أهم الأراء
الإعلام الاثيوبي وخطاب الكراهية
لم يعد مستغرباً خروج عدد من الإعلاميين الاثيبوبين عبر محطات فضائية عربية للحديث عن أزمة سد النهضة بصورة تخالف الواقع ، وكأنهم يريدون إخفاء الشمس بأصابعهم، ظناً منهم أن المشاهد العربي أو المصري بشكل محدد لايعرف الحقيقة ، لكنهم في الواقع هم من لايعرفون الحقيقة ، فالمواطن المصري واعي تماماً لكل تفاصيل الأزمة ، ويعرف جيداً أن ما يحدث في قضية سد النهضة هو محاولة لايقاف أو تعطيل نهضة مصر ، وهذا لن يحدث ، سواء بفعل اثيوبيا أو غيرها ، فمصر ستبقى عصية على كل من يريدها بشر أو يكره مشاهدتها تنمو وتذهر وتلحق بركب الدول المتطورة ، إن ما يحدث على أرض الواقع ويشاهده العالم يوماً بعد يوم قد يكون مؤلم للبعض لكننا لن تلتفت الدولة إليهم ، بل ستمضي مصر في طريقها نحو ميلاد جديد لبلد الحضارة والتاريخ .
لقد شعرت بالأسف عندما تابعت تصريحات الاعلاميين الاثيبوبين عبر الشاشات وبرامج اليوتيوب ، وهم يحاولون قلب الحقيقة ، من خلال القول أن مصر هى التي ترفض الاتفاق ، قد لايصدق البعض ذلك ، لكنهم يقولون هذا الكلام ، بالرغم أنهم يعلمون تماما أن اثيوبيا هى التي تتهرب مرة بعد مرة من توقيع إي اتفاق ملزم يقضي بتنظيم عملية ملئ وتشغيل السد ، بل تحول حديثهم عن الحصص التاريخية لمياه النيل ، وهو أمر مرفوض تماما، وغير مقبول مجرد التفكير فيه ، ولن تسمح مصر بحدوث ذلك ، ولن تنجح اثيوبيا في محاولاتها لكسب الوقت ، ونقل قطع الشطرنج لمناطق جديدة على رقعة اللعبة.
لقد خرج الاعلام الاثيوبي لبث خطاب الكراهية تجاه مصر بما يخالف الواقع ، لكن القيادة السياسية المصرية كانت لهم بالمرصاد ، وقد صرح مؤخراً وزير الخارجية سامح شكري، أن أزمة سد النهضة تواجه تعنتاً إثيوبياً، مشيراً إلى أن أديس أبابا رفضت بعض الوساطات الإقليمية والدولية لحل الأزمة ، وبالتالي العالم كله يعرف حقيقة ما تقوم به اثيوبيا من تعنت حقيقي في محاولة للتأثير على مصر للقبول بالأمر الواقع وهو أمر لن يحدث مهما حاولوا ، الصبر المصري مستمر لحين اتخاذ القرار المناسب من القيادة ، ويكفي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وضع خطاً أحمر لايمكن تجاوزه ، يتضمن عدم المساس بنقطة مياة واحدة من حق مصر ، وسيكون من الأفضل لاثيوبيا أن تعود إلى رشدها وأن تقبل بإتفاق يرضي جميع الأطراف ، وعليها أن تعلم أن سياسة فرض الأمر الواقع لايمكن أن تنجح مع دولة بحجم وقيمة مصر ، واذا كان هدف السد هو التنمية ، فمصر أول من مد يد العون لاثيوبيا لمساعدها على التنمية ، ومن الأفضل أن يكون السد لنهضة كل دول حوض النيل عبر الاتفاق والتفاهم ، أما محاولة بث خطاب كراهية فإنه أمر مرفوض ولن ينجح وسينقلب السحر على الساحر ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.