلية للسكان، ومحاولتهم إجلاءهم من بيوتهم بشكل قسري.

وأبدى عدد من المشاهير الأجانب تعاطفهم وتضامنهم مع سكان وعائلات حي الشيخ جراح عبر الوسم المشار إليه، وكتبت المطربة البريطانية الشهيرة دوا ليبا عبر الوسم: "يحتاج العالم إلى التدخل ووضع حد لذلك".. في إشارة إلى الانتهاكات الإسرائيلية.

وشاركت عارضة الأزياء الأمريكية من أصل صومالي حليمة عدن، صورة لطفل يلوح بعلم فلسطين، وكتبت: "قلبي يخاطب إخواني وأخواتي في فلسطين".

فيما أعربت عارضة الأزياء الأمريكية من أصل فلسطيني بيلا حديد، عن ألمها لما يحدث في القدس، قائلة: "أشعر بألم أجدادي. أبكي عليهم. أنا أبكي على إخوتي وأخواتي الفلسطينيين هناك الآن، أشعر بعدم الأمان والخوف".