سياحة وسفر
لتعويض جزء من خسائر جائحة كورونا.. شركات السياحة تشتاق لأداء الحج
حالة من الترقب تسود الوسط السياحي المصري في انتظار القرار النهائي بشأن تنظيم موسم الحج المقبل من عدمه، حيث تعقد الشركات آمالا عريضة على تنظيم الرحلات لتعويض جزء من خسارتها التي خلفتها جائحة كورونا.
غادة شلبي، نائب وزير السياحة والآثار، قالت إن الوزارة في انتظار إعلان المملكة العربية السعودية، عن الضوابط الخاصة بتنظيم رحلات الحج في ظل الإجراءات الاحتزارية المعلنة لمواجهة ازمة كورونا، والتي يمكن ان تحدد ضوابطها سواء من قبل القطاع السياحي أو الجهات الأخرى المعنية بتنظيم برامج الحج.
وأضافت شلبي أن هناك مباحثات داخلية في مصر من أجل إنشاء ضوابط محددة بالتنسيق مع الشركات السياحية من أجل تحديد الأشخاص المسموح لهم بالسفر وكذلك الأسعار التي قد يتم تحديدها بناءا على الضوابط السعودية ، مطالبة المواطنين بعدم التسرع في حجز رحلات الحج والتريث لحين الانتهاء من الضوابط الفنية للمملكة السعودية والخاصة بمصر.
وأشارت نائب وزير السياحة والآثار، إلى أنه على الرغم من بداية الموجة الثالثة لانتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، إلا أن أعداد السائحين إلى مصر في الفترة الأخيرة في زيادة، حيث بلغ أعداد السائحين في شهر مارس الجاري أعلى من إجمالي عدد السائحين في شهر فبراير مبينة أن الدولة تنتظر عدد أكبر في الفترة المقبل، وتابعت: مصر من الأسواق القليلة التي مازالت مفتوحة حتى الآن أمام الجمهور ولم تغلق، وكل مدى تزداد ثقة السائحين في الإجراءات المصرية لمواجهة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
من جانبه، أكد ناصر تركي نائب رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية، أن إعلان المملكة العربية السعودية عن الضوابط المنظمة لموسم الحج المقبل لحجاج الداخل، وإصرار قيادتها على تنظيم الموسم، يعد بادرة أمل مبشرة لشركات السياحة والمواطنين بالدول الإسلامية بعد فترة عجاف منع فيها السفر.
وأضاف تركي، أن الضوابط التي أقرتها المملكة جرى إعدادها بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، لضمان الوصول إلى أعلى درجات الأمان الصحي للحجاج، مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بمصر فإن الأمر مرهونا بقرار الدولة، والتي عبرت عن استعدادها لتوفير اللقاح لمن يحصل على تأشيرة حج، وهو ما سيكون مضموما في الضوابط السعودية الصادرة لحجاج الخارج، حيث لن يدخل من لم يتلقى اللقاح.
وأكد على أن القطاع السياحي المصري يثق في حكمة وقدرة المملكة على إدارة موسم جيد للحج بدون خسائر، وهو ما شاهده العالم في موسم العمرة العام الماضي الذي لم يشهد أية طفرات للإصابة بالفيروس ما كان حديث العالم وقتها، منوها إلى احتمالية ارتفاع أسعار البرامج قليلا في ظل تقليل الاعداد بالفنادق ووسائل النقل وسيكون الحجز عبر المسار الإلكتروني كما كان معمولا به في السابق.
ونوه إلى أن مصر كانت مصدر كسوة الكعبة ومحمل الحج لسنوات طويلة، ما جعلها تحتل مرتبة متقدمة في قلوب السعوديين، مضيفا: "اللهم بلغنا الحج.. وعلينا العمل لذلك".
وقال باسل السيسي نائب رئيس مجلس إدارة غرفة شركات السياحة السابق، إن الشركات استعدت لتنظيم رحلات الحج وتنتظر فقط إعلان السعودية عن وضع الضوابط وبدء الإجراءات لاستقبال الرحلات، مضيفا أنه لا يمكن الحديث عن ملامح موسم الحج المقبل دون الإعلان رسميا عن الضوابط المنظمة، والتي ستشهد تغييرات كبيرة وجذرية تتعلق بالموقف من إلزام الحجاج بالحصول على التطعيم واللقاحات من عدمه، وكذا الخطة الأمنية والاحترازية التي قد تشهد تقليل في الأعداد الوافدة من كل دولة، علاوة على رقمنة إجراءات التوثيق والتطبيقات الجديدة التي قد تدخل الخدمة لتنظيم الحج.
وتابع بأن المملكة اشترطت في ضوابط حجاج الداخل، حصول الحاج على لقاح معتمد ضد كورونا، بجرعتين، وذلك قبل ١ ذي الحجة، أي قبل وصوله إلى مكة المكرمة بأسبوع واحد على الأقل، مع ضرورة حصول الحاج على فحص مخبري معتمد وسلبي لفيروس كورونا قبل 72 ساعة من الوصول أيضا، غير أن الضوابط العامة للدول الإسلامية لم تعلن بعد وهو ما ينتظره الجانب المصري للإعلان عن الترتيبات الخاصة بنا.
وطالب السيسي، بدعم حكومي لشركات السياحة، بتسيير العمل في الحج والعمرة، بعد خسائر فادحة تعرضت لها الشركات على مدار عام كامل بسبب جائحة كورونا التي أسفرت عن عدم المشاركة في موسمين للعمرة وموسم للحج، مؤكدا أنه بمجرد بدء تلقي طلبات الراغبين في الحج بمصر ستكون الأولوية لمن شارك بالقرعة ولم يحالفه الحظ في السنوت الماضية وذلك بشكل استثنائي، مستبعدا تأثير الحالة الاقتصادية على أعداد الراغبين في الحج حال فتح الرحلات.
وأشاد علاء الغمري عضو لجنة السياحة الدينية السابق بغرفة الشركات السياحية، بتصريحات الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، حول استعداد مصر لتطعيم حجاجها بالكامل ضد فيروس كورونا بمجرد الإعلان عن الضوابط السعودية المنظمة لموسم الحج المقبل.
وقال الغمري، إن تصريحات الدولة المصرية تشير إلى أنه سيتم تسيير رحلات حج هذا العام ولأول مرة منذ تفشي كورونا، علاوة على إعلان وزارة الصحة السعودية أنها تعمل على رفع نسبة متلقي اللقاح في مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى 60% على الأقل من السكان قبل الأول من شهر ذي الحجة من العام الهجري الحالي، ما يبشر بإصرار المملكة عى عدم تعطيل الحج المقبل.
ولفت لأهمية انتظار صدور الضوابط السعودية قبل الحديث عن ضوابط مصرية منظمة للحج، حيث من الممكن ان يتم استقبال الطلبات عبر تطبيق إلكتروني أو باستخدام المنصة الإلكترونية للحج والعمرة، ما يستلزم اتباع نفس الإجراء من الجانب المصري، معربا عن تقديره للدولة المصرية التي منحت شركات السياحة أملا كبيرا بتصريحات وزيرة الصحة حول الاستعداد الكامل لتطعيم المسافرين حتى لا تتم عرقلة موسم الحج للمصريين.