Alborsagia.com البورصجية نيوز

الأثنين 21 ديسمبر 2015
أخر خبر
مصر تفوز بعضوية مجلس المنظمة الدولية للطيران المدنى " الإيكاو " - رئيس الوزراء يصدر قرارا بالتجديد لشحات الغتوري رئيسا لمصلحة الجمارك لمدة عام - 10 شركات ناشئة بمبادرة رواد النيل تشارك في الملتقى الـ 14 لصناعة الإبداع - مصر تفوز بمقعد نائب رئيس اللجنة الاقتصادية بالمنظمة الدولية للطيران المدني - الفريق محمد عباس : حريصون على تعزيز التعاون مع المنظمة الدولية للطيران المدنى - وزير الطيران يبحث مع رئيس المجلس الدولي للمطارات وأمين عام المفوضية الإفريقية للطيران سب - مصر للطيران تعلن أسعار تذاكر عمرة المولد النبوى الشريف لموسم 1444 هـ -2022م - وزير الطيران يلتقى وزير المواصلات القطري لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين فى مجال النقل - الداخلية تضبط 1534 قضية تموينية خلال 24 ساعة - وزير قطاع الأعمال العام يتفقد عددًا من الشركات التابعة بالإسكندرية - وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية تلتقي المديرة الإقليمية للتنمية البشرية بالبنك الدولي - «الصقر»: فيريرا يوافق على ضم الصاعد يوسف حسن - حبس أشهر «ديلر» لترويج الحشيش بالتجمع الخامس - مدبولى عن تطوير محور 26 يوليو: نحرص على التخطيط لاستيعاب تزايد الحركة - الفريق أسامة ربيع يتابع حصاد الأحواض المستزرعة وحصاد 42 طن جمبري منذ بداية الشهر الجاري -

أهم الأراء

تغريدة البجعة الأخيرة

طباعة

كان يموت! ومثلما تعتصر البجعة وجدانها قبيل الموت، وتغمس غناءها فى ماء الشجن، وتطلق تغريدتها الأخيرة التى تلخص كل ما مرت به فى حياتها من أمل ويأس وأفراح وأحزان. هكذا فعل هو! بينما الأطباء والأقرباء محتشدون أمام جسده المحتضر، الذى يلفظ أنفاسه الأخيرة، كان يغرد كما البجعة، ولكن دون صوت. فى العادة، يصنع جسد الإنسان كل ما يلزم لاستبقاء حياته، لكن عندما يحين الأجل، ويعرف المخ أن الموت قادم حتما، فإنه فى اللحظة الأخيرة يبدأ فى إفراز «كيمياء الرحمة»! هذه السوائل المجهولة التى تتدفق فى دمه، وتجعل لحظاته الأخيرة محتملة. كان يموت. البجعة تطلق تغريدتها الأخيرة، أما تغريدته هو، فقد كانت أن يُخْرِج من قاع عقله الباطن كل ما مر به فى حياته. كل شىء مسجل هنا. من مذاق أول رضعة حتى مخاوف لحظة الاحتضار. ذكريات كانت مطمورة فى تلافيف المخ. لكنها طفتْ كلها فى دوامة واحدة. لم يرجع أحد من الموت ليحكى ما حدث. لذلك تمنى، وهو يعالج سكرات الموت، لو استطاع أن ينقل خبرته للمحتشدين حوله. لذلك غرد محاولا أن يخبرهم بأنه يعيش حياته ثانية فى تلك اللحظات. مواقف لم يكن يتصور أنه يذكرها، وليست لها أهمية خاصة عنده، ولكنه استعادها كاملة. خذ عندك مثلا هذا اليوم الذى تلى انتهاء امتحاناته مباشرة، كان الصباح يمتد طويلا، ونزل ليلعب الكرة مع أصدقائه. لا تكذب! لم يكن لديك صديق. على الأقل فى هذا الوقت، كنت وحيدا كقلب الليل. بحثت عن رفاق يلعبون الكرة. ثم شعرت بالسأم. وأحسست أن الإجازة لم تكن بالشىء الثمين الذى يستحق أن تحلم به طويلا. وحين عجزت عن فهم نفسك عدت إلى البيت. القلب يضطرب. ولجة الذكريات تضطرب هى الأخرى. مواقف منسية انطوت فى سجل العمر. كل ذكرى ترفع رأسها، وكأنها تستنشق آخر نسمة هواء. وهذه الذكرى أيضا. كنت فى الثالثة عشرة من العمر. أوان البلوغ وأعتاب المراهقة. رائحتك تفوح بالهرمونات كما ترسل الأرض المحروثة رائحة الخصوبة على بعد أميال. وكنت تنتظر أمك العائدة من العمرة. وحين استيقظت وجدت راديو حديثا أحضرته أمك معها. شرعت تقلب المؤشر وتستمع لإذاعات لا عهد لك بها، بصوت نقى ورنين عجيب. وداهمتك أغنية «ضى القناديل» التى سمعتها فى هذه الليلة لأول مرة، وشرعت تصغى إلى كلمات الأغنية، الدروب المظلمة، والقناديل الخافتة صفراء اللون، والعاشق يواعد حبيبته تحت ضى القناديل. وكان كل شىء حوله يوحى بالغرابة، وأحس وقتها أنه على أعتاب عالم جديد. الكبد يتوقف. وذكرى أخرى ترفع رأسها. كنت فى حديقة النادى مع صديقك الأثير. وكان عذابك ليلتها قد بلغ منتهاه. والسر الذى أودعته قلبك وحجبته عن خاصة أصدقائك يؤلمك كدمل مدفون. انهمرت الأسرار وصديقك يصغى فى صمت. وفجأة هطلت السماء بأمطار دافقة. دموع كالتى تخبئها خلف زجاج عيونك وتمنعها من الانسكاب. وفاحت رائحة الأرض والأسرار العميقة المبتلة بالدموع. وعرفت وقتها أنك مَقْضِىّ عليك بالعشق، مكتوبٌ عليك أن تتجرع الحزن الطويل! القلب يختلج توطئة لأن يتوقف نهائيا. وتغريدة البجعة الأخيرة توشك على نهايتها. أيتها الحياة يؤسفنى أننى لم أنتبه إلى روعتك فى الوقت المناسب! كم أنت جميلة ودافئة! كم أنت صادقة وحقيقية! وكم أنا محظوظ لأننى كنتُ يوماً من الأحياء! [email protected]

إرسل لصديق

تعليقات فيسبوك