قال مصرفيون إن العودة المرتقبة للسياحة الروسية لمصر تعزز  من زيادة التدفقات الدولارية علي  السوق المحلية بشكل فوري، بما ينعكس على زيادة نمو الاحتياطي النقدي بطريقة أسرع باعتبار قطاع السياحة من أهم موارد النقد الأجنبي.

وكان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية قد قال إن الرئيس عبدالفتاح السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي فلاديمير وتم التوافق على استئناف حركة الطيران الكاملة بين مطارات البلدين بما في ذلك الغردقة وشرم الشيخ، وذلك بعد التعاون المشترك الناجح بين الجانبين في هذا الإطار، وبناء على ما توفره المطارات المصرية بالمقاصد السياحية من معايير الأمن والراحة للسياح الوافدين.

وأشار المصرفيون إلي أن أي زيادة في حركة السياحة تنعكس مباشرة بالإيجاب علي زيادة المعروض من الدولار مقابل الجنيه بشكل يومي وهو ما يعزز من قوة ميزان المدفوعات، فضلا عن أن  السياحة الروسية تعد من أهم الدول لمصر نتيجة زيادة أعدادهم مقارنة بالدول الأخري حيث يمثلوا نحو 30% تقريبا من إجمالي أعداد السائحين.

وكان  البنك المركزي المصري، قال  في بيان له ، إن الإيرادات السياحية سجلت تراجعا خلال النصف الأول من العام المالي الجاري بنسبة 75.3% مقارنة بنفس الفترة من عام 2019-2020 بسبب عدة عوامل منهم  تراجع فائض الميزان الخدمي.

وقال محمد عباس فايد، الرئيس التنفيذي لبنك أبوظبي الأول مصر، إن عودة السياحة الروسية لمصر تعزز من زيادة التدفقات الدولارية في السوق المصرية في المرحلة القادمة وانعكاسه المباشر علي الحساب الجاري إيجابيا باعتبار هذا القطاع بصفة عامة من أهم الموارد الرسمية للنقد الأجنبي.

وأشار إلي أن السياحة الروسية تمثل النسبة الأكبر من إجمالي حركة السياحة علي مصر بمعدل يقارب أو يتجاوز 30% وذلك طبقا للمؤشرات السابقة قبل تعليق حركة الطيران.

وأوضح "فايد" أن إيرادات السياحة المصرية تضررت سلبا مثل باقي الدول الأخري خلال عام كورونا نتيجة تعليق السفر الجوي من بعض الدول الأوربية للسيطرة على انتشار الوباء العالمي كورونا، متوقعا عودة النشاط مرة أخى لمعدلاته الطبيعية مع عودة السياحة الروسية ونجاح مفعول التطعيم  ضد كورونا.

وأشار إلي أن التدفقات النقدية من السياحة يظهر مردودها بطريقة سريعة ومباشرة وتعزيز السيولة الدولارية وزيادة حجم المعروض بشكل يومي، والتقليل من أي ضغوطات علي العملة  بما ينعكس علي قوة الجنيه، ونمو الاحتياطي النقدي بشكل أكبر. 

وقال يحيي أبوالفتوح نائب رئيس البنك الأهلي المصري، إن عودة السياحة الروسية علي مصر ستعزز بالتأكيد من قوة الجنيه المصري أمام الدولار وباقي العملات الأخري، وكذلك ينعكس علي نمو الاحتياطي النقدي الأجنبي نتيجة زيادة الموارد الدولارية.

وأشار إلي أن قطاع السياحة مر خلال أخر 10 سنوات بضغوطات سلبية لم يكن طرف فيها بسبب أزمات عالمية أو محلية مثل انتشار وباء كورونا، وبعض الأحداث الأخري، ولكن مجهودات البنك المركزي ومواصلته لمساندة هذا القطاع عزز من استمرار تواجده دون توقف وانتظام العمالة   لمواجهة التحديات الخارجة عن إيرادته.

وكان البنك المركزي المصري أطلق حزمة من المبادرات لدعم قطاع السياحة علي مدار السنوات الماضية شملت إرجاء سداد مديونياتهم القائمة عليهم، وكذلك تخصيص 50 مليار جنيه بفائدة 8% لدعم أعمالهم التوسعية، وإرجاء سداد قروض التجزئة علي العاملين في القطاع.

وقال وليد ناجي، نائب رئيس البنك العقاري المصري، إن السياحة تمثل أكثر القطاعات تدفقا لموارد النقد الأجنبي في مصر وبالتألي عودة السياحة الروسية المرتقبة سيعزز من ارتفاع موارد العملة الأجنبية في السوق المحلي.
وأشار إلي أن زيادة المعروض من النقد الأجنبي نتيجة نمو الموارد الدولارية ينعكس مباشرة علي زيادة المعروض والطلب علي شراء الجنيه وهو ما يعزز من قوة العملة المحلية أمام الورقة الخضراء، وكذلك تسجيل الاحتياطي النقدي الأجنبي معدلات نمو أكبر وأسرع.

وأكد علي أن عودة السياحة الروسية يعزز من بدء تحريك نشاط القطاع السياحي تدريجيا، بعد توقفها علي مدار عام  بسبب الفيروس العالمي كورونا بما دفع دول كثيرة بتعليق رحلات السياحة للسيطرة علي انتشار الفيروس.
وقال محمد عبد العال، عضو مجلس إدارة في أحد البنوك العربية، إن استمرار عودة السياحة الروسية لمصر يحقق نتائج ايجابية مباشرة وغير مباشرة وعودة إدراج مصر علي خريطة السياحة العالمية بعد تأثرها قبل وخلال تداعيات الفيروس المستجد عالميا.

وأشار إلي أن عودة السياحة الروسية يساهم بشكل مباشر في زيادة الطاقة التشغيلية في الفنادق، وزيادة التدفقات الدولارية، بما ينعكس علي نمو الاحتياطي النقدي.

وتوقع عبد العال أن تفتح عودة السياحة الروسية إلي تفعيل اتفاقية المبادلة بين الجنيه المصري والروبل العمل الروسية في بعض السلع الغذائية أو النفط دون الحاجة لاستخدام الدولار، وهو ما ينعكس علي نمو حركة التجارة بين الدولتين.

واتفق محمود نجلة الرئيس التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت في شركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية، مع الآراء السابقة في زيادة موارد تدفقات النقد الأجنبي علي مصر مع بدء عودة السياحة الروسية مجددا.
وأضاف أن السياحة الروسية تعد من أهم الدول الأساسية لمصر نظرا لزيادة أفواجهم  السياحية علي مصر بشكل منتظم، وزيادة أعداهم مقانرة بالدول الأخري. 

وأشار إلي أن أي زيادة   في أعداد السائحين يؤثر مباشرة  بالإيجاب وبشكل فوري  في ميزان المدفوعات لدخول موارد دولارية جديدة في السوق .